بين بيروت وصنعاء… انتحار السعودية؟؟
أقدمت القيادة السعودية بما يشبه التزامن على خطوتين انتحاريتين، واحدة في بيروت، 4-11-2017 عندما استدعت رئيس الحكومة اللبنانية واحتجزته وابتزته بقراءة بيان استقالةٍ ناريّ عدوانيّ ضد لبنان والمقاومة وايران، في سياق حملةٍ بدأها بعاصفة وحربجية وزير الشؤون الخليجية السبهان “الغائب عن السمع وكأن الارض ابتلعته”، ووزير الخارجية الدائم العدوانية والتصعيدي “الجبير”.
في لبنان أديرت المعركة بتقانة وهدوء ومبادرة كشفت عن تحولات نوعية في ميزان القوى وادت الى هزيمة وانكسار السعودية، وتبين أنها لم تعد تملك وزنا او تاثيرا في المعادلة السياسية والحكومية، ولم يعد لها الكثير من الفاعلية في الشارع اللبناني، وبات المحسوبون عليها هوامش يحاذرون الخروج على الفضائيات والتعليق على الاحداث.
ما جرى في بيروت هو أشبه بحرب حقيقية، حرب أوزان وتأثير، افترضت السعودية انها قادرة على ليّ ذراع المقاومة وحلفها في واحدة من اهم الساحات واكثرها تاثيرا في مجريات الحروب مع وعلى العرب والمسلمين، وفي عقر دار المقاومة التي هزمت من قبل امريكا واسرائيل والسعودية وحلفها انذاك، في انتصار 2000 وانتصار 2006.
على اثر الهزيمة التي أسست لإنهاء الحضور السعودي المهيمن منذ عام 1973، وككل مهزوم تغيرت احوال الدنيا من حوله وشاخ، وتبددت عناصر قوته، فيصير مغامرا احمقاً؛ فبادرت الى التصعيد في اليمن، واستهدفته بالحصار الجائر، وبمزيد من الاعتداءات العسكرية.
بيد أن صنعاء توأم بيروت ودمشق عبر الازمنة، وجناحهم في حلف المقاومة، سددت للسعودية ضربة كاسرة بكل المقاييس، فاطلقت صاروخها البالستي واصابت مطار الرياض ردا على استهدافها بيروت، ثم اوفت بوعدها وقصفت عاصمة الامارات الشريكة في العدوان على الشعب اليمني في تحذير شديد اللهجة والخطورة “هو تحول ذو طابع استراتيجي وما فوق” ينذر ويحذر بالنار: أن كُفّوا عن العبث بالوحدة الوطنية لليمنيين ولا تلعبوا لعبة شق الصف ومحاولات اسقاط صنعاء من داخلها.
حسمت صنعاء امرها، واستطاعت تصفية أدوات العدوان في الداخل، وتمكنت بما يشبه ما جرى في 7 ايار 2008 في بيروت لسرعته ودقة العملية الجراحية.
بيروت كرست هزيمة آل سعود وحلفهم في دمشق وبغداد، واسقطتهم في بيروت وهمّشت دورهم وتأثيرهم في بلاد الشام والرافدين.
صنعاء التي يقودها فريق في صلب حلف المقاومة منذ 1994 وحروب صعده طورت وبنت على الانتصارات انتصارات مؤسسة لجديدٍ نوعيّ.
هكذا ترتسم ملامح الصورة الواقعية، وآفاق المستقبل والقريب منه، وكل المعطيات تؤكد ان الاسرة السعودية باتت في حالة حرج، وانكسارات في كل الساحات، ولم يعد لديها الكثير من الجهد والقدرات وينفذ وقتها.
ماذا بعد؟
في تاريخ الشعوب وعلوم الحروب، ونتائجها، من يهزم مرة بعد مرة وفي ساحة بعد ساحة وتستنزف عناصر قوته لا بد ان تنعكس الهزائم في انفجاراته الداخلية وتصاعد الصراعات بلوغاً للفوضى…
هو وعد الزمن، وحقائقه، فهكذا تنعكس انتصارات حلف المقاومة وستجد صداها في السعودية وامارات حلفها نفسها.