تحليل / خاص / وكالة الصحافة اليمنية//
بدأت تداعيات العمليات النوعية للقوات البحرية اليمنية تظهر على دول التحالف، والتي بدأت تسعى منذ يوم أمس الأربعاء بعد ضرب البارجة السعودية ” الدمام” إلى القول بأن تلك البارجة كانت مجرد ناقلة نفط.
سبق للتحالف الادعاء أن السفينة الحربية “سويفت” التي دمرتها البحرية اليمنية قبالة سواحل ميدي في سبتمبر عام (2016) انها كانت سفينة مساعدات اماراتية في طريقها إلى عدن.
حصل التحالف على تعاطف من مجلس الذي اصدر بيان إدانة، كانت مطالب التحالف أن يجد مساعدة دولية تتوسع على اساسها الدول المشاركة في العدوان على اليمن، لكن ذلك لم يحدث، فبعد اقل من اسبوع خرج المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ليقر بأن “سويفت” كانت سفينة حربية تابعة للامارات وطويت صفحة سويفت ولم يعد احد يتحدث عنها باعتبارها كذبة لا تثبت سوى اخفاق التحالف امام صمود الشعب اليمني.
بعد قرابة ثلاثة اعوام، عادة عجلة الاحداث إلى نفس المكان ، بضرب البارجة السعودية الدمام، لكن المهزلة هذه المرة أن التحالف عاد من جديد إلى نفس الإدعاءات بأن سفنه الحربية مجرد (سفن مدنية).
لكن هذه المرة تأتي المسألة مع فارق يتمثل في جرأة السعودية اغلاق الملاحة في باب المندب ، وهي مهزلة اخرى تضاف إلى قائمة المهازل التي يمارسها التحالف في الحرب على اليمن، والتي تأتي متزامنة مع تصعيد التحالف لمحاولاته في احتلال كامل الساحل الغربي لليمن.
يعتقد محللون سياسيون أننا في صدد تنفيذ السيناريو الأمريكي الأخير للاستيلاء على حركة الملاحة الدولية في باب المندب من قبل الولايات المتحدة.
فقد سبق لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن اعلن في حوار مع قناة سكاي نيوز في ال(11) من شهر يوليو الجاري أن”على العالم أجمع أن يعي بأن الولايات المتحدة ملتزمة بالمحافظة على خطوط الملاحة البحرية وتدفق النفط إلى كافة أنحاء العالم.”
بداية السيناريو الامريكي للسيطرة على باب المندب
وتمثل الدعوة السعودية لاغلاق باب المندب البداية العملية للسيناريو الامريكي المتمثل “بالمحافظة على خطوط الملاحة وتدفق النفط ” حسب قول بومبيو، فبدلاً من اغلاق باب المندب في وجه شحنات النفط الخام، يمكن للسعودية التوقف عن انتاج النفط بكل بساطة ، عوضاً عن منع حركة الملاحة الدولية في باب المندب، خصوصاً أن مضيق باب يعتبر ممراً ل(12%) من التجارة العالمية ، إلى جانب (7%) من تجارة النفط العالمية.
بينما يثير الإعلان السعودي سؤال مهم حول مدى قدرة السعودية نفسها على اغلاق باب المندب امام صادرات النفط الخام ؟ إذ يرى عدد من الخبراء الإقتصاديين أن ذلك يبدو خياراً صعباً بالنسبة لدولة مثل السعودية يعتمد اقتصادها بشكل كلي على النفط بلا بدائل ، إضافة إلى أن المملكة تعاني من تراجع مركزها المالي بسبب الحرب على اليمن ، ويضيف الخبراء الاقتصاديين أن البدائل التي اتخذها الراعي الأمريكي والمتمثلة بمد انبوب النفط من السعودية إلى ميناء نشطون في محافظة المهرة اليمنية، استعدادا للخطوة الرامية إلى اغلاق مضيق باب المندب، لا يشكل بديلاُ للكميات الضخمة التي تقوم السعودية بتصديرها يومياً من النفط.
فقد كان واضحاً من خلال بيان وزير النفط السعودي مساء امس الذي قال فيه ( ان السعودية ستوقف شحنات النفط الخام في باب المندب بشكل مؤقت) يعرف أن المملكة لا تمتلك الجرأة الكاملة على اتخاذ اجراء دائم من هذ النوع.
وما يبدو واضحاً أن البلطجة الأمريكية اصبحت تريد اخضاع المجتمع الدولي اكثر عبر هذا الاعلان السعودي الذي يفتقر للمنطق .
ورغم اخذ يردد بلا ملل ادعاءاته بأن ” الحوثيين” يشكلون خطراً على طرق الملاحة الدولية في باب المندب ، إلا أن الأحداث اثبتت أن التحالف هو من يشكل الخطر على طرق الملاحة الدولية في باب المندب .
وفي خضم كل ذلك يبدو أن التحالف بات يطالب المجتمع الدولي بمنحه مزيداً من التسهيلات لارتكاب المزيد من الجرائم في حق شعب اليمن، والتي بدأت اليوم بقتل وجرح (28) صياداً يمنياً اليوم على يد قوات التحالف.