بيروت/وكالة الصحافة اليمنية//
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان، اليوم الإثنين، أنّ العدو الصهيوني النازي بآلته العسكرية الغاشمة وإرهابه الهمجي لم يتوقف لليوم 115 عن تصعيد كل أشكال حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، في انتقام وحشي ضد كلّ مقوّمات الحياة الإنسانية، وفي استهتار وغطرسة وانتهاك لكل القيم والشرائع والأعراف والقوانين الدولية.
وشدد حمدان في المؤتمر الصحفي الذي يعقده لمواكبةً آخر التطورات العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة، على أنّ هذه المجازر والجرائم ستبقى وصمة عار على جبين كل الداعمين لها، والمتفرجين والصامتين عن تجريمها وإدانتها، والمتخاذلين والمتقاعسين عن وقفها، وستظل محفورة في ذاكرة الشعب الفلسطيني الصامد، لن يغفرها ولن يتراجع عن المضي في طريق الدفاع عن حقوقه المشروعة.
وقال حمدان: الرّحمة لشهداء شعبنا، ولشهداء المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق، شهداء طوفان الأقصى على طرق القدس، والشفاء للجرحى، والحريّة للأسرى.
وأضاف: النصر لشعبنا ومقاومتنا، الذين يسطّرون أروع ملاحم الصمود والبطولة والتضحيّة، في مسيرة الدفاع عن النفس والأرض والمقدسات، مسيرة متواصلة مخضبة بدماء الشهداء، ومعمّدة بالتضحيات الجسام، ولن تتوقف إلا بالتحرير والعودة والنصر المبين بإذن الله.
كما أكد أنّ الوضع الإنساني الكارثي والمتفاقم والمستمر يومياً، لأكثر من مليوني مواطن فلسطيني، نتيجة تصعيد الاحتلال لكل أشكال القصف والتجويع والتدمير الشامل لكل مظاهر الحياة، ونزوح أكثر من 90 في المائة من السكان، وارتفاع أعداد الشهداء الضحايا، أغلبهم من النساء والأطفال.
وأكد أنّ الاحتلال النازي ارتكب 38 مجزرة راح ضحيتها 350 شهيداً خلال الـ 48 ساعة الماضية، في محافظة خانيونس لوحدها، في تكرار مُمنهج لجرائمه المروّعة السابقة في غزّة، عبر القصف العشوائي لإجبار الناس على ترك منازلهم، وحين يخرجون يتمّ تصيّدهم بالقناصة أو بطائرات كواد كوبتر.
ولفت حمدان إلى أنّ هذه المجازر تمّت بعد مرور 48 ساعة على صدور قرار محكمة العدل الدولية الذي ألزم هذا الكيان المارق بتدابير تمنع استمراره في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزَّة ما يؤكد إصراره على الاستمرار في الجريمة.
وتابع حمدان: إنّ العدو النازي يواصل تصعيد عدوانه الهمجي ضدّ مستشفيات القطاع، وإخراجها عن الخدمة، عبر الحصار والقصف، وهناك أكثر من سبعة آلاف حالة عاجلة تحتاج مغادرة القطاع للعلاج في الخارج، وهنا نجدّد دعوتنا لفتح المعابر لاستقبالهم، من أجل إنقاذ حياتهم، ورفض تدخل الاحتلال واشتراطاته.
وحول ما يجري في الضفة قال حمدان: إنّ العدو الفاشي يواصل عدوانه وحربه الشاملة في ضفتنا الأبية؛ عبر مسلسل الاغتيالات والقتل بدم بارد، والاقتحامات والاعتقالات وتدمير البنية التحتيّة، حيث ارتقى ثلاثة شهداء خلال الـ24 ساعة الماضية، وارتفع عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر إلى أكثر من 400 شهيد.
وأضاف: إنَّ استمرار العدو الصهيوني في تصعيد عدوانه، رغم قرار محكمة العدل الدولية، وتواصل القصف والقتل والإبادة والتجويع والتعطيش، وأمام مشاهد عشرات الآلاف من المشرّدين في العراء في الشتاء والبرد القارس، وغرق الخيام التي تؤويهم، في ظل الشتاء والبرد القارس، كل ذلك يضع علامات استفهام حول دور المجتمع الدولي الذي يقف متفرجاً، كما يوجه تساؤلات حول مسؤولية قادة الدول العربية والاسلامية تجاه شعبنا.
وتابع: أمام ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى والمفقودين، تتجاوز نسبة 70 في المائة منهم من الأطفال والنساء، تأتي تصريحات (جون كيربي) بشكل مستفز ومستهتر بدماء الإنسان الفلسطيني، بأنَّ إدارته الشريكة والداعمة لهذا الإجرام، لا ترى علامات إبادة جماعية في قطاع غزة.
واعتبر حمدان أن الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن شركاء وداعمون لهذا العدو الصهيوني النازي في جرائمه، ممّا سيحمّلهم المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم والمجازر وحرب الإبادة الجماعية.
ولفت إلى أنّ قصف العدو المتكرّر والمتعمّد لمراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا -المحمية وفق القانون الدولي- وتدميرها وقتل اللاجئين فيها، بمنْ فيهم موظفو الوكالة وعائلاتهم، الذين تتجاوز أعدادهم حتماً أعداد الصهاينة الذين قتلوا في السابع من أكتوبر.
وتساءل حمدان: أين مواقف الدول الصامتة والمتفرّجة تجاه هذه الجرائم والمجازر التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين؟ لماذا لم يصدر عنها موقفٌ أو صوتٌ يجرّم ويدين هذه الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية! .. أم إنَّ المدنيين الفلسطينيين ليسوا بشراً؟ أليس هذا تمييزاً عنصرياً مقيتاً من دول تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان؟.
وفيما يجري من أحداث حول استهداف للأونروا قال حمدان: إمعاناً في التضييق على شعبنا واضطهاده وخنقه وقتله وتهجيره، يأتي مسلسل الاستهداف الممنهج لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من الاحتلال الصهيوني والدول الداعمة لمخططاته وأجنداته العدوانية.
وأشار إلى أنّ قرار إدارة الأونروا، بفصل عدد من الموظفين، بناءً على مزاعم أوردها العدو الصهيوني، تدعي مشاركة هؤلاء الموظفين في أحداث السابع من أكتوبر، ودون تحقيق أو تحقّق من هذه المزاعم؛ هي خطوة مستنكرة، وتفتقد لأدنى مقوّمات المهنيّة، وتحرِف بوصلة الوكالة، عن مهمتها الأساسية، وهي حماية اللاجئين الفلسطينيين وإغاثتهم، لا أن تتبنى رواية الاحتلال الفاشي.
واستنكر حمدان ما ورد في بيان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” السيد فيليب لازريني ووصفه لمقاومة شعبنا بالإرهاب أو الأعمال البغيضة فيما لا يرى كارثية ما يقوم به الكيان الصهيوني من جريمة إبادة جماعية.
وأكد القيادي في حماس أنّه كان الأوْلى بإدارة الأونروا أن تدين اعتداءات الاحتلال على مقارها ومرافقها، وتعرُّض 63 منشأة ومدرسة تابعة للأونروا للاستهداف المباشر ضمن قرابة 220 استهداف لمباني تتبع الوكالة الأممية، وقتل الاحتلال لقرابة 150 موظفاً من موظفيها.
وقال حمدان: تكتمل فصول خنق شعبنا الفلسطيني خصوصاً في قطاع غزة؛ حيث أعلنت تسع دول، في مقدمتها الولايات المتحدة وبقرار وضغط منها، ومعها بريطانيا وألمانيا، تعليق تمويلها لـ(الاونروا)، بعد هذه المزاعم الصهيونية المُضَلّلة، في تأكيد من هذه الدول، على انغماسها في سياسة التضييق على شعبنا، ومعاقبته جماعياً، والمشاركة الفعلية في حرب الإبادة.
وشدد على ان هذه الخطوة غير المسؤولة التي اتخذتها هذه الدول؛ تتساوَق بشكل كامل مع السعي الصهيوني المستمر لتصفية الأونروا والقضاء عليها، وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية الصهيوني، الذي أشار إلى إنهاء الأونروا بمجرد انتهاء “القتال” في القطاع.
ولفت حمدان إلى أنّ موقف الإدارة الأمريكية والدول التي تبعتها في هذا التوقيت دليلٌ واضح على أن إدارة بايدن تقود تحالفاً إجرامياً يتساوق بشكل فجّ مع السياسة الصهيونية في محاربة شعبنا وكسر إرادته وتصفية قضيته.
وطالب تلك الدول إلى العودة الفورية عن هذا القرار، والكفّ عن الانسياق الأعمى وراء الرواية الصهيونية الكاذبة، كما ندعو وكالة الأونروا، إلى العدول عن قرارها فصل الموظفين الفلسطينيين، وألا تخضع للابتزاز والضغوط الصهيونية والغربية.
ودعا الأونروا أن تعود للعمل في كل مناطق القطاع، وتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه مئات الآلاف من اللاجئين الذين يموتون بسبب نقص الغذاء والماء والدواء وخاصة في شمال القطاع.
وقال حمدان: تابعنا حُكمَ محكمة العدل الدولية، في جلستها حول طلب جمهورية جنوب أفريقيا اتخاذ تدابير مستعجلة، لحماية شعبنا الفلسطيني من الإبادة التي يواجهها بفعل آلة الإجرام والإرهاب الصهيونية، ورحّبنا بقرار المحكمة الذي ثبّت الاتهام لدولة الاحتلال بتهمة الإبادة الجماعية، ورفض طلب حكومة الاحتلال برد الدعوى.
واختتم حمدان حديثه بمطالبة المجتمع الدولي، بالعمل لإلزام العدو الصهيوني بتنفيذ هذا الحكم، عبر استصدار قرارٍ من مجلس الأمن الدولي، يضع حكم المحكمة موضع التنفيذ المُلزِم.