تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
على مدى عقود من الزمن حاول الكيان الاسرائيلي وأمريكا تثبيت قواعد اشتباك قائمة على خطوط حمر، لا يمكن تجاوزها في الصراع مع الكيان ، ومنها استحالة مهاجمة الكيان الاسرائيلي من خارج حدوده باي شكل من الاشكال عبر الترويج لقوة الردع الاسرائيلية الضاربة ، والتدخل الامريكي القوي والذي سيجعل الجهة المهاجمة عرضة للتدمير .
ولكن يبدوا ان حفاظ الكيان الاسرائيلي وأمريكا على هذه القواعد والخطوط الحمر بات اليوم مستحيلا منذ كسر حركة حماس لهذه الخطوط في الـ 7 من اكتوبر الماضي من خلال عملية طوفان الاقصى ومن ثم كسرها من قبل اليمن التي هاجمت بالصواريخ والمسيرات عمق الكيان الاسرائيلي ، ترافقا مع عمليات حزب الله ، وصولاً الى الرد الايراني بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة وهي أول مرة يُهاجم الكيان فيها بهذا الشكل .
وبحسب محليين فان كسر محور المقاومة لقواعد الاشتباك ستكون لها عواقب وخيمة على الكيان ، لأنها تضرب بذلك أهم مرتكزات نظرية الامن الاسرائيلي ، وتحوله من الملاذ الامن لليهود كما كان يقال عنه سابقاً ، الى المكان الاكثر خطورة على اليهود الامر الذي سيقوض الشعور بالأمان والاستقرار الذي كان سببا لهجرة المزيد من اليهود وتوسع الاستيطان في الاراضي الفلسطينية خلال العقود الماضية ، والى جانب ذلك يبدوا الكيان عاجزا رغم الدعم الامريكي عن كبح جماح المقاومة الفلسطينية التي تتعاظم يوماً بعد آخر في ظل دعم محور المقاومة الكبير ودخوله بكل ثقله على خط المواجهة مع الكيان ، وهو ما يعني ان الكيان الاسرائيلي دخل بالفعل في أزمة وجود .