كشفت مجموعة من الأطباء وصلت من قطاع غزة إلى موسكو عن قصص مروعة لاستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للكادر الطبي والمسعفين والمستشفيات في القطاع .
وفي حديث إلى برنامج “قصارى القول” عبر RT عربية، وجه الدكتور إياد أبو زاهر مدير مستشفى شهداء الأقصى، الشكر إلى الدولة الروسية على ما قدمته من مساعدات للشعب الفلسطيني”، وقال:” لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم نيابة عن زملائي وباسمي بالشكر الجزيل للدولة الروسية على ما قدمته من مساعدات للشعب الفلسطيني وأنا كنت ألمسها مباشرة من موقعي مديرا لمستشفى شهداء الأقصى بشكل يومي. هذه المساعدات الروسية بالمناسبة لم تسوق عبر الصحافة ولم تأخذ جمهورية روسيا الاتحادية حقها كدولة راعية لألام الشعب الفلسطيني وكل الشعوب المنكوبة.. كنت أتلقى المساعدات الروسية المهمة جدا، لم تكن هذه المساعدات عادية، ففي غرف العمليات كنا نعاني من نقص شديد جدا في المستلزمات الطبية وكانت تغمرنا هذه المساعدات الروسية وأنا من داخل المستشفى كان لها واقع رائع جدا ولها ما بعدها على المرضى من أبناء شعبنا.
وقال إن “سلطات الاحتلال منعت روسيا من إقامة مستشفى ميداني روسي، وكان هناك تصريح من مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الاحتلال لم يعط الضوء الأخضر لهذه المستشفى التي نحتاجها”، مشددا على أن “الذي يحدث الآن هو كارثة في حق منظمة الصحة العالمية وكل المنظمات الصحية التي تتغنى بالإنسانية ثبت أن هذا كله حبر على ورق بينما هناك شعب يباد”.
وعن الادعاءات الإسرائيلية بأن مستشفى شهداء الأقصى هو مقر لـ”حماس”، قال أبو زاهر: “الاحتلال تعود على هذا الكذب وهو يكذب ويكذب ويكذب حتى يصدق نفسه”، مؤكدا أن “الاحتلال مارس على الكادر الصحي ممارسات شنيعة جدا.. من بين كادر الخدمة الصحية 342 شهيدا حتى هذه اللحظة..المسعفون بجميع طواقمهم 400 إصابة بينها إصابات خطيرة. وعدد الأطباء والكوادر الطبية المعتقلين وصل في آخر تحديث إلى 110 معتقلين حتى اللحظة”.
وأضاف: “لقد دمروا أكثر من 155 عربة إسعاف بالكامل وتم إخراج 32 مستشفى من قطاع غزة من الخدمة تماما وتدمير أكثر من 53 مركزا صحيا”، مشددا على أن “الاحتلال يكذب بزعم وجود مقاومين في هذه الأماكن.. الاحتلال لا يريد للطبيب أن يمسك هذا المشرط، عليه أن يترك مشرطه ويترك المستشفى حتى لا يكون في غزة بنى تحتية ولا مقومات صمود للشعب الفلسطيني”.
وقال أبو زاهر: “بقينا 112 يوما داخل المستشفى إلى أن دخلت الدبابات وقصفت سور المستشفى وأخرجوا من الخدمة ثلاث سيارات إسعاف واستشهد مواطن كان يصلي صلاة العصر داخل المستشفى وأصيب سائقو نقل عربات المستشفى.. مارسوا علينا ضغوطات كبيرة جدا لإجبارنا على ترك المستشفى. تركوا سبع خدج أطفال أعمارهم أيام أو ساعات.. ترك هؤلاء الأطفال في الحضانات وتوفوا كلهم جميع الأطفال توفوا. هذا الاحتلال كاذب”.
بدوره، أفاد سامح الخطاب رئيس قسم الطوارئ بمستشفى شهداء الأقصى بأن “عدد الأطباء الشهداء وصل إلى 63 شهيد من بينهم 11 طبيبا من خريجي المعاهد السوفيتية والروسية”، مؤكدا أنه “تم استهداف قسم الطوارئ والكوادر الطبية من جميع النواحي. تم استهدافهم في بيوتهم وعوائلهم واستهداف قسم الطوارئ المزدحم بأعداد كبيرة من الجرحى والشهداء، ولم يتوانوا عن تهديد بعض الزملاء بعدم العمل وهذا كله استنزاف كبير”.
وتابع قائلا: “أخذوا جرحى وأخذوا قتلى من مقبرة بجانب مستشفى ناصر وكذلك بعثوا بأكثر من حاوية بها شهداء كل حاوية تتضمن 80 شهيدا.. نكلوا بالجثث وسرقوا الجلود والأعضاء”.
وأشار الخطاب إلى أن “النازية الصهيونية تدعي أن أرقام الضحايا مبالغ بها هم يكذبون باستمرار لأنه ليس لدي الأرقام ولكن لدي المشاهد على أرض الواقع.. كرئيس قسم الاستقبال والطوارئ على مدار الساعة ليلا نهارا ليلا أطفال نساء رجال شباب شيوخ ليلا نهارا إصابات شهداء ليلا نهارا أعداد مهولة يوميا.. أرقام وزارة الصحة الفلسطينية صحيحة وأعتقد أنها أكبر لأن هناك كثير تحت الأنقاض من عائلتي 28 من أفراد الأسرة 28 شهيد لحتى الآن” .
من جهته، تابع الدكتور صابر علوان رئيس قسم الجراحة في المستشفى الإندونيسي حديث الأرقام قائلا: “ومن عائلتنا 100 شهيد والحمد لله. وأضاف أن القوات الإسرائيلية استهدفت “المستشفى الأندونيسي وهو ثاني أكبر مستشفى في شمال قطاع غزة بعد مستشفى الشفاء وتعرض لحصار شديد من قبل قوات الاحتلال النازي الذي لا يحتاج إلى أن يبرر أو يشرح أسباب عدوانيته”، مبينا أنهم “أطلقوا النار في زوايا المستشفى وأرغموا الأطباء والممرضين ومقدمي الخدمة الصحية على الخروج من المستشفى واعتقل من اعتقل وقتل من قتل وأعدم من أعدم ميدانيا داخل المستشفى من المرضى والجرحى”.
وكشف أنه “في المستشفى الإندونيسي بشكل خاص اعتقلوا أكثر من أربع أو خمس أطباء كانوا من أمهر الأطباء الجراحين خاصة وبعض الممرضين اعتقلوا، وما زال هناك ثلاثة أطباء يقبعون في زنازين الاحتلال الإسرائيلي إلى الآن ويمارس عليهم جميع أنواع التعذيب داخل المعتقلات الإسرائيلية”.
وأفاد بأنه “في شمال غزة لم نر أي وفود لمنظمات صحية من الخارج وكالة الغوث والمنظمات الصحية العالمية كلها انسحبت أول أيام الحرب من غزة من شمال غزة لم يبق أحد حتى الصليب الأحمر انسحب من شمال غزة في أول أسبوع من الحرب. بالنسبة للجنوب بدأت تتوافد الوفود إلى المستشفى الأوروبي ومستشفى أبو يوسف النجار”.