كشف تقرير جديد صادر عن مركز نداء الكرامة للحقوق والتنمية جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان في المحافظات الجنوبية المحتلة للعام ٢٠٢٣م .
ووثق التقرير الذي اطلقه المركز خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم بصنعاء 166 عملية اغتيال نجم عنها مقتل 84 شخصا، إلى جانب مقتل 34 وجرح 103 آخرين كانوا بجوار الشخصيات المستهدفة.. موضحة أن عمليات الاغتيال تنوعت بين القتل المباشر، أو تفجير بعبوات ناسفة أو كمائن، أو تفخيخ سيارة المستهدف، وغيرها.
وذكر التقرير أنه تم توثيق جرائم الإعدام والقتل خارج نطاق القانون التي نفذت بمختلف أنواعها وأدت إلى مقتل 137 مواطنا وجرح 18 آخرين، منها ثمان حالات إعدام وست حالات تعذيب حتى الوفاة، و26 جثة بينها تسع جثث مجهولة الهوية، و20 عملية دهس، قتل فيها 16 شخصا وجرح أربعة آخرين، بالإضافة إلى 81 عملية قتل وجرح 14 آخرين قامت بها العناصر المسلحة توزعت ما بين قتل من قبل عناصر نقطة أمنية موالية لدول العدوان، أو في السوق، أو قتل مباشر، بسبب خلافات مع تلك العناصر المسلحة وغير ذلك.
وأكد أن جماعات مسلحة منتحلة صفات عسكرية وأمنية تتبع فصائل أنشأتها وتديرها دول التحالف قامت بعمليات التهجير والإبعاد القسريين لكثير من المواطنين خصوصاً ممن ينتمون للمحافظات الشمالية ونهب ممتلكاتهم.
وتطرق التقرير إلى جرائم القتل جراء اشتباكات الفصائل المسلحة حيث تم توثيق أكثر من 139 عملية اشتباك بين الفصائل المسلحة منها 53 عملية أسفرت عن مقتل 214 من المدنيين وجرح 164 آخرين.. مبينا أن 86 عملية اشتباك لا زال المركز يقوم بعملية رصد ضحاياها وتقصي الحقائق حولها وتوثيقها مع الإشارة إلى أن أغلب تلك الاشتباكات حدثت في المدن والأسواق والطرق والتجمعات السكانية، ما تسبب في ارتفاع عدد الضحايا.
وتضمن التقرير أكثر من 22 جريمة تقطع نتج عنها مقتل تسعة مواطنين وجرح 10 آخرين ونهب ممتلكاتهم من “سيارات، أموال، ذهب… الخ ” .
وبخصوص انتهاكات القانون الدولي الإنساني من قبل دول التحالف والجماعات المسلحة من جرائم الاختطاف والاعتقال والاحتجاز التعسفي، أفاد التقرير بأن الإحصائيات الأولية للمركز تؤكد أنه تم اختطاف واعتقال واحتجاز 350 مواطنا، بدون أي مبررات أو مسوغات قانونية، ولا يزال الكثير منهم داخل السجون دون أي محاكمة ولم تنظر قضاياهم أمام المحاكم عملا بمبدأ تحقيق المحاكمة العادلة، كما لا يزال هناك عمليات اختطاف واعتقال تعسفية لمواطنين لم يعلن عنها حتى الآن.
ولفت إلى أن الواقع الذي نتج عن كل تلك الجرائم يدل دلالة واضحة بأن دول التحالف وفصائلها المسلحة قد انتهكت أحكام القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان وفقا لاتفاقية لاهاي واتفاقيات جنيف الأربع 1949م والبروتوكولين الاختياريين لتلك الاتفاقيات.
وأشار التقرير إلى أنه تم توثيق 175 من جرائم الإخفاء القسري والمفقودين ولا يزال العديد من المفقودين مجهولي المصير، والبعض منهم لا تعلم أسرهم عن مصيرهم حتى كتابة التقرير وأربع حالات اغتصاب من التي أُعلِن عنها بينهم أطفال من الجنسين وتسجيل أكثر من 75 عملية نهب وسطو طالت أغلبها ممتلكات المواطنين، إضافة الى بعض الممتلكات العامة وغيرها، وقتل خلال تلك العمليات 16 من المواطنين بينهم امرأتين وجرح 12 آخرين أثناء مقاومتهم والدفاع عن أنفسهم.
وتناول التقرير جرائم المداهمة والاقتحام لمنازل المواطنين، موضحا أنه تم توثيق 59 عملية مداهمة واقتحام غير قانونية لمنازل المواطنين، قُتِل خلالها ستة مواطنين وجرح 18 آخرين ممن حاولوا الدفاع عن أنفسهم ومنع المليشيات من اقتحام منازلهم، ووثق أكثر من 227 عملية هدم لمنازل ومحلات وممتلكات المواطنين بينها 200 من المحال التجارية.
وتطرق إلى جرائم التعذيب داخل السجون السرية التابعة لدول التحالف وسجون المليشيات المسلحة التابعة لها.. مبينا أنه تم إنشاء سجون سرية من قبل الإمارات والسعودية، بلغ عددها ما يقارب ثمانية عشر سجنا سريا توزعت في عدد من المحافظات الجنوبية المحتلة.
وأشار إلى وجود سجون أخرى تابعة للجماعات والفصائل المسلحة التابعة لدول التحالف المحتلة للمحافظات الجنوبية بلغت أكثر من 22 سجنا عُرفت مواقعها ومراكزها، وتمارس فيها مختلف أنواع التعذيب الممنهج.
وأكد التقرير أنه وبحسب شهادات شهود فإن أشكال التعذيب بحق المعتقلين شملت التعذيب الجسدي (الضرب، استخدام الصعق الكهربائي، تعليق الجسد لساعات، جلد كافة الجسد بسوط معدني، إحراق بعض أجزاء الجسم، الحرمان من العلاج، الحرمان من النوم والاغتصاب وغيرها)، والتعذيب النفسي من خلال (التهديد بالقتل، الشتم والسب، التهديد بالاعتقال، اختطاف أحد أقارب المعتقل، نشر أخبار بهدف الضغط النفسي، كالتعرض لزوجة أو أبنة المختطف، ومنع الرعاية الصحية وعدم الاستجابة لإسعافهم وعدم وجود أي إجراءات وقائية لمنع انتقال الأمراض المعدية وغيرها ) .
ووفقا للتقرير فإن التعذيب شمل أيضا عدم توفير الاحتياجات الأساسية، كالفُرُش، وأغطية النوم، وتقديم وجبات غذائية قليلة، ورديئة وغير صحية، وحرمانهم من مياه الشرب النقية والمنع من دخول دورة المياه إلا مرة واحدة أو مرتين في اليوم، وضيق الغرف التي لا تصلح للسجناء، وتكديس بعضهم في غرف صغيرة لا يستطيعون الجلوس أو النوم فيها.
ودعا المركز، إلى اخراج المحتلين من الأراضي اليمنية، خصوصا بعد انكشاف أهدافهم ومؤامراتهم ضد الشعب اليمني، وإحالة قيادات دول تحالف العدوان والفصائل التابعة لها للمحاكمة أمام المحاكم الدولية جراء ما ارتكبته من جرائم وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي في المحافظات الجنوبية وغيرها.
وطالب المنظمات الدولية وغير الدولية بزيارة كافة السجون والمعتقلات داخل المحافظات الجنوبية المحتلة، والاطلاع على أوضاع المعتقلين والمحتجزين داخل تلك السجون.
وأوصى المركز، بالكشف عن كافة المعتقلين والمفقودين والمخفيين قسرا، وإغلاق كافة السجون السرية، والسجون التابعة لقيادات ميليشيات التحالف وحماية المواطنين في التعبير عن آرائهم من خلال حقهم في تنظيم التظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية.
ودعا وسائل الإعلام المختلفة المحلية والدولية لتسليط الضوء بشكل أكبر على جرائم الاحتلال المختلفة في المناطق الجنوبية المحتلة .