منذ ما يقرب من شهرين شرعت واشنطن في إنشاء رصيف بحري عائم قبالة سواحل غزة بزعم إدخال المساعدات الانسانية الى قطاع غزة وليحل محل المعابر البرية التي يمنع جيش الاحتلال دخول المساعدات عبرها ،وبينها معبر رفح الذي احتلته قوات الاحتلال في الـ7 من مايو الجاري بدعم أمريكي واضح ،وهو ما يضع العديد من الاسئلة حول الاهداف الحقيقة لإنشاء هذا الرصيف خصوصاً وان أمريكا مازالت تقدم الدعم والأسلحة للكيان الاسرائيلي لقتل سكان غزة ولا يعقل ان تقوم واشنطن بإنشاء رصيف بمبلغ يُقدر بـ 320 مليون دولار بغرض تقديم المساعدات الانسانية لسكان قطاع غزة وهي من تشارك في قتلهم.
الحقيقة هي ان إدخال المساعدات الانسانية عبر هذا الرصيف ليس سوى يافطة ترفعها واشنطن للتغطية على أهدافها الحقيقة من وراء هذا الرصيف العائم حتى وان قامت بإدخال بعض المساعدات الانسانية عبر هذا الرصيف خلال الفترة القادمة.
هناك عدة أهداف تقف وراء انشاء هذا الرصيف من قِبل واشنطن، الاول هو ان واشنطن وبالاتفاق مع تل ابيب ربما قد خططت لفتح ممر لتهجير سكان غزة خصوصا مع فشل خطة الكيان الاسرائيلي لتهجير سكان غزة الى سيناء بسبب الرفض المصري وهي خطة طرحتها واشنطن والكيان الاسرائيلي بداية العدوان على غزة.
الهدف الثاني والذي قد يعتبر الهدف الرئيسي لإنشاء هذا الرصيف هو السطو على الثروات الغازية المتواجدة قبالة سواحل غزة ومن بينها حقل “مارين ” الذي يتواجد على بعد 30 كيلو متراً من ساحل غزة ويحتوي الحقل على أكثر من تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي بمعنى ان هذا الممر قد يكون نواة لتكوين واشنطن قاعدة عسكرية بحرية في هذه المنطقة على غرار القواعد الامريكية التي أنشئتها في شمال شرق سوريا، والتي كان هدفها السيطرة على حقول النفط المتواجدة في هذه المنطقة حيث مازالت أمريكا تستغل هذه الحقول الى اليوم.