تقرير / وكالة الصحافة اليمنية//
أعاد مقتل أربعة جنود إماراتيين مؤخرا في هجوم في الصومال تسليط الأضواء على دور الإمارات المشبوه في البلد الإفريقي وأطماع أبوظبي المستمرة في كسب النفوذ الإقليمي وفرض أجنداتها العدوانية.
وتعد أطماع الإمارات في الصومال حديثة ونشأت بعد العام 2011 واندلاع ثورات الربيع العربي، ليصبح وجود أبوظبي في هذه الدولة يعتبره حكامها مصلحة استراتيجية محورية.
لذلك عمدت الإمارات إلى توقيع اتفاقيات دبلوماسية وتجارية في عام 2013م، والتي سمحت تدريجياً بالنفوذ السياسي والاقتصادي والدبلوماسي والوجود العسكري لأبوظبي في مشهد الصومال السياسي خلال العقد اللاحق بحسب موقع (الامارات 71) المعارض.
والمشهد السياسي الصومالي معقد للغاية بعد عقود من الصراع، ويمكن تفكيك جزء من التعقيد من خلال فهم الترابط بين ثلاثة أمور تتضمن:
استغلال السياسة والعشائر، والصدمة الجماعية والمتباينة عن ثلاثين عاماً من عدم الاستقرار، والتأثيرات الكبيرة التي تشعر بها الصومال للمشاركة الإقليمية داخل البلاد.
ولجت أبوظبي للتأثير وسط هذا الترابط المعقد واستغلاله من أجل مصالح وخطط استراتيجية في الصومال الذي يملك خطاً ساحلياً بأكثر من 3000 كم، يواجه خليج عدن، قرب مضيق باب المندب ذو الأهمية الاستراتيجية العالمية، ما يجعل الصومال أحد أهم الشرايين التجارية للتجارة البحرية العالمية في العالم.
وتقدم أبوظبي نفسها بصفتها قوة إقليمية ناشئة، والحاجة للوصول إلى الساحل الصومالي يخدم هذه الاستراتيجية التي تعتبرها جزءاً من منافسة إقليمية تشمل قطر والسعودية وتركيا اللتان سبقتا أبوظبي إلى مقديشو.
وإذا كان الساحل الصومالي يخدم أغراضاً مهمة في استراتيجية الأمن البحري الإماراتي، فإن الوصول إلى الموانئ يسترشد أيضاً بفرص الاستثمار المحتملة في السوق الإثيوبية الأكبر بكثير، وتكون مركزاً محورياً للاستثمارات في باقي دول شرق أفريقيا.
لكن الوصول إلى الموانئ كان صعباً برفض السياسيين في مقديشو الموافقة عليها؛ لذلك سعت الإمارات إلى إقامة علاقات أوثق مع الحكومات الإقليمية داخل الصومال.
إذ تسيطر العشائر على هذه الحكومات الإقليمية بينها “أرض الصومال” (صوماليلاند) و”أرض البنط” (بونتلاند). ولكن تلك العلاقات كانت دون مستوى الشفافية الذي تعتبره مقديشو ضروريا وهو ما أشعل خلافات استمرت سنوات في العلن.
لأجل ذلك وقعت حكومة “أرض الصومال” (الإقليم الانفصالي) في 2016 اتفاقاً مع موانئ دبي العالمية بقيمة 442 مليون دولار لتطوير ميناء عميق في بربة كمركز تجاري في شرق أفريقيا.
كما وقعت أبوظبي في العام التالي اتفاقاً ببناء قاعدة عسكرية بجوار مطار المدينة وواجهتها البحرية. في 2017 وقعت موانئ دبي اتفاق لاستجار ميناء بوصاصو في “بونتلاند” لمدة 30 عاماً، لحقه اتفاق ببناء قاعدة عسكرية إماراتية.
هذا الأمر أثار غضب الحكومة في مقديشو الذي اعتبرته تحدياً صريحاً لها؛ إذ تشير المادة رقم (54) من الدستور الصومالي إلى أن السياسية الخارجية لأقاليم الصومال كافة هي من اختصاص حكومة مقديشيو.
وفي مارس 2018 استحوذت إثيوبيا على 19% من ميناء بربرة. وأديس أبابا تملك تاريخاً سيئاً مع مقديشو بما تحمله من أحلام إمبراطورية توسعية.