واشنطن/وكالة الصحافة اليمنية//
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إنه يتوجب على الرئيس الأمريكي جو بايدن إيقاف صفقة الأسلحة الأمريكية المتعلقة بالسعودية التي من شأنها أن تقوض الأهداف الاستراتيجية الأمريكية الأكبر للشرق الأوسط والنظام العالمي.
واعتبرت المجلة في مقال لديفيد وايت، أن الصفقة الأمريكية السعودية يمكن أن تشكل أيضا مخاطر سياسية خطيرة للرئيس جو بايدن.
يقال إن واشنطن والرياض على وشك وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق من شأنه أنيرى الولايات المتحدة تقدم ضمانات أمنية للسعودية وتساعد في تطوير برنامجها النووي.
وفي الوقت نفسه، فإن الأضرار المحتملة للصفقة السعودية الأمريكية – والتي تشمل إحياء المغامرة العسكرية السعودية، وانتشار الأسلحة النووية في الخليج ، وضرب مصداقية واشنطن العالمية، والمزيد من الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية – تفوق أي فوائد محتملة لإدارة بايدن أو الأمن الدولي.
لا يزال مدى الترتيب الأمني قيد التفاوض، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى أنه من المرجح أن يشمل ضمانات دفاعية أمريكية رسمية والوصول إلى أسلحة أمريكية أكثر تقدما للسعودية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة من طراز F-35.
ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الصفقة لن ترقى إلى اتفاق على غرار حلف شمال الأطلسي.
بغض النظر عن تفاصيلها، فإن الصفقة الأمنية السعودية الأمريكية الجديدة ذات قيمة جيوسياسية مشكوك فيها للولايات المتحدة.
استفادت السعودية – ولا تزال- من عقود عديدة من مبيعات الأسلحة الأمريكية بالإضافة إلى المساعدة العسكرية والدبلوماسية.
لدى الولايات المتحدة أكثر من 100 مليار دولار في المبيعات العسكرية الأجنبية النشطة للمملكة، وفقا لوزارة الخارجية.
استهزأ محمد بن سلمان بالمعايير الدولية وزعزع استقرار الشرق الأوسط (من بين إجراءات أخرى) تدخله العسكري الكارثي في اليمن، والاحتجاز المؤقت لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والحصار المفروض على قطر المتحالفة مع الولايات المتحدة، وقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
يمكن أن يشجع الدعم الأمريكي غير المسبوق ميل محمد بن سلمان للمغامرة العسكرية المتهورة.
وقال التقرير إن اتفاق سعودي أمريكي جديد سيزيد أيضا من فرصة جذب القوات الأمريكية إلى عنف المنطقة – خاصة إذا وقعت الرياض وواشنطن اتفاقية دفاعية.
وعلى الرغم من أن اتفاقيات الدفاع الإضافية قد توسع نفوذ واشنطن في السعودية، إلا أنها ستعزز أيضا النظام السائد، حيث تكون الولايات المتحدة في خطاف التكاليف الحادة للحفاظ على الأمن المتعثر في الخليج بينما تعمل الصين كمتسابق مجاني.
وبالمثل، تم تقديم صفقة سعودية أمريكية كجزء من صفقة كبرى محتملة مع “إسرائيل”، حيث تقدم الولايات المتحدة المساعدة الدفاعية والنووية إلى الرياض مقابل تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية.
من شأن ذلك أن يعزز الأهداف الأمريكية طويلة الأمد للانفراج العربي الإسرائيلي وتعزيز التحالف المناهض لإيران في المنطقة.
تجاهل أنصار الاتفاق السعودي الأمريكي فكرة أن الدعم الأمريكي للديكتاتورية السعودية يقوض قدرة واشنطن على حشد الدعم الدولي لأسباب حيوية مثل الدفاع عن أوكرانيا ضد العدوان الروسي.
وأخيرا، فإن الصفقة السعودية الأمريكية ستساعد حملة الرئيس دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض فيما من المتوقع أن يكون سباقا محموما ضد بايدن هذا الخريف.