كشف وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، عن أن بلاده سجلت أعلى معدل لوفيات الأطفال في العالم، خاصة حديثي الولادة، بسبب الحرب الدائرة منذ عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
جاء ذلك في سياق حديث أدلى به إبراهيم لوكالة “سبوتنيك”، أوضح خلاله أن “السودان سجل أعلى معدل وفيات للأطفال بين دول العالم، نتيجة تدمير ثلاجات ومخازن حفظ الأمصال والتطعيمات الضرورية للأطفال”.
وأوضح الوزير السوداني أن “ليس الأطفال فقط من يواجهون الخطر، فلدينا في السودان أكثر من 8 آلاف مريض بالفشل الكلوي يحتاجون إلى غسيل للكلى بشكل دائم، ونجد صعبة في تدبير المستهلكات الطبية لهم، أضف إلى ذلك 18 ألف مريض سرطان أيضًا يحتاجون إلى الأدوية بشكل منتظم”.
ولفت إبراهيم إلى أن بلاده شهدت عمليات نزوح واسعه بين الأقاليم بمعدل مليون نازح شهريا، مشيرا إلى أن “المشكلة الأكبر الآن هي هجرة جانب كبير من الكوادر الطبية إلى خارج البلاد، ولا تُتوقع عودتهم مرة أخرى وهذا يسبب لنا ضغطا شديدا، وحتى بعد انتهاء القتال سنعاني بشدة”.
وعدد إبراهيم الأضرار التي أصابت القطاع الصحي بسبب الحرب، قائلا: “فقدنا خلالها 200 سيارة إسعاف تم تدميرها أو الاستيلاء عليها، وأيضا تم الاعتداء المباشر على الكوادر الصحية وأفراد خدمات الإسعاف وقُتل 40 منهم في أثناء تقديم الخدمات في المستشفيات”.
وفي وقت سابق، صرح رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، يوم الجمعة الماضي، بأنه غير مستعد للتفاوض مع قوات الدعم السريع، طالما الحرب مستمرة، مشددًا على التزامه بـ”منبر جدة” وعلى ضرورة تنفيذ “الدعم السريع” للالتزامات التي تعهدت بها.
جاءت تصريحات البرهان، في كلمة له خلال زيارته منطقة أم درمان العسكرية، قال فيها: “القوات المسلحة ليست لها مشكلة مع التفاوض ولكن كيف تتم هذه العملية وبأي صورة؟ طالما الحرب مستمرة لن نتفاوض وطالما أن هناك احتلال لمنازل المواطنين ومدن الجنينة ونيالا وزالنجي والخرطوم والضعين والجزيرة فلن نتفاوض”.
ويصادف اليوم الاثنين 15 أبريل، الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الصراع الواسع النطاق في السودان، ومن المقرر أن تشارك فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في استضافة مؤتمر إنساني للسودان وجيرانه في باريس.
وأسفر العنف المندلع في السودان، منذ أبريل العام الماضي، عن مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين وتدمير الكثير من البنية التحتية للبلاد، وخاصة في العاصمة الخرطوم.
