المصدر الأول لاخبار اليمن

المؤتمر القومي العربي يشيد بدور اليمن العظيم في معركة طوفان الأقصى نصرة لغزة

بيروت / وكالة الصحافة اليمنية //

 

أشاد المؤتمر القومي العربي، بدور اليمن وقراره الشجاع بالدخول على خط المعركة، مناصراً لغزة، عبر العمليات النوعية التي تقوم بها صنعاء في بحر العرب والبحر الأحمر والمحيط الهندي، والتي استهدفت السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني.

وثمن بيان المؤتمر الختامي لدورته الـ33 مساء الأحد، والذي حمل عنوان “دورة طوفان الأقصى”، بعد 3 أيام من النقاشات المكثّفة، عاليا دور اليمن الجيواستراتيجي في مقاومة الكيان الصهيوني وحلفائه وداعميه.

 وعبر بيان المؤتمر عن الاعتزاز والفخر بدور اليمن في إنهاك القدرة العسكرية لقوات الاحتلال الصهيوني بتوجيه مسيّراته وصواريخه إلى المواقع الصهيونية وبخاصة في أم الرشراش المحتلة “إيلات”.

وأعتبر المؤتمر القومي العربي أن، اليمن برغم ظروفه المعروفة، أعاد تعريف مفهوم وعناصر قوة الدولة الشاملة، وقدّم نموذجاً ملهماً في مناهج المدافعة والمناصرة.

وفي السياق أعلن المؤتمر في بيانه الختامي، أنه اتخذ “طُوفان الأقصى” اسماً لهذه الدورة، وركّز مداولاته على ملحمة الطُوفان، وأبعادها الاستراتيجية، وتأثيراتها على مستقبل القضية الفلسطينية، ومساهمتها في تشكيل مناخ دولي جديد، وأوْلى الأوضاع في غزة والقدس والضفة اهتماماً خاصاً.

كما أشاد بالدور العظيم للمقاومة الفلسطينية الباسلة وفي مقدّمتها كتائب الشهيد عز الدين القسّام وسرايا القدس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية، على الإنجاز الاستثنائي والتاريخي العظيم الذي حقّقته في السابع من أكتوبر، وعلى الإنجازات الأسطورية المتلاحقة منذ بدء العدوان وحتى الآن.

ووجه المؤتمر القومي العربي التحية والإجلال للشعب الفلسطيني العظيم، الذي احتضن المقاومة وصمد صموداً أسطورياً لم يسبق له مثيل، وقدّم عشرات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، ودفع ثمناً باهظاً في سبيل الكرامة والحرية والاستقلال.

وأكد بأنّ معركة طوفان الأقصى أحيت مجدّداً القضية الفلسطينية في نفوس الأمّة العربية والأحرار في كلّ العالم، وأعادت من جديد روح النضال الفلسطيني وعدالة القضية الفلسطينية التي كان يُراد لها الطمس والتغييب والإنهاء.

ولفت إلى أن طُوفان الأقصى فضح حقيقة الكيان الصهيوني أمام العالم، وعرّى حقيقته النازية والإجرامية، وحطّم أسطورته المزيّفة، وفكّك سرديته المتهافتة، وكشف كذب روايته ودعايته، وسقوطه القيمي وانحطاطه الأخلاقي والإنساني، وأفشل كلّ مخططاته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه ومقدّساته.

ورحب بقرار محكمة العدل الدولية، وتأكيد المؤتمر ضرورة اشتمال قرار المحكمة وقف العدوان الصهيوني في مناطق قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة كافة.

 

كما دعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى إلزام الاحتلال بالرضوخ والتطبيق الفوري لقرار محكمة العدل الدولية، وعدم السماح له باستمرار استهتاره بالقوانين والمواثيق الدولية، والإفلات من العقاب والمحاسبة والمحاكمة على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.

 

وثمن موقف ودور جمهورية جنوب أفريقيا الصديقة الشجاع والجريء في جلب الاحتلال الصهيوني إلى المحكمة وفضح جرائمه وانتهاكاته المروّعة بحقّ المدنيين العزّل من النساء والأطفال، والإشادة بمواقف وأدوار كلّ الدول التي وقفت مع الشعب الفلسطيني وساندت حقوقه ونضاله المشروع.

 

كما أشاد بمواقف الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع كيان الاحتلال الصهيوني مثل بوليفيا وكولومبيا، والترحيب بقرارات الدول التي سحبت سفراءها من الكيان الغاصب مثل الشيلي والبرازيل.

 

وأشاد أيضا بجهود الجزائر وحراكها الدبلوماسي الفعّال على المسرح الأفريقي الذي أبطل جهود تسلل الكيان الصهيوني إلى الاتحاد الأفريقي من خلال شراكة مع دولة جنوب أفريقيا، والإشادة بدور الجزائر والجهود التي تبذلها في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل محاسبة الكيان الصهيوني وحصاره، ومن أجل حمل المنظمة الأممية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما يُحيّي المؤتمر جهود الجزائر الأخرى التي شكّلت سنداً ودعماً لفلسطين.

 

واعتبر بيان المؤتمر  استخدام الإدارة الأميركية حقّ (الفيتو) ضد قرارات تطالب بوقف العدوان وتُجرّم الاحتلال الصهيوني في أكثر من مناسبة، يؤكّد دعمها وانحيازها وشراكتها الكاملة مع الاحتلال في عدوانه وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

 

وقال: ” إنّ الإدارة الأميركية بدعمها العسكري المطلق وغير المحدود، بالسلاح والعتاد لـ “جيش” الاحتلال الصهيوني، يجعلها شريكة لها شراكة كاملة في مجازره وعدوانه وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، ولن يعفيها من المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية”.

 

وأدان المؤتمر بشدّة سياسة ازدواجية المعايير التي تنتهجها بعض الدول الغربية في التعامل مع حقوق الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع في الحريّة وتقرير المصير، وانحيازها الفاضح ودعمها للاحتلال سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً.

 

كما رحب بقرار ومواقف الدول الأوروبية التي اعترفت بدولة فلسطين (إسبانيا، إيرلندا والنرويج)، ومثلها بمواقف باربادوس وترينيداد توباغو وجامايكا في منطقة الكاريبي التي اتخذت هذا القرار، ودعوة الدول الأوروبية وغيرها إلى المبادرة بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدّمتها الحرية والاستقلال وحقّ تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة في كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.

 

وحذر من المشاريع والمخططات الصهيونية الرّامية للتدخّل في مستقبل قطاع غزّة ما بعد الحرب العدوانية الصهيونية، مؤكدا بأنّ الشعب الفلسطيني بكلّ قواه وفصائله هو القادر على إدارة شؤونه بنفسه، معبرا عن رفضه لأيّ وصاية أو تدخّل من أيّ جهة خارجية في إدارة القطاع أو التدخّل في شؤونه، كما يعبّر عن رفضه لمشروع تقسيم القطاع الذي بدأ الكيان الصهيوني في تنفيذه.

 

وشدد على ضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية ، داعيا الفصائل الفلسطينية كافة وجميع مكوّنات الشعب الفلسطيني بتغليب الوحدة الوطنية الفلسطينية على كل الأولويات السياسية الأخرى، وإنهاء الانقسام والتشرذم والالتفاف حول مشروع سياسي فلسطيني واحد.

 

كما دعا الأمة العربية، بكلّ مكوّناتها السياسية والاجتماعية، إلى نُصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لحرب إبادة جماعية ومجازر مروّعة يندى لها جبين الإنسانية، ودعم المقاومة الفلسطينية حتى تحقيق التحرير.

 

وحذر من مشروع الكيان الصهيوني في القدس، الهادف إلى تهويدها، ومحو الهوية العربية الإسلامية، وإزالة آثارها ورموزها، وإحلال الهوية اليهودية، لتحقيق أهداف عقائدية، وأمنية، وسياسية، وديموغرافية، واقتصادية، وثقافية، وعمرانية. تساندها في ذلك الدول الغربية التي اعترفت بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ويعضد مسعاها اعتراف بعض الأنظمة العربية بتقسيم القدس إلى شرقية وغربية، مؤكدا أنّ طُوفان الأقصى قد أسهم في إفشال المخطط الصهيوني في “الفصح” العبريّ ومنع إدخال القرابين الحيوانية، ورفع مئات الأعلام الإسرائيلية في الأقصى فيما يسمّى “يوم الاستقلال”.

 

كما تعهّد المؤتمر بدراسة الأوضاع العربية والإقليمية والدولية، والأزمة السودانية، واهتمّ المؤتمر بالمشروع النهضوي العربي، ودرس مهدّداته وتحدياته وفرصه وانعكاسات الطُوفان على عناصره.

يشار إلى أن المؤتمر القومي العربي بدأ أعمال دورته الـ 33 ، الجمعة الفائة في العاصمة اللبنانية بيروت، بحضور شخصيات سياسية وإعلامية، ومسؤولين من مختلف قوى محور المقاومة.

 

وتأتي أهمية هذه الدورة لكونها الأولى بعد معركة “طوفان الأقصى”، وفي ظل تداعيات العدوان على قطاع غزّة والتطورات في فلسطين ولبنان واليمن والعراق والمنطقة وما يجري في العالم من تضامنٍ مع الشعب الفلسطيني.

قد يعجبك ايضا