قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الحرب التي يقودها تحالف السعودية والإمارات في اليمن سمحت لتنظيم القاعدة باستغلال الأوضاع هناك والعودة للتغلغل مرة أخرى والسيطرة على مناطق كان قد فقدها مسبقاً.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن “التنظيم ما زال يشكّل خطراً في اليمن، على الرغم من الغارات الأمريكية التي تشنّها واشنطن على معاقل القاعدة منذ 2015”.
وأشارت إلى أن “جنوب اليمن يشهد حرباً من نوع آخر؛ تتمثّل في خوض قوات يمنيّة (لم تحدّد انتماءها)، مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، قتالاً شرساً ضد مقاتلي القاعدة في محافظتي شبوة وأبين”.
وأكّدت الصحيفة الأمريكية أن التنظيم استغلّ الأوضاع (في إشارة إلى حرب تحالف السعودية-الإمارات ضد الحوثيين) في اليمن، لإعادة سيطرته على مناطق كان قد فقدها في جنوبي البلاد.
وذكرت في التقرير الميداني أن “مقاتلي التنظيم ما زالوا يشكّلون خطراً، وأن أعدادهم ما زالت كبيرة، رغم حجم الغارات الأمريكية المتواصلة على معاقله”.
فخلال العام الماضي، اشتدّت الحرب بين التنظيم والقوات المحلية المدعومة أمريكياً، كما أن السنة الأولى من فترة حكم الرئيس دونالد ترامب، شهدت زيادة كبيرة في الضربات الجوية التي شنّتها واشنطن على مقاتلي القاعدة في اليمن.
وعام 2011، استغلّ التنظيم الثورة الشعبية في اليمن واستولى على مساحات شاسعة جنوبي البلاد، قبل أن يبدأ مقاتلوه بالتراجع بعد هجوم شنّته القوات الحكومية عام 2012، بدعم من الولايات المتحدة.
لكن بعد ثلاث سنوات من اندلاع الحرب الأهلية في اليمن، وتدخّل السعودية والإمارات ضمن تحالف عربي مدعوم أمريكياً، فإن التنظيم نجح في استغلال تلك الظروف.
وأكّدت الصحيفة أنه “استولى على المزيد من الأراضي، واستعاد السيطرة على جعار عاصمة زنجبار، وعاصمة إقليم أبين، كما اكتسحوا المكلا، خامس أكبر مدن اليمن: وفيها ميناء رئيسي”.
في الشهور الأخيرة، كما تقول الصحيفة، كثّف مقاتلو “القاعدة” من هجماتهم عبر عمليات الكرّ والفرّ التي يجيدونها، كما نفّذوا سلسلة تفجيرات واغتيالات استهدفت مسؤولين حكوميين وقوات أمنيّة وغيرها.
في مايو الماضي، شهدت محافظة أبين اشتباكات عنيفة استمرّت يومين، حيث دفعت القوات التابعة للولايات المتحدة بنحو 500 مقاتل ضد 30 مقاتلاً من التنظيم.
وبعد يومين من الاشتباكات، قُتل نحو 5 عساكر وأُصيب 19 آخرون بجروح، فضلاً عن مقتل 4 من عناصر التنظيم، وفقاً لمصادر طبية نقلت عنها الصحيفة.
محللون أمنيّون قالوا إن القاعدة فقدت نحو نصف الأراضي التي كانت تسيطر عليها في أواخر 2015، لكن مقاتليه ما زالوا ينشطون في 7 محافظات على الأقل، ومن ضمن ذلك شبوة وأبين والبيضاء وحضرموت.
هؤلاء قالوا للصحيفة: إن “التنظيم يعمل في أحيان أخرى بمناطق أخرى متفرّقة، جنوبي البلاد”، حيث تفرض القوات الإماراتية وتلك المدعومة من أبوظبي سيطرتها.
وبحسب رامي علي (25 عاماً)، وهو مقاتل مناهض للقاعدة، فإن “التنظيم الآن أكثر خطورة، وليس لهم منطقة واحدة محدّدة، ومن الصعب العثور عليهم. إنهم يتحيّنون أي فرصة لتنفيذ هجماتهم”.
وفي العام الماضي، نفّذ الجيش الأمريكي 131 ضربة جوية، بمعدّل أكثر من 6 أضعاف عن عام 2016، بحسب بيانات البنتاغون.
وإذا كانت هذه الضربات الجوية قد نجحت في استعادة أراضٍ سيطرت عليها القاعدة، فإن التقديرات تشير إلى أن هناك نحو 4000 مقاتل من تنظيم القاعدة ما زالوا ينتشرون في اليمن، بحسب دراسة أجراها مجلس العلاقات.
(الخليج اونلاين)