تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
بينما امريكا منشغلة في انتخاباتها ومبارزات المرشحين الكهول دلالة على كهولة نظامها وافتقادها للحيوية والقدرة على انتاج جديد يعيد صياغة نظامها ويجعله شاب قادر على الحياة والقيادة.
وبينما تنشغل في حربين استراتيجيتين حاسمتان ومغيرتان في احوال الدول والامم والشعوب.
ضرب بوتين ضربته الجديدة المتقنة والمحكمة كما اعتاد وفاجأ الجميع بزيارة دولة ثمينة ونوعية لكوريا الشمالية ووقع واعلن الرئيسان تحالفا دفاعيا شاملا واستراتيجيا وبذلك بدا يفي بوعده بتسليح وحماية وتامين كل من يحارب امريكا وادواتها وحلفائها.
وصفت المعاهدة الدفاعية بين روسيا وكوريا الشمالية بالثورية فقد قطعت مع الماضي واكدت عزيمة روسيا والصين الهجومية لتصفية النفوذ الامريكي ودفن النظام والعالم الانجلو ساكسوني.
ومن كوريا الشمالية الى فيتنام النمر الاسيوي المتوثب وسلسلة من التفاهمات والاتفاقات ذات الطابع والبعد الاستراتيجي الشامل بما في ذلك التعاون العسكري والتكنولوجي وقد وصفت بعودة روسيا الراسخة والمتينة الى شرق اسيا ومن بوابات التحالفات النضالية التي ارساها الاتحاد السوفيتي مع الشعوب الثائرة والمقاومة.
الزيارة حسمت واجهزت على خطط واوهام امريكا باستمالة فيتنام لحلفها الاسيوي وتوظيفها في الصراع مع روسيا والصين.
من فيتنام الى اعلان زيارة قطع الاسطول الاستراتيجي الروسي الى كوبا والحديث عن اعادة تشغيل روسيا لقواعدها الاستراتيجية فيها وتعزيز نفوذها في الكاريبي وامريكا اللاتينية الناهضة والساعية لتصفية النفوذ الامريكي البريطاني تقودها ثلاثية كوبا وفنزويلا والبرازيل.
وعلى خط متصل اعلنت الهند رفضها القاطع الانجرار الى تحالف مع امريكا في مواجهة الصين وروسيا وجاءت انتخاباتها لتعيد صياغة سياساتها التي توهمت ان يقبلها شريكا العالم الليبرالي المتوحش الانجلو ساكسوني.
تلك احداث ووقائع تؤشر بقوة حاسمة الى مسارات التحول في التوازنات والقوى العالمية وعلى مساحة الكرة الارضية وكلها تنطق بالشهادة عن تراجع وانحسار النفوذ والسيطرة الامريكية وتسارع نهوض الامم والشعوب والقارات لتسريع غروب امريكا وعالمها ونظامها الليبرالية وعولمتها الانجلو ساكسونية.
باي باي امريكا المؤكد انا لن نشتاق لعدوانيك .
كاتب ومحلل سياسي لبناني.