صنعاء / وكالة الصحافة اليمنية //
احتفلت اليمن اليوم السبت في صنعاء مع سائر الدول باليوم العالمي للتعاونيات الذي يصادف 6 يوليو من كل عام بفعالية تكريمية للجمعيات التعاونية الزراعية نظمها الاتحاد التعاوني الزراعي، تحت شعار” وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى”، وسط حضور واسع لممثلي رواد المجتمع التعاوني من مختلف المحافظات اليمنية.
وفي الفعالية التي حضرها مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى – رئيس اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى العلامة محمد أحمد مفتاح، ومساعد وزير الدفاع للموارد البشرية اللواء الركن علي محمد الكحلاني، أكد الأمين العام للاتحاد التعاوني الزراعي المهندس محمد القحوم أن المجتمع اليمني عرف التعاونيات منذ فجر التاريخ بإنشاء المدرجات الزراعية والخزانات المائية “السدود”، بما في ذلك أسس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الدولة الإسلامية وفق مبدأ المجتمع التعاوني القائم على البناء والتنمية.
وأوضح القحوم خلال الفعالية التي عقدت برعاية اللجنة الزراعية والسمكية العليا، ووزارة الزراعة والري وصندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي، وبالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، أن الجمعيات التعاونية لم تنال الاهتمام في بلادنا خلال العقود الماضية لتهميش دورها تحقيق الأمن الغذائي.
وقال القحوم إن ” تفعيل مسار الجمعيات التعاونية الزراعية بدأ منذ ثورة 21 سبتمبر المباركة لتلبية الاحتياجات المجتمعية من الغذاء وتحقيق التنمية المحلية في المشاريع الخدمية سواء الزراعية أو الطرقات وغيرها”.
وأضاف أن الجمعيات التعاونية التي تجاوز عددها 112 جمعية تعاونية منها 84 جمعية مفعلة بأكثر من 118 ألف مساهم بتكلفة تزيد عن مليار و606 مليون ريال تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وخفض فاتورة الاستيراد وفق مسار بناء الجمعيات التعاونية المنضوية ضمن إطار الاتحاد التعاوني الزراعي وصولا للاكتفاء الذاتي.
وشدد القحوم على ضرورة تفعيل بقية الجمعيات خلال العام الجاري بما يعزز الصمود لأبناء الشعب اليمني، مبينا أن التوسع في العمل التعاوني الزراعي سيسهم إلى حد كثير في تحقيق الهجرة العكسية من المدينة إلى الريف وتوفير الكثير من فرض العمل.
وفي الفعالية التي حضرها محافظ المحويت حنين قطينة، ونائب وزير الصناعة والتجارة أحمد الشوتري، تطرقا وكيلا وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لقطاع التنمية على الرزامي، ووزارة الزراعة والري لقطاع تنمية الإنتاج الزراعي المهندس سمير الحناني، إلى دور الجمعيات التعاونية الزراعية في النهوض بالجانب الاقتصادي من خلال توفير فرص العمل وفتح أسواق جديدة للمنتجات والمحاصيل الزراعية.
وذكرا الرزامي والحناني أن المرحلة القادمة تتطلب مزيدا من الجهود وتوجيه العمل التعاوني لخدمة القطاع الزراعي والنهوض بمجالاته المختلفة، وشددا على ضرورة تشجيع الزراعة التعاقدية والتوجه نحو منهجية سلاسل القيمة للمحاصيل الزراعية لإيجاد الحلول لكافة حلقات هذه السلسلة والتي تبدأ من المنتج وحتى المستهلك وأن العمل التعاوني وسيلة فاعلة لتعزيز دور الفرد والمجتمع في تنمية الاقتصاد الوطني.
وفي مداخلة له أثناء الفعالية أوضح مستشار المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح أهمية تعزيز العمل التعاوني للتغلب على التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي في اليمن.
وأشار إلى العديد من التحديات التي تواجه الجمعيات التعاونية الزراعية أبرزها انتشار الآفات التي تفتك بالمحاصيل الزراعية والتي تم إدخالها إلى البلاد خلال السنوات الماضية مع الإرساليات النباتية، مؤكدا أن نقل الآفات إلى اليمن تم في إطار المخططات التآمرية التي كانت تدار لتدمير القطاع الزراعي في اليمن.
وشدد مفتاح على أهمية اضطلاع الاتحاد التعاوني ووزارة الزراعة والري واللجنة الزراعية والسمكية العليا بدورهم في تسويق ونقل المنتجات الزراعية بما يشجع المزارعين على التوسع في زراعة المحاصيل وتحقيق عائدات تسهم في تحسين مستواهم المعيشي.
وحث الاتحاد التعاوني الزراعي على إقامة ورشة عمل تدريبية لتعزيز دور الجمعيات التعاونية الزراعية والاستفادة من المخصصات التي يتم اعتمادها للنهوض بالقطاع الزراعي وتعزيز دوره في الأمن الغذائي.
من جهته طالب اللواء الكحلاني في مداخلة له بإحياء العمل التعاوني الزراعي وتضافر الجهود لتجاوز المرحلة الراهنة بما يعزز من الاستقرار والصمود في مواجهة العدوان والحصار.
وأستعرض دور المخططات التي نفذتها الشبكة التجسسية الأمريكية الإسرائيلية ومساعيها في تدمير القطاع الزراعي، محذرا من مثل تلك المؤامرات والاستفادة من الأخطاء السابقة لإحداث نهضة زراعية في ظل توجهات القيادة الثورية والسياسية لتشجيع العمل التعاوني.
ولفت إلى أهمية التعاون وتوحيد الجهود لدعم العمل التعاوني الزراعي وتصحيح أوضاع الجمعيات التعاونية الزراعية لتكون فاعلة في أداء مهامها، والعمل على دعم وتشجيع المنتجات الزراعية المحلية والصناعات التحويلية التي تعتمد على هذه المنتجات بما يسهم في الحد من الاستيراد.