متابعات / وكالة الصحافة اليمنية //
كشفت قناة الميادين الفضائية في برنامج “رماة ماهرون” ملف هام حول سلاح ضد الدروع في حزب الله الذي أخذ موقع الصدارة في طبيعة ميدان المواجهة الجارية بين حزب الله والعدو الصهيوني ضمن معركة “طوفان الأقصى”.
وقدمت الميادين في هذا الملف ، إجابات لتساؤلات عن السلاح وتطور قدرات المقاومة اللبنانية منذ الثمانينات، ومعلومات هامة كشف عنها قائد في سلاح “ضد الدروع” في حزب الله.
تفاصيل الملف كما ورد من المصدر:
منذ بدء المواجهات على الحدود اللبنانية – الفلسطينية في الـ8 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ساد الحديث في كيان الاحتلال الإسرائيلي عن “سلاح ضدّ الدروع” الذي يملكه حزب الله، حيث أبدت المستويات المختلفة، إعلامياً وسياسياً وعسكرياً، خشيةً بالغةً من تطور قدرات المقاومة الإسلامية في لبنان، والتي أصبحت “بطلةً في القنص بالصواريخ”.
“ضدّ الدروع” هو أحد الاختصاصات الكثيرة في المقاومة الإسلامية في لبنان، وقد جعلت طبيعةُ الميدان في المواجهة الحالية هذا السلاح يأخذ الصدارة في المرحلة الحالية.
قائدٌ في “سلاح ضد الدروع” في حزب الله أكّد للميادين أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان تضمّ مجموعةً كبيرةً من الاختصاصات، موضحاً أنّ كلّ اختصاصٍ له نظام معركةٍ خاص به.
وفي هذه العملية، أخذ “ضدّ الدروع” الحيّز الأكبر نتيجة طبيعة المهمة، لكنّ بقية الاختصاصات شارك بعضها بشكلٍ جزئي. ووفقاً له، فإنّ مشاركة هذه الاختصاصات الأخرى بصورةٍ أكبر في المعركة، كانت ستجعل الاحتلال يرى “ما لا يتوقّعه”.
ووفقاً للقائد في المقاومة الإسلامية، فإنّ المزايا التي جعلت “سلاح ضدّ الدروع” نجم هذه المعركة هي الخصائض التي يتمتّع بها من “مرونةٍ وفعالية وبساطة”، إذ إنّ المرونة “تؤهّل للعمل في هذه المعركة مقابل التهديد والقصف”، فيما البساطة تتعلّق “ببساطة التدريب والاستخدام”.
أما فيما خصّ الفعالية، فإنّ “سلاح ضدّ الدروع” يواجه الاحتلال الذي قد يستخدم الدبابات والأفراد المحصّنين، إذ إنّه “يمتلك الفعالية للعمل في مقابل كل الأهداف لدى العدو”.
محلّل الميادين للشؤون السياسية واللبنانية، عباس فنيش، أكّد لدى حديثه عن العمليات التي تنفّذها المقاومة منذ 8 أكتوبر أنّ الجبهة كانت متدرّجةً، فخلال الأسبوعين الأولين، “كانت الأهداف كلّها واضحةً على القشرة، حيث استهدفت المقاومة الدبابات والأفراد والمواقع”، فيما كانت “معظم هذه الاستهدافات كانت بالسلاح ضدّ الدروع”.
ولاحقاً، بدأت المقاومة بالدخول وملاحقة الاحتلال، مع دخوله إلى العمق أكثر، واختبائه في الأحراج والنقاط المستحدثة، كما أضاف فنيش، الذي أوضح أنّ الميدان تحدّث عن فعالية “ضدّ الدروع”، من خلال الدبابات الإسرائيلية التي أُعطبت، والمواقع التي تمّت ملاحقة جنود الاحتلال داخلها.
إضافةً إلى ذلك، كشف إحصاء خاص بالميادين عن كل الاستهدافات التي نفّذتها المقاومة بالسلاح الموجّه أو بالمباشر، والتي بلغ عددها 469 رمايةً بالسلاح الموجّه، و105 رمايات بالسلاح المباشر.
إضافةً إلى ذلك، تمّت 87 رميةً بسلاح لم تكشف عنه المقاومة الإسلامية في لبنان، 82 منها بالسلاح الموجّه، و5 بالسلاح المباشر.
وهنا، أشار محلّل الميادين للشؤون السياسية واللبنانية إلى أنّ الغموض الذي تعتمده المقاومة له سببان: الأول هو عدم رغبتها في كشف ما في جعبتها، والثاني هو استمرار المواجهة مع الاحتلال.
ما توصّلت إليه المقاومة اليوم هو نتيجة تراكم كبير منذ بداية ثمانينات القرن الماضي. وعندما استقرّت المقاومة الإسلامية في لبنان على شكل أكثر تنظيماً في عام 1992، انطلقت البداية الجديدة لها في الجنوب اللبناني، كما أوضح فنيش.
بين عامي 1992 و1993، دخلت دبابات “الميركافا” الإسرائيلية من الجيل الثالث جنوبي لبنان، وبعد دخولها بأسابيع فقط، وقعت بكمين أعدّته على طريق عام طلوسة، حيث استهدفتها بصورة مباشرة.
كان ذلك بمنزلة إعلان عن دخول المقاومة في تحدٍّ جديد، حيث بات عليها مراقبة ما يقوم به الاحتلال في ما يتعلّق بالمدرّعات لدى الاحتلال، وكيفية تحصينه المواقع، لتحدّد ما يجب أن تقوم به في المقابل، وفقاً لما ذكره محلّل الميادين للشؤون السياسية واللبنانية.
لاحقاً، بين عامي 1994 و1997، شهدت المقاومة نمواً وتطوّراً، تزامناً مع مجيء عميرام ليفين قائداً للمنطقة الشمالية، وهو صاحب مقولة “مقاتلة حزب الله بأسلوب حزب الله”، أي ممارسة حرب العصابات والقتال خلف الخطوط، فما كان من المقاومة إلا أن حرّمت عليه المنطقة الحدودية، حيث بدأت استهداف آلياته على الطرقات العامة، كما تابع فنيش.
أما بين عامي 1998 و2000، ومع خروج ليفين من القيادة الشمالية وحلول غابي أشكينازي مكانه، الذي جاء بنظرية “الأفعى والعُقاب”، ما يعني إدخال الجنود إلى داخل التحصينات والمواقع وتحصين المواقع بصورة مؤثّرة وكبيرة، فكانت خلال تلك الفترة أكثر نسبة استهداف بالسلاح الموجّه أو المباشر لجنود الاحتلال.
وفي المرحلة التي تلت تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي، بين عامي 2000 و2005، شهدت المقاومة قفزةً نوعيةً، وفقاً لفنيش، الذي تحدّث عن تحدّيات جديدة برزت أمام المقاومة، إذ دخلت “الميركافا” من الجيل الرابع دخلت إلى الخدمة، وتم تطوير المدرّعات في كيان الاحتلال، فيما كانت المقاومة ترفع مستوى تسلّحها.
وفي عام 2006، كان المفصل الحقيقي لكلّ محور المقاومة، بحسب فنيش، إذ وقع الاحتكاك الميداني البري الأول مع الاحتلال خلال حرب تموز، ليتعرّض الاحتلال لمفاجآتٍ كبيرةٍ من المقاومة خلال هذا الاحتكاك، وهي التي طوّرت قدراتها بناءً على التراكم منذ 1992.
وبعد حرب تموز، حتى عام 2010، نقلت المقاومة الإسلامية تجربتها إلى المقاومة الفلسطينية وغيرها، وهي المرحلة التي رافقتها متابعةٌ حثيثة لكل تطوّرٍ لدى الاحتلال، حتى وصلت إلى المرحلة ما بين عامي 2011 و2023، التي شهدت تراكماً في الكم والنوع.
خلال هذه المرحلة، أجرت المقاومة عمليات التدريب والتأهيل والمناورات والتعديل والتصنيع، واستفادت من كل الأسلحة ضدّ الدروع في العالم، كما نفّذت عمليات الرد على الاعتداءات الإسرائيلية.