دخل قرار اسبانيا والنرويج وايرلندا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيز التنفيذ ،الثلاثاء، حيث سلمت النرويج أوراق الاعتراف الدبلوماسي لرئيس الوزراء الفلسطيني في أحدث خطوة نحو الاعتراف.
وتعترف نحو 140 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، البالغ عددها 193 دولة، بفلسطين، وكانت السويد أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بفلسطين في أكتوبر 2014.
فبعد صدور قرارات من المحكمة الجنائية الدولية تدين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب، أعلنت عدد من دول أوروبا الاعتراف الرسمي بفلسطين، وعلى الطريق أعلنت دول أخرى -مثل سلوفينيا ومالطا- استعدادها للاعتراف بفلسطين خلال الأيام القادمة.
من أسباب هذا الاعتراف بحسب رئيس وزراء النرويج ،يوناس غار، هو إقامة دولة فلسطينية متماسكة سياسيا، وأضاف أن حل الدولتين من مصلحة “إسرائيل”، وأن الحرب في غزة أظهرت أن تحقيق السلام والاستقرار لا بد أن يستند إلى حل القضية الفلسطينية.
في حين قال رئيس الوزراء الأيرلندي، سيمون هاريس، إن شعب فلسطين يستحق مستقبلا مليئا بالأمل والسلام، مؤكدا أنه “لا مستقبل للنسخة المتطرفة من الصهيونية التي تغذي عنف المستوطنين والاستيلاء على الأراضي”.
وزير الخارجية الإسباني، مانويل ألباريس قال:”سنعلن رسميا مع النرويج وإيرلندا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما ان الهجوم على رفح حدث بعد قرار محكمة العدل الدولية، كل قرارات المحكمة ملزمة لجميع الأطراف وعلى إسرائيل وقف عمليتها هناك”.
صمود ومقاومة فلسطينية
من وجهة نظر محللين سياسيين، فإن اعتراف 3 دول أوروبية بفلسطين، كان سببه صمود أبناء فلسطين والمقاومة، بينما وصفه البعض الاعتراف بأنه “موجة تسونامي خامسة تضرب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي”.
وحسب الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، فإن اعتراف النرويج وإسبانيا وأيرلندا بفلسطين يمثل انعكاسا لما يجري في الشارع العالمي، وتكمن قيمته في أن الأراضي الفلسطينية هي أراض تحت الاحتلال، ولا قيمة لأي إجراءات إسرائيلية فيها، مثل ضم أراض في القدس والضفة الغربية.
حجج إسرائيلية واهية
صحيفة “نيويورك تايمز”، قالت إنه بالنسبة للعديد من الدول، لم تعد حجج “إسرائيل” ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية مقنعة كما كانت في الماضي، لافتة إلى أن جل أعضاء الحكومة اليمينية الإسرائيلية يعارضون إقامتها، ولم تجر مفاوضات جادة حول حل الدولتين منذ أكثر من عقد.
ووفقا للمصدر ذاته، فإن الدول التي تتجه نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية تؤكد بأن القيام بذلك من شأنه الحفاظ على إمكانية التوصل إلى حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين.
تطور لافت
صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أوضحت أن الاعترافات الأخيرة بدولة فلسطين، تبقى “أحدث تطور في سلسلة من الانتكاسات الدبلوماسية لإسرائيل” في حربها مع حماس” على حد قول الصحيفة.
سياسة رعناء
ما يمكن قوله أن سياسة الاحتلال الإسرائيلي الرعناء، وتماديها في ارتكاب المجازر الوحشية، بالقتل والتدمير في قطاع غزة، فتح عيون العالم على حقيقة ما يحدث في فلسطين المحتلة وأوصل مظلوميتهم إلى مختلف دول العالم التي بادرت بالتضامن مع فلسطين من خلال المسيرات والمظاهرات في شوارع المدن وكذا انتفاضة طلاب الجامعات في أوروبا وامريكا للتعبير عن رفضهم لما يقوم به الاحتلال بضوء أخضر أمريكي وحماية باستخدام الفيتو من اتخاذ قرارات إدانة دولية ضد الكيان.