قدم رزان عرفات المبتورة.. مأساة طفلة فلسطينية اختزلت معاناة أطفال غزة
كتبها/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية//
كان حلمها أن تصبح طبيبة لكنها باتت تأمل اليوم الحصول على طرف صناعي بعد أن بترت طائرات الموت الصهيونية قدمها اليسرى وأخذت مع تلك القدم حنان الأم وعطف الأب ورفقة الأخوة والأهل.
رزان عرفات (11 عاما) طفلة فلسطينية اختزلت وجه من معاناة أطفال غزة وما يرتكب بحقهم من جرائم بشعة من قبل آلة الموت الصهيوني وبدعم أمريكي وغربي غير مسبوق وهي تخط على سبورة إحدى مدارس إيواء النازحين التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى “الأونروا” عبارتها المحزنة: “نفسي أسافر وأركب طرف صناعي، وألعب مع الأطفال وأجري مثلي مثلهم”.
عكاز ويدين مرتعشتين
خطت رزان أمنية الحصول على القدم الصناعية، وهي تستند على عكازين بيد هزيلة ترتعش من القهر والحسرة والدمع ينهمر من عينها، وهي عينة من الآم أطفال غزة، الذين إنتزع العدوان الصهيوني طفولتهم، حيث تفيد الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية أن هناك 17 الف طفل في غزة يعيشون ايتاما بعد أن فقدوا والديهم. بينما يمثل الأطفال إلى جانب النساء نسبة 72% من معدل ضحايا جرائم الإبادة الصهيونية بحق أهل غزة.
فقدت الطفلة رزان عرفات ساقها اليسرى كما فقدت جميع أفراد عائلتها جراء غارة إسرائيلية دمرت منزلهم البسيط في قطاع غزة، وقد نجت رزان من تلك الجريمة بأعجوبة بعد أن رعتها عناية الله وتمكن طواقم الدفاع المدني الفلسطيني إخراجها من تحت ركام منزلهم المهدم، وبعد تلقيها العلاج تم نقل رزان إلى إحدى مدارس “الأونروا” في مدينة رفح.
وسائل إعلامية توجهت للقاء رزان عرفات بعد أن انتشرت عبارتها الشهيرة على منصات التواصل الاجتماعي، فقالت رزان لوسائل الإعلام بكلمات كانت أشد بطشاً من الرصاص ومن شظايا الصواريخ والقنابل التي أهدتها أمريكا والغرب للكيان الغاشم لقتل الحياة في غزة من بشر وحجر وشجر: “أنا الآن وحيدة بلا أم ولا أب ولا إخوة، بعد أن دمر الطيران منزلنا وقتل عائلتي وكل ما أمتلكه الآن عكازين وكرسي متحرك استند إليهما للتمكن من المشي”.
وبحسرة تفطر وتدمي القلوب وتنهمر لها الدمع الذي لم يفارق خدها البريء وبات ونيسها وقرينها في حياتها الأليمة؛ تكمل رزان رواية معاناتها قائلة: “الاحتلال دمر مستقبلي وجعلني معاقة بعد أن حرمني من أبسط حقوقي مثل القدرة على المشي واللعب”.
فقط قدم صناعية
وتضيف رزان: “كل حلمي الآن الحصول على قدم صناعية لا تمكن من المشي واللعب والركض، والعودة لمقاعد الدراسة مثل باقي الأطفال في العالم”.
رزان تنهار وتفقد القدرة على الكلام وتنفجر بالبكاء بعد أن كانت أخر كلماتها “بدي رجلي” حينها انتهت المقابلة الصحفية وقام أحد الصحفيين باحتضان رزان القاعدة على كرسي متحرك، والذهاب بها إلى خيمتها لتكمل بكائها.
مأساة رزان ومعاناة الكثير من أطفال غزة الذين حولهم العدو إلى معاقين وأيتام لن تنتهي خلال ليلة وضحاها، ولم تكن الصدمة التي تعيشها رزان بالأمر السهل عليها، ففي كل مرة تنظر فيها رزان إلى قدمها المبتورة تنهار نفسيتها وتدخل في نوبة شديدة من البكاء والحزن العميق.
رسالة إلى العالم
كلمات رزان التي خطتها في سبورة مدرسة تديرها الأمم المتحدة أو تلك الكلمات التي خرجت من حنجرتها وقلبها المكلوم كانت بمثابة رسالة لإنسانية العالم الغارق في سبات موت الضمير خوفاً من بطش القوى الاستعمارية بقيادة أمريكا وقوى الشر الغربي أن حلمها وحلم كل أطفال غزة المنكوبة أصبح أبسط من حلم أقرانهم من الأطفال في العالم الحصول على أطراف صناعية تساعدهم في الاستغناء عن العكاز والكراسي المتحركة وأن يتوقف العدوان الوحشي على غزة ليتمكنوا من العودة إلى ديارهم واستكمال دراستهم.
