حزب الله في وضعية الأسد المتأهب.. والاحتلال يهرب إلى الأمام من حرب الشمال
بيروت/وكالة الصحافة اليمنية//
يقرع الاحتلال الإسرائيلي طبول الحرب في الشمال، لكن هذه المرة بطريقة أقل صخباً فحسابات الحقل ربما لن تطابق حسابات البيدر حين يدخل الكيان الصهيوني في الحرب ضد حزب الله لذلك تدأب أذرعه الإعلامية والسياسية والعسكرية تارة للتحذير من تداعيات الحرب مع حزب الله على “إسرائيل” وتارة أخرى لخلق مبررات وتبيان مصالح الكيان في تجنبها وعدم خوضها على اعتبار أنها مكلفة ونهاياتها ليست بسعيدة، بل ستلحق انهياراً ردعياً مضاعفاً وهزيمة استراتيجية غير مسبوقة في تاريخ الاحتلال.
القوة الصاروخية لحزب الله تشكل هاجساً كبيراً في أوساط الاحتلال الصهيوني ويقدر قادة العدو أن صليات الصواريخ ستكون غزيرة في حال اندلعت حرب مع حزب الله، وسينهمر على قلب الكيان أكبر وابل صاروخي متواصل في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ناهيك أن الحزب على أهبة الاستعداد لغزو بري إسرائيلي للبنان، بشهادة كبار ضباط الكيان.
لا شك أن تخفي قوات الاحتلال عن الأنظار لن يفيد في الوقاية من ضربات حرب الله، فالخسائر في صفوف القوات الصهيونية من المؤكد ستكون كبيرة وفادحة، والطائرات بدون طيار الانتحارية التي يمتلكها حزب الله سيكون لها أثر كبير في المعارك ضد الكيان فيما لو اندلعت مواجهة شاملة فهي تستهدف نقاطاً أضعف في الجزء العلوي من الآليات الإسرائيلية، وهذا الأمر سيلحق ضرراً كبيراً بقوات العدو وسيجعل سير المعارك لصالح المقاومة التي تمتلك قدرة كبيرة على المناورة وإشغال العدو.
الحرب ضد لبنان لن تكون في صالح الكيان وقواته وهذا رأي نخبة المحللين العسكريين، فحزب الله تطور ونضج عسكرياً وطوّر قدراته البرية، كذلك، أصبحت قوّة نيران الحزب أكثر دقة، إذ يستخدم بشكلٍ روتيني طائرات لتحديد الأهداف المباشرة للصواريخ، ويُرسل طائرات استطلاع بدون طيار لتحديد الأهداف لمهاجمتها بدقّة شديدة.
جيش الاحتلال منهك في غزة، ولن يكون غزو لبنان طريقاً مفروشاً بالورد، بل سيتعثر الاحتلال بأشواك المقاومة وله عبرة في غزو لبنان عام 1982 حيث احتاج جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى 7 فرق للغزو، واستخدم 4 فرق في الحرب الأصغر في عام 2006، وفي الوقت الحاضر، يُواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، ضغوطاً شديدة في قطاع غزّة والضفة الغربية، ويقول أحد جنود الاحتياط الذين شاركوا في تلك التدريبات “لا أرى من أين سيحضرون عدداً كافياً من الجنود”.
حزب الله في وضعية الأسد المتأهب، والحرب المقبلة فيما لو أشعل الكيان فتيلها وبعثها ذميمة على أرض لبنان، ستكون وبالاً عليه، إذ أصبح لدى حزب الله الآن أكثر من 120 ألف صاروخ وقذيفة، وكثير منها قادر على الوصول إلى “تل أبيب” وما بعدها، وبتوجيه دقيق.
الأوساط الإسرائيلية تراقب بحذر وتقيم قدرات حزب الله بشكل دقيق حيث حذر تقرير أعده أكثر من 100 خبير ومسؤول إسرائيلي سابق، من أن حزب الله قد يُطلق ما بين 2500 إلى 3000 صاروخ يومياً، أي ما يُعادل 25 ضعف معدّل إطلاق الصواريخ في عام 2006، لمدّة ثلاثة أسابيع متتالية، “وسوف يكون هذا أكبر وابل صاروخي متواصل في التاريخ.
التقييم الصهيوني خلق واقعاً منطقياً للكيان بالرغم من الحقيقة الصادمة التي خلص إليها وهي أنه حتى لو تمكنت المدمرات الأميركية قبالة سواحل لبنان من تدمير صواريخ أكبر حجماً، فإن أنظمة الدفاع الإسرائيلية سوف تغرق في أماكن عديدة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى خسائر إسرائيلية فادحة، ناهيك أن دفاعات حزب الله الجوية، على جهوزية تامة فقد أسقطت منذ 7 تشرين الأول وحتى اليوم، أكثر من سبع طائرات إسرائيلية بدون طيار.
جنود وضباط الكيان الصهيوني وخصوصاً الاحتياط منهم يقرأون المشهد بدقة، فجيش الاحتلال خسر ميدانياً وعسكرياً في قطاع غزة، ودخوله في حرب أخرى وفتح جبهة الشمال سيجر عليه هزيمة استراتيجية كبيرة بكل ما للكلمة من معنى دقيق.
ولمن ينادي بفتح جبهه الشمال ضد حزب الله نحيله إلى ما قاله مفوّض شكاوى الجنود السابق، نقلاً عن ضباطٍ يحملون رُتب لواء وعميد وقادة ألوية صهاينة في الميدان، قولهم إنّ “الجيش ليس فقط لا ينجح، بل فشل وخسر أيضاً في الحرب في مقابل غزة”، بالإضافة إلى تصريحهم بأنّهم “يفقدون جنوداً في الاحتياط، يقولون إنّهم لن يلتحقوا بالخدمة في غزة”، مُضيفاً أنّهم “يفهمون أنّه لا يمكن الانتصار هكذا”، مُطالباً بوجوب “وقف القتال الآن، لأننا فقط نُقتل”.
الحرب على لبنان ستكون مختلفة تماماً عن الحرب على غزة، لأنها بكل المقاييس والعلوم العسكرية لن تبقى حرباً مغلقة بل ستتحول إلى حرب مفتوحة وشاملة على مستوى الإقليم، وسيكون لمحور المقاومة دور بارز في دعم وإسناد جبهات المقاومة في لبنان وفلسطين، و”إسرائيل” ستكون كلها تحت النار، مع انهيار كامل للتجمعات السكانية والكهرباء والمياه.
الاحتلال بغض النظر عن الحسابات العسكرية في الميدان يعاني أزمة ثقة في تركيبته من ناحية العسكر والساسة وفي عموم الكيان يظهر جلياً أن الإسرائيليين فقدوا الثقة بجيشهم وبسياسييهم، حتى أن جنود الاحتلال فقدوا الثقة بقياداتهم وهم يزجون بهم في جحيم غزة ليقتلوا من مسافة صفر، وهم غير مستعدين للدخول في حرب مع حزب الله، لانها مغامرة ومقامرة خاسرة بكل المقاييس.
المصدر: داما بوست