نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعدته سمر سعيد وجاريد ماسلين قالا فيه إن تحول حماس إلى أسلوب حرب العصابات يثير منظور الحرب الدائمة أمام إسرائيل. فقد لجأت إلى أساليب “اضرب واهرب” والقتال من خلال مجموعات صغيرة لكي تظهر أنها قادرة على القتال لأشهر إن لم تكن سنوات.
وجاء في التقرير: “سبعة أشهر على الحرب ولم تهزم حماس بعد، مما أثار المخاوف من أنها تسير نحو حرب للأبد”.
ولا تستخدم الحركة شبكة الأنفاق أو الخلايا الصغيرة أو تأثيرها الاجتماعي للنجاة فقط ولكن لمضايقة القوات الإسرائيلية.
وتهاجم حماس بقوة أكبر وتطلق الصواريخ المضادة للدبابات على الجنود المتحصنين بالبيوت وعلى العربات الإسرائيلية وبشكل يومي، حسب شهادات جنود احتياط من فرقة الكوماندو 98 التي تقاتل في جباليا. وتعلق الصحيفة أن تصميم حماس على القتال يمثل مشكلة استراتيجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي تعهد بتدمير الحركة.
وأشارت الصحيفة إلى قلق داخل أروقة الاحتلال الإسرائيلي وبخاصة المؤسسة الأمنية أن نتنياهو ليست لديه خطة موثوقة لاستبدال حماس وأن الإنجازات العسكرية التي تم تحقيقها ستتلاشى.
وفي الوقت الذي أرسلت فيه “إسرائيل” دباباتها إلى رفح التي تعتبر بأنها المعقل الأخير لحماس، شنت الأخيرة سلسلة من الهجمات على جيش الاحتلال الإسرائيلي في الشمال، حيث تم استدعاء الدبابات لدعم القتال في المناطق التي ظلت هادئة لعدة أشهر وشنت غارات جوية أصابت كما تقول إسرائيل 100 هدف منها “غرفة حرب” لحماس وسط غزة.
ويقول جوست هيلترمان، مسؤول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية ببروكسل: “حماس موجودة في كل مكان في غزة” و”لم تهزم حماس بعد”.
والواقع هو أن الاحتلال الإسرائيلي بعيد كل البعد عن تحقيق النصر النهائي الذي يتحدث عنه نتنياهو، فسواء غزت “إسرائيل ” رفح أم لم تغزها، فستنجو حماس وتواصل القتال في أماكن أخرى في غزة، وهذا هو تقييم المسؤولين العسكريين الإسرائيليين الحاليين والسابقين وتقديرات الاستخبارات الأمريكية.
وتضيف الصحيفة أن جيش الاحتلال دخل غزة في أكتوبر بتعليمات لتنظيف مناطق غزة من حماس وبدون أن يكون لديه خطة عمن سيحل محلها عند انسحاب القوات. وعندما سحبت “إسرائيل” معظم قواتها من الشمال وركزت على الوسط والجنوب، وجدت حماس فرصة للعودة وتأكيد تأثيرها.