أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وجه طعنة جديدة للقضية الفلسطينية سواء بتساهله في شروط التطبيع مع الكيان الصهيوني، أو المشاركة في حماية أمن تل أبيب من الهجمات الإيرانية الأخيرة.
وكشفت الصحيفة أن مسؤولين سعوديين أشاروا الآن بشكل غير علني للإدارة الأمريكية بأنهم قد يقبلون بأدنى تعهدات شفهية حتى وإن كانت شكلية من الإسرائيليين بالدخول في محادثات جديدة حول قيام دولة فلسطينية من أجل ضمان الأجزاء الأخرى من الاتفاق الأكثر أهمية بالنسبة للرياض.
وبحسب الصحيفة يقول المسؤولون الأمريكيون إن الجهود الناجحة التي بذلتها عدة دول لإسقاط الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية السبت الماضي، يجب أن توضح لإسرائيل أن أمنها ضد التهديدات القادمة من طهران يمكن تعزيزه من خلال التكامل الوثيق مع السعودية.
من جهتها كشفت مجلة The Spectator البريطانية أن طيارين إسرائيليين وعرب بينهم سعوديين اشتركوا مؤخرا في تدريبات مشتركة فوق البحر الأحمر، وتم التدريب على التعاون غير المسبوق الذي رأيناه عند الهجمات الايرانية الأخيرة.
وذكرت المجلة أن “إسرائيل” والسعودية يرسلان كبار قادتهما العسكريين لحضور اجتماعات منتظمة تستضيفها القيادة المركزية الأمريكية، وهناك “علاقة حقيقية وصداقة” تتطور بين كبار الضباط من هذين البلدين دون علاقات دبلوماسية رسمية.
في هذه الأثناء فسرت مجلة فورين بوليسي الامريكية عدم اتخاذ السعودية أي خطوات ملموسة ضد الاحتلال الاسرائيلي على الرغم من مجازره الوحشية ضد الفلسطينيين، بأن السبب يعود لكون “إسرائيل” أصبحت شريكاً اقتصادياً رئيسياً لبعض دول المنطقة.
وذكرت المجلة أن السعودية ساهمت في الدفاع عن “إسرائيل” وأسقطت القوات الجوية الملكية السعودية مقذوفات إيرانية كانت تحلق في مجالها الجوي، وقدمت معلومات استخباراتية مهمة قبل الهجوم، وذلك من أجل “تقليل المخاطر من نشوب حرب إقليمية” حسب مجلة فورين بوليسي.
أما صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية فأكدت أن السعودية منفتحة على تعاون عسكري أوثق مع “إسرائيل” في ظل أمريكا، لكن لا ينبغي لأحد أن يتوقع أن تشارك في مهام مشتركة أو زيارات عسكرية مع الكيان؛ لأن السعودية ستكون هدفا للصواريخ الإيرانية، وكان الغرض الأساسي من تقارب الرياض مع طهران قبل عام هو درء هذا التهديد.