بروكسل/وكالة الصحافة اليمنية//
أدان برلمانيون أوربيون الإمارات بتمويل “جرائم الحرب والاغتصاب” في السودان الذي يشهد اقتتالا داخليا منذ في الخامس عشر من أبريل 2023.
ويتواصل الاقتتال الداخلي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والتي أكد مسئولون سودانيون وتقارير أمريكية وأوروبية رسمية تلقيها تمويلا ودعما سياسيا وعسكريا وماليا من الإمارات.
وبحسب المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، نظم مركز ستراسبورغ للسياسات، وهو منصة مشهورة لمناقشات السياسة الدولية، لقاءً حواريا بعنوان “دور الإمارات في جرائم الحرب في السودان”.
وخلال الحدث، بحثت لجنة متميزة من الخبراء الأوروبيين في الديناميكيات المعقدة المحيطة بتورط الإمارات في الحرب الأهلية بالسودان.
وتناول المتحدثون الجوانب المختلفة لمساهمات الإمارات في الصراع من خلال مناقشة دقيقة وتحليل شامل، وسلطوا الضوء على مصالحها الاستراتيجية واستراتيجياتها العملياتية.
وألقى الكلمة الأولى جيوفاني باريتا، المتعاون البرلماني في مجلس الشيوخ ومجلس النواب والمتخصص في الشؤون الأوروبية من إيطاليا.
وقال باريتا إنه من المهم أن تتوقف الدول الإقليمية والقوى الدولية عن تأجيج الصراع في السودان، مشيرا إلى أن الإمارات تعمل على زعزعة استقرار السودان من خلال دعم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، والذي يهاجم الحكومة الشرعية.
وذكر باريتا أن تعقيدات الصراع في السودان، حيث تتنافس فصائل مختلفة على السلطة وسط مظالم عميقة الجذور، تتطلب اتباع نهج دقيق، بما في ذلك منع تورط جهات خارجية مثل الإمارات في دعم شخصيات محددة.
ونبه إلى أن تاريخ السودان يرسم صورة صارخة للعواقب المدمرة للصراع الداخلي “حيث دمرت سنوات من الحرب الأهلية البلاد، مما أدى إلى نزوح الملايين وترك ندوب عميقة على المجتمع. والآن، بينما تبحر البلاد بحذر في مرحلة انتقالية هشة نحو الديمقراطية، فإن أي إجراء يهدد بإعادة إشعال الصراع يجب أن يتم تقييمه بدقة”.
من جهته قال لوكا أنطونيو بيبي، خبير العلاقات الدولية والمتعاون البرلماني، إن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع في الحرب الأهلية في السودان أثار انتقادات من المراقبين الذين يقولون إن ذلك يؤجج نيران العنف.
وذكر أن دعم الإمارات لقائد قوات الدعم السريع حميدتي “لعب دورًا رئيسيًا في نجاحاته في ساحة المعركة” وفقًا لجورجيو كافييرو، الرئيس التنفيذي لشركة جلف ستيت أناليتيكس لاستشارات المخاطر.
ونبه إلى اتخاذ قائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان موقفاً متشدداً ضد الإمارات بما في ذلك طرد 15 دبلوماسياً إماراتياً في ديسمبر بسبب دعم البلاد المستمر لقوات الدعم السريع.
وأشار إلى أن ذلك بعد أن كان معسكر البرهان يتوخى الحذر والدبلوماسية، متجنباً المواجهات اللفظية المباشرة ضد اللاعبين الرئيسيين مثل المشير الليبي خليفة حفتر وروسيا وأبو ظبي”.
ولفت باريتا إلى أن حميدتي يحتفظ بأمواله الخاصة وأموال قوات الدعم السريع في الإمارات والتي تعد أيضًا موطنًا لشبكة الدعاية على وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لقوات الدعم السريع.
ولفت إلى أنه في عام 2019، قبل أربع سنوات من بدء الصراع مع القوات المسلحة السودانية، اشترى حميدتي 1000 مركبة من الإمارات يمكن تحويلها إلى “مركبات تقنية” تحمل مدافع رشاشة.
كما أن الشركة العائلية لحميدتي التي اشترت تلك المركبات، وهي شركة Tradive General Trading، يقع مقرها أيضًا في الإمارات.
وشدد على أنه مع استمرار الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أصبح دعم الأطراف الخارجية – وخاصة الإمارات – مهمًا للغاية حيث يدفع المجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار، وفقًا لأليكس دي وال، مدير مؤسسة السلام العالمي.
من جهته استعرض دانييلي ناديي الصحفي الأوروبي والخبير في الشؤون الدولية والمحلية، التداعيات الكارثية لتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان بفعل الاقتتال الداخلي وتورط جهات خارجية في دعمه.
وذكر ناديي أن الأطراف المتحاربة في السودان تستخدم الأسلحة الثقيلة في المناطق المكتظة بالسكان، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة على المدنيين. وفي يوليو/تموز 2023، فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في مزاعم الجرائم الدولية المرتكبة في دارفور.