متابعات/وكالة الصحافة اليمنية//
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم السبت، إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حولت رمضان من مناسبة لتجمعات مبهجة إلى شهر يُحتفى به على خلفية من الركام الرمادي والشوارع المظلمة الفارغة .
وأضاف التقرير أن رمضان تحول من شهر للصيام وأعمال الخير إلى شهر يحاول فيه أهل غزة النجاة من أهوال الحرب، مشيرا إلى أن محاولة إضفاء قدر من البهجة على الحياة في القطاع تواجه جبلا من اليأس .
وبدلا من أن تجتمع الأسر في غزة -كما هي العادة في رمضان- على مائدة الإفطار، تفرقت بهم السبل بعد أن أجبرت الغارات الإسرائيلية أغلب سكان القطاع على النزوح من منازلهم.
وأضافت الصحيفة أنه حتى العناصر الأساسية التي يعتمد عليها الصائمون عادة في وجبة الإفطار، مثل المياه والتمر، صارت شحيحة في قطاع غزة.
نصوم منذ أشهر
ووصفت رواند العطار، وهي مصورة فلسطينية من شمال غزة، لمراسلي الصحيفة الوضع بقولها نحن نصوم فعليا منذ أشهر. قبل رمضان كنا نأكل وجبتين في اليوم إذا وجدنا ما يكفي من الطعام، وإذا لم نجد نتناول وجبة واحدة يوميا .
وأضافت رواند التي كانت تعمل في مدرسة خاصة قبل الحرب نفتقد بهجة الأطفال خاصة حين يخرجون إلى الشوارع بعد الإفطار بالفوانيس والألعاب. الآن يدخل الجميع منازلهم قبل غروب الشمس وهم خائفون .
وأشارت إلى أنه في شمال غزة يخشى المصلون التجمع في مناطق مفتوحة لأداء الصلاة خوفا من تعرضهم للغارات الإسرائيلية.
وأشار التقرير إلى أن أغلبية المساجد التي كانت تقام بها صلاة التراويح خلال شهر رمضان قد دُمرت خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر.
وتقول الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، حسب ما نقلت الصحيفة، إن إسرائيل تتعمد تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة، وتطالب هذه المنظمات بتخفيف القيود على دخول المساعدات من مختلف المعابر لتوفير احتياجات أهل غزة من الطعام.
لا يمكنني شراء فانوس لابنتي
ووصفت نسرين أبو طوق، وهي فلسطينية نزحت من منزلها في شمال غزة إلى جنوبي القطاع، الظروف التي تعيشها في شهر رمضان هذا العام بقولها تبكي ابنتي الصغيرة طوال اليوم لأنها تريد فانوسا، ولكني لا أستطيع شراءه. لا يمكننا أن نُدخل البهجة على قلوب أطفالنا حتى بأبسط الأشياء .
وأضافت أنها شعرت بالحزن عندما علمت بدخول رمضان، لأنها لم تتوقع أن تطول الحرب بهذه الصورة، كما أنها شعرت بالفارق الكبير لاستقبال الشهر الكريم وهي في مكان مختلف، بعيدة عن منزلها وأقاربها وأصدقائها وجيرانها.
وحاولت فادية ناصر، التي نزحت من شمال غزة إلى دير البلح، أن تشتري فانوس رمضان لابنتها وأبناء إخوتها الذين يعيشون معا بعد نزوحهم من منازلهم، لكنها فوجئت بأسعار مرتفعة للغاية في الأسواق بحيث لم تشتر شيئا في نهاية المطاف.
ووصفت مشاعرها بقولها لا فرحة ولا أغاني رمضان ولا حلويات رمضان، كل هذا لم يعد قائما .
وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسفرت عن أكثر من 31 ألف شهيد معظمهم أطفال ونساء، ونحو 73 ألف مصاب، ودمار هائل في البنية التحتية للقطاع.