تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
اللغة الدارجة والكلمات الممجوجة لتكرراها واجترارها شتم العرب والعروبة وكأنها عيب ولعنة.
تترافق مع تجهيل العربية واقليمها المؤسس والاصرار على تسميتها بغرب اسيا وكان الامم والشعوب والاقاليم والدول تعرف بالجغرافية والجهات. والارجح ان القصد طمس هوية سورية والعراق ولبنان وفلسطين والاردن والجزيرة العربية واليمن لغايات. علما ان العرب اخذوا اسمهم من العربية التب هي ذاتها جغرافية وبيئة الرسالات السماوية والانبياء والحضارات تاريخيا وهي اليوم المنطقة الحاكمة في تقرير مستقبل العرب والاقليم والعالم وكانت لخمسة عقود مسرح حروب اسقاط الاحادية الامريكية واستنزاف النظام الانجلو ساكسوني..
فالعربية القديمة بحسب الرحالة والجغرافيين والكتب؛ هي الجغرافية الممتدة من ساحل سيناء الى طوروس وزغاروس فالهضبة الايراني وبحر العرب والاحمر يقسمها خط وهمي في الحجار فأخذت اليمن اسمها من العربية الجنوبية والشام من الشمالية.
يرجمون بقسوة وظلم وكأن العرب حالة واحدة تختصرهم نظم واسر متامرة وجامعة مستعربة.
الكثير من الشتامين يخفون اهداف قذره ويلبسون شتائمهم لبوس الدفاع عن غزة ودمائها الطاهرة وارواح اطفالها ونسائها وشيوخها المسفوكة انهرا بفعل قنابل وطائرات امريكا وحلفها النظام الرسمي العربي والاسلامي ومشايخ وفصائل الارهاب الاسود والفتنة وجلهم في حالة صمت القبور.
والصمت شراكة في سفك الدم والتدمير.
فالعرب يا سادة عربان؛
عرب النظم والاسر الحاكمة وشيوخ وفصائل الفتن والارهاب وقد فوضها المستعمر ذاته الذي انشأ الكيان الصهيوني كقاعدة متقدمة لتامين مصالحه ولاضطهاد العرب وحرمانهم من السيادة والخيرات وبناء دولة الامة الشرط الشارط لتكون لهم كلمة وسيادة وعزة.
وعرب المقاومة والشعوب.
فشان العرب كشأن كل الامم والشعوب على وجه الكرة الارضية.
عرب المقاومة والشعوب لم يتركوا الساحة قط قاوموا ومانعوا وقاتلوا وحوصروا وفرضت عليهم الحروب والفوضى والتدمير وما زالوا في الميدان وهم العرب الاقحاح حاملي الامانة والساعون الى المستقبل.
اما لماذا لم ينهض الشارع العربي نصرة لغزة وعدم نهوضه مذموم الا ان الذم واللوم لا يكفي. بل مطلوب دراسة الحالة وفهمها لمعرفة مجريات الاحداث والإجابة على السؤال؛ اذا جاء من افواه صادقة لا مزاودة ومتشككة ومتشفية ولتبيان الحقائق والمعطيات الملموسة.
دول الممانعة والمقاومة ولأنها مع فلسطين ومقاومتها ورفضت التسويات والتصفية استهدفت بالحروب والتدمير والفوضى والتهجير.
العراق واليمن والسودان وليبيا وسورية قلب وعقل العروبة والمقاومة.
فحالة الانهاك والحروب وحافة الجوع سبب في عدم النهوض وملئ الساحات والشوارع.
وعرب سورية والعراق واليمن ولبنان شركاء فاعلون في الحرب وجبهاتهم شريكة وتؤدي واجبا وتستعد لجولة الفصل ان دنت ساعتها ونضجت ظروفها او فرضت.
ومن يشارك بالسلاح وينخرط في الحرب عادة لا تعود وسيلة التظاهر والاعتصام ضرورية وملزمة فالحرب هي اعلى درجات الاسناد والتضامن ووحدة المصير.
اما عرب نظم الخيانة والتسويات وشيوخ وفصائل الفتنه والارهاب الاسود فقد انهكوا الشعوب بالأزمات والفوضى والمذابح وبالقمع وبالقبضة الحديدية وبالإفقار الممنهج وباحتواء او تهجير النخب والانتلجنسيا وبفرص العمل ولقمة خبز الاطفال وهذه تفسر الكمون ولا تبرره ولا تعفي الشعوب من واجبها.
والحق ان عليها ان تنحمل مسؤولية وتشارك بدفع الثمن فانتصار فلسطين وتحريرها سيغير في احوال الجميع ويؤسس لمستقبل مضيء.
والحق يقال؛ ان كثيرا من التطورات والاحداث التي سبقت طوفان الاقصى العجائبية تشكل اسبابا تسهم في تفسير حالة الركود وعدم النهوض وملء الساحات والشوارع ومنها؛
– الازمة طالت كثيرا وكلفت الشعوب خاصة المواجهة اكلاف باهظة وقد استنزفت طاقاتهاوزادت بعد ابتلاءات الربيع العربي والارهاب والتآمر وما تركه من دمار وجوع وفوضى وتشريد واخطرها استهداف دول وشعوب المقاومة والممانعة.
– القوى الفلسطينية التي قادت النضال الفلسطيني ولأسباب شتى ارتكبت الكثير من الاخطاء التي اصطاد فيها اعداء القضية وعملاء إسرائيل وحلفها وشحنوا الشعوب ضد الفلسطينيين والقضية ومنها ما جرى في الاردن سبعينات القرن المنصرم وفي لبنان وحربه الاهلية والصراعات المسلحة والشحن بين الفصائل الفلسطينية وتوزع ولاءاتها.
حماس والحركة الاسلامية التي تقود الصراع في فلسطين يؤخذ عليها علاقتها بالإخوان المسلمين وتحمل بعض اوزار ما صنعوه في تدمير سورية وليبيا والسودان والعراق واليمن ويؤخذ على حماس والفصائل الاسلامية عدم خوض نضال فكري لتبرير الامور وتوضيحها والتفريق بين حركة الاخوان وفصائلها التي تأتمر بأوامر اردوغان والامريكان. والفصائل المقاتلة في فلسطين وفلسطين اولا قضية قومية وانسانية وتاليا التضامن مع غزة والضفة والشعب الفلسطيني واجب بغض النظر عمن يقود ويقاتل ولا يعيب حماس والجهاد واخواتها اسلاميتها فقد قدمت قادتها وكادراتها وتحملت عبء احياء وابقاء القضية وتتحمل عبء القتال بصلابة وابداعية لردع العدوان والتأسيس لتحرير فلسطين. وتحريرها يحرر الامة ويغير جوهريا في واقعها ومستقبلها.
– يؤخذ على الفصائل الدينية خاصة الاتية من البيئة الاخوانية والسلفية والوهابية انها انعزالية وتتصرف كل واحدة على انها الفرقة الناجية وتكفر الاخرين وتنفر الجموع من حولها ولا تجيد لغة خطاب الوحدة الوطنية والاجتماعية ولم ولا تسعى او تبذل ما يلزم من اجلها وهذه تنعكس بموقف الحذر والتحسب منها عند الاخرين.
– الفصائل الاسلامية وهي القوى الفاعلة في غزة تجاهلت تاريخيا مهمة استنهاض الامة وشعوبها وابتداع خطاب وطني قومي اجتماعي حافز ولم تبذل جهودا في تامين بيئات اجتماعية حاضنة في اي من البلدان والكيانات حتى في الجاليات الفلسطينية واللاجئين.” على عكس ما كانت عليه فتح وفصائل منظمة التحرير”
– الاخوان المسلمين والوهابية والسلفية المفترض ان تبذل جهد لاستنهاض الشعوب لنصرة غزة والسعي مع النخب والجمعيات الاهلية والأحزاب الوطنية والقومية تراها اما منشغلة بنفسها او بصراعاتها مع الاخريات وغارقة في تكفير المجتمع والاخرين او هي اصلا تتعامل مع قضية فلسطين ومذبحة غزة للمتاجرة بها لتحقيق غايات فصائلية او حركية والا فالسؤال محق؛ اين حركة الاخوان والسلفية والوهابية في الاردن وفي مصر وفي المغرب والسعودية وفي تركيا والدول الاسلامية التي لهم فيها ولمؤسساتهم واموالهم ومشاريعهم واعلامهم وجيوشهم المسلحة صولات وجولات والتي لو تحركت لشكلت قاطرات واستنهضت الجميع…
– الجهود والاموال الطائلة التي بذلت لخمسين سنة ونيف لبعث الفتنة السنية الشيعية وكيل التهم لإيران ومحور المقاومة بانها تتاجر بقضية فلسطين واتهام حماس والجهاد بالتشيع تركت اثرا بين اسباب ركود الحركة الشعبية وكمونها اضافة الى ما بذلته دول واسر النفط ومؤسسات التمويل الامريكية والاوروبية والاشتغال على ما سمي بالمجتمع المدني ونزعة السلام والتفاوض وحل النزاعات بالخنوع والاستسلام وزجر فكرة المقاومة وتسخيفها. وما انفق من اموال لشراء وتعهير النخب والسيطرة على الاعلام والثقافة وتشويه الوعي وتسطيحه وحرف الانتباه عن القضايا الوطنية والقومية والاجتماعية.
– على ضفتي الصراع ومنذ نشأته بذلت الجهود لتقديمه صراع ديني وباستثناء ايران وفصائل المقاومة ذات الطابع الديني التي وضعت لها اولوية فلسطين لعبت الفصائل والحركات الدينية دورا مخاتلا واستثمرت بالدين والقضية لغاياتها وليس لنصرة غزة وفلسطين وتحرير المقدسات وبددت فتوة الامة وزمنها في حروب عبثية وتدميرية لم تخدم الا اسرائيل واسيادها..
حقا وبواقعية شديدة لكمون الشارع العربي والاسلامي اسباب ووقائع لا يجب تجاهلها ولا تحل المشكلة بصب جام الغضب والشتائم على العرب والعقل العربي وكأنهم جسم صلب منسجم وواحد وكان ارادتهم حرة وظروفهم مناسبة.
العرب عربان…
والمسؤولية تقع على عرب التسويات والخيانة واسلامي امريكا وادوات الناتو وشيوخ وفصائل الفتنة والارهاب الاسود في تدمير وتخريب الدول والمجتمعات التي ناصرت فلسطين فهم المسؤولون عما هي عليه حالة الركود والصمت المريب.
الواجب والحق ان تبذل الفصائل الفلسطينية الدينة جهدا وان تنفتح وتحاور وتعترف بالأخرين وحقهم بالتفكير وامتلاك عقائد ورؤية ويجب عليها السعي الجاد للوحدة الوطنية واستنهاض الشعوب على رابطة القومية والامه والوطنية فالتقوقع والتكفير واستحضار الصراعات العقائدية والفصائلية والتصرف على اساس وحدنا الفرقة الناجية مثلبة وسبب من اسباب كمون الشعوب وقعودها عن اسناد ونصرة غزة وفلسطين.