وكالة الصحافة اليمنية//
نشرت صحيفة “التايمز” اللندنية “بروفايلا” عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي سيشرف على قمة هلنسكي يوم الاثنين القادم بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين.
وقال توم بارفيت مراسل الصحيفة في موسكو، إن قمة هلنسكي التي ستعقد يوم الاثنين، جعلت الخبراء والمسؤولين يتدفقون على أروقة السلطة في موسكو. وفي مركز الاهتمام يجلس لافروف الذي تسلم منصب الخارجية منذ عام 2004 وتعامل مع خمسة وزراء خارجية أمريكيين وستة بريطانيين ونجا من عدة تعديلات وزارية في روسيا. ولا يظهر التعب على الرجل البالغ من العمر 68 عاما حيث تقترب موسكو وواشنطن من لقاء، سيقرر حسب “التايمز” مصير الغرب.
فعلى المحك في قمة هلنسكي وضع التحالف بين أوروبا والبيت الأبيض، الذي كان صورة النظام الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. إلا أن ترامب أربك الحلفاء الغربيين في أوروبا من خلال التشكيك في فعالية حلف الناتو، ملمحا إلى إمكانية قبوله بضم بوتين لشبه جزيرة القرم وتجاوز تقييمات المخابرات الأمريكية عن تدخل روسي في انتخابات الرئاسة الذي جلبه للرئاسة عام 2016.
وحذر السفير الأمريكي السابق في موسكو مايكل ماكفول، من أن الرئيس الامريكي يساق لمصيدة كي يقدم تنازلات دون مقابل من أجل التقليل من شأن ناقديه.
وقال: “ما يقوم الرئيس ترامب بعمله ضد حلفائنا، وأقول ضد المصالح القومية الأمريكية في صالح بوتين”. وأضاف: “يريد منا بوتين أن نتجادل في قمة الدول السبع والاختلاف مع حلفائنا في حلف الناتو. وفي أحلام أحلامه يريد مشاهدة أمرين: نوع من النقاش الذي يعترف بالقرم كجزء من روسيا ورفع العقوبات”.
ويعلق بارفيت أن السياسة الخارجية الروسية هي مسؤولية بوتين والحلقة المقربة منه، ولا يمكن للافروف الزعم بأنه جزء منها. ومع ذلك لا يمكن اعتباره مجرد متحدث باسم رئيس الدولة. ويعترف الأعداء أنه شخصية مهمة ونسيج وحده.
وفي مذكراته التي نشرها ماكفول قال، إن لافروف “ممتاز في عمله ويلعب أوراقه التي بيده للحد الأقصى”.
وتذكر الدبلوماسي الأمريكي السابق كيف عبرت كلينتون عن ضيقها من وضعها الضعيف، عندما كانت تقابل لافروف وجها لوجه في محادثات سوريا عام 2012.
والسبب أن “الروسي يجمع ما بين الإقناع والعناد بشكل ينهك الجانب الآخر”. ويطلق السير أنطوني برينتون، السفير البريطاني السابق في موسكو على لافروف وصف “المحترف المطلق”، والقادر “على استخدام نقاط جدل جيدة مثيرة للضيق” ليدعم موقفه. وأضاف: “هو رجل داهية وقادر”. وبعد سنوات من بناء الثقة مع بوتين خارج دائرته المقربة، سيؤدي لافروف دورا مهما في قمة هلنسكي.
وكان قادرا على عقد صلات شخصية مع نظرائه، مثل علاقته مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ. وهو يحب تدخين السيجار، حيث عارض بشدة جهود كوفي عنان منع التدخين في مراكز الأمم المتحدة في أثناء فترته كأمين عام للمنظمة الدولية.
ويُعرف عنه بأنه يخربش على الورق في أثناء اللقاءات، لكنه كتب الشعر، ومن ضمنه قصيدة نشرت بمجلة في موسكو قبل ثلاثة أعوام، قال فيها: “كأنه الأمس، لا بيت أو منزل يحمل اسمك. كما أنه الأمس، أول حب، أول خيانة، كما أنه الأمس، لم نترك الغيتار حتى الصباح”.
وبدا جانبه اللطيف هذا الأسبوع عندما رحب بمجموعة من السناتورات الأمريكيين الذين زاروا موسكو، وكان مسرورا للهجة التصالحية من روسيا وغياب الناقدين الديمقراطيين من صفوف الوفد.
لكن الدبلوماسية ليست هي كل ملامح لافروف ويحظى بإعجاب بتوبيخاته وغمزاته الغاضبة، وعادة ما يتحدث بوجه عابس عندما يكتشف نوعا من النفاق في المواقف الغربية، خاصة عندما ينتقدون الموقف الروسي في جورجيا.
وفي عام 2015 سُمع وهو يقول بهمس: “أولاد حرام حمقى”؛ عندما التقى مسؤولين سعوديين حول مخاطر تنظيم الدولة. وفي مقابلة مع كريستيان أمانبور من “سي أن أن” التي علقت على مواقف ترامب من المرأة، فقال لها إن “هناك الكثير من (كلمة بذيئة) حول حملتكم الرئاسية على جانب الطرفين وأفضل عدم التعليق”.
وكان تصلب لافروف في أزمتي أوكرانيا وسوريا مثار غضب للمسؤولين الأمريكيين، وكان موقفه قائما على ما تراه روسيا القرارات الأمريكية من طرف واحد، وأكد أن روسيا لم تتسبب بضحايا مدنيين، وأنكر توغلات روسية في شرقي أوكرانيا، وحمل بريطانيا مسؤولية تسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال وابنته في بلدة سالزبري.
ويعتقد سير أنطوني أن لافروف ربما اعتقد بوجود أخطاء يقوم بها رجال المخابرات حول بوتين، مثل التدخل في الانتخابات الأمريكية والتسميم في سالزبري، لكنه لا يعبر عن مواقفه علنا.
ومهمة لافروف هي الدفاع عن المصالح الروسية ولم يحد عن هذا قيد أنملة.
وأضاف سير أنطوني؛ السفير البريطاني السابق: “يتعامل الروس مع العلاقات الدولية من منظور دارويني، ويعتقدون أن عليك الشدة وعدم الصدق إن اقتضى الأمر، وإن كانت مصالحك تتطلب ذلك”.