فلسطين المحتلة/وكالة الصحافة اليمنية//
أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس والقائم بأعمال رئيس الحركة في الضفة الغربية زاهر جبارين، أن الحركة لم تغلق الباب أمام المفاوضات، وتتواصل مع الوسطاء بشكل دائم.
وقال جبارين في تصريحات لـ”وكالة أنباء العالم العربي” اليوم الأربعاء: إنه “يمكن إنجاز صفقة تبادل للأسرى”.. مبينًا “تقدم المقاومة فيها مقاربات معقولة من أجل إنجاز الصفقة”.
ونوه بأن حركة حماس “تُقدم مقاربات تتوافق مع رغبة الجميع لا سيما وقف الحرب ونقل المساعدات وإغاثة شعبنا وكسر الحصار وبدء الإعمار؛ والتي أصبحت مطلبا عالميا ودوليا”.
وأرجع عدم التقدم في المفاوضات إلى “غرق الاحتلال في أزمته السياسية وحسابات حكومته الداخلية، خاصة بنيامين نتنياهو”.
وأضاف: “حتى الوفود المفاوضة تأتي وهي خالية الدسم أو ليس لديها القدرة على التفكير المنطقي بما يتناسب مع مقترحات الوسطاء لتجسير الهوة”.
وتابع قائلا: “لذلك نحن لن ننهي المفاوضات في الوقت الراهن والباب مفتوح للمقاربات التي تخدم مطالبنا ومطالب العالم أجمع بوقف الحرب وحماية شعبنا وإغاثته”.
ولفت النظر إلى أن أسرى العدو الصهيوني ومصيرهم “عالقين في حسابات نتنياهو الداخلية، ودون أن تنتهي حسابات نتنياهو الداخلية لن يكون هناك صفقة أسرى”.
وفي رسالة لعائلات الأسرى الصهاينة، أكمل القيادي في حماس بالقول: “نوجه رسالة أخيرة لعائلات الأسرى، الوقت ينفد لحياة أبنائكم وهذا ليس من باب الحرب النفسية، العبارة التي يستخدمها نتنياهو للتحايل عليكم دائما من أجل الصمت، فلدينا من الدلائل والإثباتات التي تشير إلى تعمد نتنياهو قتل أبنائكم، وتظهر حرصنا على حياتهم”.
واستطرد: “الظروف المأساوية التي تعيشها غزة هي ذات الواقع الذي يعيش فيه أسرى الاحتلال، ومناورات نتنياهو في البحث عن العظام في مقابر غزة فاشلة وتحكم على مصير بقية الأسرى الأحياء بالموت”.
وقال: “حتى اللحظة العدو قتل 70 من أسراه، وهناك مصير البعض أصبح مجهولا ويحتاج لجهود من أجل الوصول لهم، الوقت الذي تطالب به المقاومة هي من أجل إعادة تجميع الملف والبحث عن مصير جميع الأسرى”.
وجدد التأكيد على أنه قد نكون الآن أمام فرصة لمعرفة مصير جميع الأسرى إذا قرر نتنياهو ذلك، لكن إذا قرر مواصلة الحرب فإن هذه الفرصة ستتضاءل بشكل كبير، وقد يحتاج العدو لعشرات السنوات للوصول لمصير أسراه.
ونبه جبارين إلى أن حركة حماس سلمت ردها للوسطاء، حيث وافقت على اتفاق الإطار المقترح الذي يشمل ثلاث مراحل، مدة كل مرحلة 42 يومًا.
وأكد أن الحركة وافقت في ردها على أن يكون إعلان وقف إطلاق النار في نهاية المرحلة الثانية، بعد الاتفاق على المفاتيح لتبادل الجنود وقبل تسليم الأسرى من كلا الطرفين يتم الاعلان عن وقف إطلاق النار وكذلك البدء بالإعمار بالمرحلة الثالثة.
وفيما يتعلق بالنقاط الأساسية التي تصر عليها الحركة ويرفضها العدو الصهيوني، أوضح جبارين أن “ما كشفته الصحافة الصهيونية عن حال الوفد المفاوض يؤكد مرة أخرى أن نتنياهو يحاول توظيف المفاوضات للتلاعب بعائلات الأسرى”.
وتابع قائلا: “وما تم كشفه عن حالة الوفد المفاوض قبل توجهه لباريس يؤكد وجهة نظر حركة حماس أنه لا جدية في المفاوضات”.
وذكر أن نتنياهو تراجع مرتين عن أعداد الأسرى الممكن إطلاق سراحهم.. مبينًا أنه “مع أن العدو هو الذي كتب الإطار لاتفاق باريس لكنه تراجع عنه مرات عدة”.
واستطرد بالقول: “لذلك المفاوضات لازالت عالقة في حسابات نتنياهو الذي يرفض أن يجيب عن أي من مطالب الاتفاق، والتي بالأساس جزء كبير منها مطالب أقرها المجتمع الدولي، مثل وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار أو موضوع الإغاثة، وحق عودة السكان لمنازلهم”.
وحول ملف النازحين، صرح جبارين بأنه “لم يعد أحد يفهم سبب إصرار نتنياهو على إبقاء النازحين في الجنوب، والجميع بات مقتنعا أن فكرة النزوح كانت من أجل أهداف سياسية وليس عملياتية، وهي التهجير والتزام نتنياهو للصهيونية الدينية بإعادة الاستيطان لغزة”.
وأشار إلى أن المفاوضات كشفت جميع الأجندة الخفية التي اتفق نتنياهو فيها مع التيار الديني القومي على تنفيذها في غزة، ولا يوجد لها أي ارتباط بسياقات المعركة.
وفي موضوع الإعمار وفك الحصار، قال جبارين: “هذه مطالب دولية حتى يكون هناك استقرار ويستطيع سكان غزة العودة لحياتهم الطبيعية ودون فك الحصار لن يكون هناك إعمار”.
وفيما يتعلق بتواجد قوات مصرية وتفتيش العائدين للشمال، نبه جبارين إلى أن “غزة أرض فلسطينية وحرية الحركة للفلسطينيين فيها أصل وحق تكفله القوانين الدولية والإنسانية، ونحن لا نقبل لأي عربي أن يكون شريكا في مخططات الاحتلال، ولن نقبل بأن يقيد أحد حركة أبناء شعبنا في عودتهم لبيوتهم”.
وشدد جبارين على أن العملية البرية التي يهدد نتنياهو بالقيام بها ستكون جريمة تضاف لسجل جرائم العدو، كونه سيقوم بتحريك مليون ونصف لاجئ بالنار من أجل دفعهم نحو النزوح، وهنا ستكون مجازر كبرى وهناك آلاف الشهداء.
وقال: “الولايات المتحدة ستكون شريكا كاملا في مجزرة رفح، لأنها عطلت قرارات وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، وأعلنت أن قرار مجلس الأمن الأخير غير ملزم وهذا أعطى العدو مزيدا من الحرية في استمرار جرائمه وقتله”.
كما أكد القيادي في حماس أن “ملف أسرى العدو لن يكون بعيدًا عن تداعيات المذبحة التي سيقوم بها العدو في رفح، وكل الخيارات في هذا الملف مفتوحة”.
وأكمل بالقول: “نحن نقول إن تداعيات عملية رفح السياسية والإنسانية ستكون أكبر من ملف الأسرى والتبادل، وسيتحول ملف الأسرى لقضية هامشية وثانوية، كون العدو سيعلن الاحتلال الكامل لقطاع غزة”.
واختتم جبارين حديثه بالقول: “قرارنا فيما يخص عملية رفح المقاومة، وإعلان احتلال قطاع غزة سيكون عبئا على العدو الذي سيضطر معه لتحمل التبعات الإنسانية عن حياة السكان، بالإضافة للتبعات الدولية في موضوع الإغاثة وحماية المدنيين”.