تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
بين امريكا واسرائيل سر تكوين فكلاهما انشئت دول ونظم مصنعة ولخدمة مصالح واهداف وقامتا على فعل الابادة والاستيطان.
هذا ما يفسر التطابق بين الادارتين ووحدة الطبائع والاهداف والوظائف وعدم فهم سر التكوين طرح نقاشا حول من يحكم من ؟؟ بينما في حقيقة الامر وسر التكوين هما شيء واحد وما في امريكا من كتل وتيارات في دولتها العميقة ينسحب على اسرائيل وهذه تفسر الخلافات بين بادين ونتنياهو. فنتنياهو كالرئيس السابق العائد لقيادة أمريكا ترامب يمثلان ويمتثلان للوبي الامركة’ الصهيونية المكانية’ وهو قوة وازنه في الدولة والدولة العميقة الامريكية والمجتمع.
والمنطقي ان نتنياهو يثار من بايدن على تجاهله ويحاول تخديم ترامب في الانتخابات الامريكية فيرفض املاءاته وضغوطه برغم ان امريكا من تقود وتخوض الحرب وتمول اسرائيل. ويعجز بايدن برغم ما يترتب على دعم إسرائيل في حربها لإبادة غزة من خسائر له وللديمقراطي في الرأي العام الأمريكي، ويتحرج من اتخاذ قرار يلزم إسرائيل بوقف الحرب والمسالة ليست اكثر من قرار بوقف امدادها وتغطيتها دبلوماسيا. والادارة الامريكية المرتبكة والعاجزة عن الزام اسرائيل تترك الامر لتعجز وتنفجر اسرائيل بأزماتها وتستعجل وقف الحرب.
الحرب اذن؛ مستمرة بلا افق لوقفها، فنتنياهو يخوضها كحرب وجوده وفريقه واسماها حرب وجود إسرائيل وايضا لتعزيز فرص ترامب ورهانا عليه اذا عاد الى البيت الابيض ليؤدب بايدن والحزب الديمقراطي والبنتاغون ولوبي العولمة. ويأمل نتنياهو ان يناصره في مشروعه لاقتلاع الفلسطينيين من فلسطين وتدمير مصر وتحويل الاردن الى وطن بديل او فوضى ودويلات محتربة.
شعبية بايدن في تراجع دراماتيكي بفعل حرب غزة التي اصبحت ناخبا اول في امريكا وفي تقرير مستقبل اوروبا واستقرارها. وشعبية ترامب في تصاعد وكتلته متماسكة ولم يضعفها قرار ولاية كولورادو وولايات ديمقراطية بمنعه من الترشيح وقد جاء اولى اختبارات انتخابات الجمهوري في ولاية ايوا كاسحة واعطت حملته دفعا صاروخيا.
اذا سارت الامور على سلاستها في الانتخابات الامريكية فترامب رئيسا، حاقدا عازما على توجيه ضربات كاسرة للديمقراطي وللوبي العولمة وبيروقراطية البنتاغون والوكالات وعازم على تغير بنية امريكا واعادة هيكلتها فشعاره امريكا اولا.. والانسحاب من العولمة والقواعد ووقف الحروب التي قال عنها عبثية والتخلي عن دور شرطي العالم والمدافع عن الحكومات والدول الا بأثمان باهضه.
اما اذا ضربت امريكا الازمات واستعجلت التوترات وفجرتها الانتخابات وحملاتها، فكل رهانات نتنياهو وترامب تذرها الرياح وسيكون للتطورات توصيفات اخرى و من غير المستبعدة ان تعصف بها الازمات.
بكل حال فالانتخابات الامريكية واعداد الادارة الجديدة تستغرق ١٨ شهرا حتى تصبح ادارتها جاهزة لتحمل اكلاف مغامرات وحماقات نتنياهو والحرب جارية وغزة تهزم إسرائيل وتكلف جيشها كثيرا والساحات موحدة وتكرست وحدة الجبهات واشهرت ايران سيوفها فهل تتحمل إسرائيل كل هذا الزمن؟ او تتراجع قدراتها العسكرية وتعجز وتنفجر ازماتها فتفرض غزة والحرب نفسها في اسرائيل وتطيح بنتنياهو وفريقه لينعكس ذلك على الانتخابات الامريكية !! وهذه راجحة وبقوة ما يعني ان حرب غزة مفتوحة ولا احد يستطيع ايقافها الا تطورات في امريكا وانتخاباتها او في اسرائيل وتفجر ازماتها والعلامات كثيرة عليها ومن اهمها استطلاعات الراي التي تجزم بان اكثرية الجيش الإسرائيلي يريد تسوية لإطلاق الاسرى. وقد بدأت وحدات وضباط وجنود كثر يرفضون الخدمة في غزة. ناهيك عن عصف الازمة الاقتصادية واحتمال انهيار النظام العام وخاصة البنية الاقتصادية في إسرائيل بعد ان اصيب قطاع السياحة والزراعة وقطاع الصناعة وخاصة الهاي تك بأزمات حادة وتعطيل وافتقاد المواد الاساسية واليد العاملة وتراجع الحركة التجارية وارتفاع اكلافها.
على ضفة محور المقاومة وهو فاعل محوري ويده الطويلة وبيده المبادرة.. فمن يضمن انه لن يستثمر في انتخابات امريكا وازماتها وإسرائيل وهزيمتها في غزة ومن قال انه سيدع نتنياهو وترامب يعبثان بفلسطين والاقليم لتامين نفسيهما. واغلب الظن ان المحور الذي كان قد اعلن استكمال جاهزيته وعدته للحرب الكبرى وكان يستعد ليبدأها فسبقته طوفان الاقصى وفرضتها ويدير حربها بأعصاب ثابته وعبقرية وهو يختار المسارح والساحات وازمنه العصف ومستوياتها…، من قال انه لن يتحول بها لتكون هي حرب تحرير فلسطين مادامت الحرب جارية ككبرى وكإقليمية وكواسعة ويحقق فيها انجازات وتسير على خطته هو لا على تهويمات نتنياهو وتخرصاته…
انه زمن التحرير والحرب جارية واليد العليا لمحور المقاومة..
كاتب ومحلل سياسي لبناني.