المصدر الأول لاخبار اليمن

ضوء أخضر أمريكي لأوكرانيا بضرب العمق الروسي.. هل هو تمهيد لتدخل الناتو؟

تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//

 

هل يتغير مسار الحرب بين روسيا وأوكرانيا بعد إعطاء واشنطن وحلفائها “الضوء الأخضر”  لـ كييف بشن ضربات داخل روسيا بأسلحة أمريكية؟

 هذه التساؤلات أثارت الرأي العام العالمي، والشارع الأمريكي والأوروبي على السواء.

فإعطاء الإذن لأوكرانيا باستخدام أسلحة متطورة بعيدة المدى، جاء بناء على طلب أوكراني منذ شهور للبدء في ذلك، فبينما ترى صحيفة “نيويورك تايمز” أن هذه الخطوة ستفتح  “فصلا جديدًا” في الحرب، يقول موقع “اكسيوس” الأمريكي، أن هذه الخطوة “ستمنح كييف قدرة على الدفاع عن نفسها ضد روسيا”.

وكان قادة غربيين قد تفادوا اتخاذ مثل هذا القرار، خوفا من تصعيد الصراع وتوسع مسار الحرب واشتباك الناتو مع روسيا، خاصة بعد تهديدات الرئيس الروسي بوتين للناتو من أن مثل هذا التصعيد قد يودي إلى حرب نووية، بينما رفض الأمين العام للناتو ستولتنبرغ، تحذيرات بوتين قائلا إن “الدفاع عن النفس ليس تصعيدا وبوتين يهددنا فقط للتراجع عما نفعله”.

جنود من الجيش الروسي يقودون دبابة في أحد شوارع دونيتسك

في إطار الضوء الأخضر الأمريكي الممنوح لأوكرانيا، سمحت بريطانيا قبل أسابيع لأوكرانيا باستخدام أنظمة صواريخ “ستورم شادو” بعيدة المدى لشن هجمات في أي مكان بروسيا، كما اتخذت فرنسا وألمانيا نفس الموقف مؤخرا.

 مؤسسة “راند” المتخصصة في التحليلات والأبحاث العسكرية،  قالت إنه من غير الواضح ما هي الخيارات التصعيدية الواقعية التي تمتلكها روسيا للرد على تلك الخطوة؟

وأشارت المؤسسة إلى أن الرد الروسي إذا وصل حد استخدام السلاح النووي قد يؤثر ذلك على علاقة روسيا بالصين التي لا تفضل هذا الخيار في هذا الصراع.

 يعتقد خبير الأسلحة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، رافائيل لوس، أنه “إذا أعطت واشنطن الضوء الأخضر لاستخدام أنظمة أتاكمس، فإن ذلك قد يقلل من قدرة روسيا على استخدام أراضيها كملاذ للعمليات البرية”.

وتقول شبكة “سي إن إن”، إن الإدارة الأميركية تقف بحزم بالنسبة لعدم السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى المعروفة “أتاكمس” التي يمكن أن تصيب أهدافا على بعد 200 ميل أو 300 كيلومتر داخل روسيا.

من جهة ثانية يرى نائب وزير الدفاع الأميركي السابق، مارك كيميت، إنه كان من الضروري على الولايات المتحدة وحلفاؤها تغيير طريقة دعمهم لأوكرانيا، للحفاظ على حظوظ كييف في حسم المعركة لصالحها.

 

تحذير روسي

وكانت روسيا حذرت من خطر اندلاع صراع عالمي إذا سمح حلفاء كييف الغربيون لها باستخدام الأسلحة التي يزودونها بها لضرب الداخل الروسي.

كما هددت بأنها ستستجيب بطرق غير محددة إذا غيرت الولايات المتحدة سياستها. وفي الأسبوع الماضي، وفي ما يبدو كإشارة إلى واشنطن، قامت روسيا بتدريبات للقوات المسؤولة عن نقل وإرسال الأسلحة النووية التكتيكية، وفقا لنيويورك تايمز.

وأشهرت موسكو بشكل متكرر ورقة السلاح النووي في الـ 27 شهرا منذ غزوها لأوكرانيا، وبشكل ملحوظ في أكتوبر 2022، عندما بدا أن الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا بأكمله قد ينهار.

الرئيس الأوكراني زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف – 16»

ولكن الآن، تثير خطوة بايدن الأخيرة تساؤلات جديدة، بشأن كيفية استجابة روسيا للضربات التي تُستخدم فيها أسلحة أميركية داخل أراضيها”.

وتقول الصحيفة إن من المستحيل معرفة بالضبط أين سيرسم الرئيس فلاديمير بوتين الخط الأحمر، مذكرة أنه لم يستجب لقرار بريطانيا بتخفيف القيود على استخدام أسلحتها من قبل أوكرانيا، ولكن في نظر الزعيم الروسي، تُعد الولايات المتحدة منافسا مختلفا نوعا ما.

وحذرت روسيا مرارا الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى من تزويد أوكرانيا بصواريخ متوسطة المدى مثل “ATACMS”، وأشارت إلى احتمال الرد، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.

 أوكرانيا ترحب بالقرار الأمريكي

الرئيس الأوكراني زيلينسكي، قال أمس الجمعة، إن الضوء الأخضر الأميركي لاستخدام كييف أسلحة أميركية بشروط، في ضربات داخل روسيا، يشكل «خطوة إلى الأمام».

وأوضح خلال اليوم الثالث من القمة بين أوكرانيا ودول أوروبا الشمالية: «إنها خطوة إلى الأمام باتجاه تحقيق الهدف الذي يقوم على توفير إمكانية الدفاع عن أبناء شعبنا المقيمين في بلدان تقع على طول الحدود».

 كما رحب ضباط الجيش الأوكراني بالقرار، قائلين إن أيديهم ستكون غير مقيدة لمحاربة الروس على طول الحدود بإمدادات جديدة من الأسلحة القوية والدقيقة المقدمة من الولايات المتحدة والموجودة بالفعل في ترسانة أوكرانيا.

وتشمل هذه الترسانة مدافع «هاوتزر» وصواريخ «أتاكمز» الموجهة من الولايات المتحدة، فيما قدمت فرنسا وبريطانيا صواريخ كروز «ستورم شادو» و«سكالب». وبعد الحصول على هذا الإذن بالفعل، تستطيع أوكرانيا ضرب روسيا بتلك الصواريخ، حيث يعتقد أنه قد يكون لها الأثر الأكبر في حرب التفوق الجوي، خصوصاً إذا سمح الحلفاء لطائراتهم المقاتلة والطائرات دون طيار التي تبرعوا بها بالهجوم داخل المجال الجوي الروسي.

قد يعجبك ايضا