تحليل/وكالة الصحافة اليمنية//
انتقد وزير الحرب الإسرائيلي السابق عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان سلوك الحكومة “الإسرائيلية” تجاه طهران، داعيا إلى شن هجوم نووي عليها. وقال ليبرمان في مقابلة مع إذاعة جيش الحرب الإسرائيلي يوم أمس ان على “إسرائيل” التوقف عن التعامل مع حماس وحزب الله والتركيز على مصدر المشكلة، ويجب على “إسرائيل” أن تستخدم كل القدرات المتاحة.
-هذه ليست المرة الاولى الذي يدعو فيها ليبرمان إلى استخدام السلاح النووي ضد إيران، فقبل خمسة ايام، دعا في مقابلة مع القناة الـ12 الإسرائيلية، كيانه الى إنهاء سياسة الغموض بشأن إمكانياته غير التقليدية، قبل أن يطلب منه المذيع تكرار قوله، فأعاد الحديث “لا يوجد لدينا وقت للسلاح التقليدي”.
-قبل ليبرمان، دعا وزير شؤون القدس والتراث الإسرائيلي أميخاي إلياهو، في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، الى قصف غزة بالسلاح النووي. وعندما استندت محكمة العدل الدولية الى تصريحاته كدليل على جريمة الابادة الجماعية التي ترتكبها “اسرائيل” في غزة، تحدى إلياهو المحكمة الدولية، وكرر دعوته في 25 كانون الثاني / يناير الماضي، بقصف غزة بالاسلحة النووية.
-اللافت ان “العالم الحر الذي تتزعمه امريكا”، لم يحرك ساكنا ازاء هذه التهديدات، التي في حال تنفيذها قد تزهق ارواح الملايين من البشر، فلم يسجل اي مسؤول امريكي او غربي، حتى على سبيل الاستعراض فقط، موقفا رافضا لمثل هذا الجنون الاسرائيلي، بينما هذا الغرب الصامت، نراه يقيم الدنيا ولا يقعدها، ويدعو مجلس الامن للانعقاد، ويفرض الحظر والعقوبات، ضد ايران، استنادا الى اكاذيب مصدرها “اسرائيل”، حول البرنامج النووي الايراني السلمي، رغم ان ايران عضو في معاهدة منع الانتشار النووي، وتسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآتها النووية، وتنصب الكاميرات التي ترصد كل شاردة وواردة في هذه المنشآت، كما انها طبقت البروتوكول الاضافي الذي يسمح للمفتشين الدوليين، ان يقوموا بزيارات غير معلنة سابقا لهذه المنشآت، كما ان ايران وقعت معهم على الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه امريكا من طرف واحد، ولم تلتزم به اوروبا.
-في المقابل، نرى هذا الغرب الذي يرفع لواء التحضر والحرية وحقوق الانسان، يبلع لسانه، ولا ينبس ببنت شفة، بينما “زعماء اسرائيل” يهددون باستخدام القنابل النووية، ويهددون وجود دول وشعوب، رغم ان كيانهم لم يوقع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، ويرفض الكشف عن برنامجه النووي، أو السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآته أو مراقبتها.
-رغم ان هذه التصريحات، تأتي كتأكيد اضافي على الطبيعة الاجرامية لزعماء الكيان الاسرائيلي، واستهتارهم بالحياة الانسانية، واستهزائهم بالقانون الدولي والمبادئ والقيم الاخلاقية والانسانية، وتكشف ايضا نفاق الغرب الفاضح والعار، الا انها تكشف في الوقت نفسه عن حالة الاحباط واليأس التي وصل اليه الكيان الاسرائيلي، بعد عجزه عن تحقيق اي من اهداف عدوانه على غزة، رغم مرور اكثر من 9 اشهر على العدوان، وبعد ان قتل وجرح اكثر من 120 الف فلسطيني اغلبهم من الاطفال والنساء، وبعد ان سوى معظم قطاع غزة بالارض، بينما مازالت المقاومة تكبد قوات الاحتلال خسائر فادحة بالارواح والعتاد.
-اللافت ايضا، ان الكيان الاسرائيلي ورغم كل الدعم الامريكي والغربي اللامحدود، الذي تلقاه خلال الـ9 اشهر الماضية، ولم يتمكن من هزيمة فرع من فروع محور المقاومة، محاصر في ارض ضيقة منذ 17 عاما، نرى زعماءه يتبجحون وبكل وقاحة، ان عليهم الا ينشغلوا بحماس و حزب الله، وان “يركزوا على مصدر المشكلة”، متناسين ان كيانهم لن يكون بإستطاعته ان يدفع ثمن اي هجوم على ايران، بغض النظر عن السلاح الذي سيستخدمه.
المصدر : موقع قناة العالم+وكالة الصحافة اليمنية