تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
عقد الثمانينات من القرن الماضي شهد احداث وتحولات اطلقت ظاهرات نوعية ومغيرة في الاحوال.
انتصرت الثورة الاسلامية في ايران مطلقة نموذج جديد للدول والحكام من خارج النص؛ لا شرقية ولا غربية.
اجتاحت إسرائيل بيروت واسقطت ثاني العواصم العربية وشردت منظمة التحرير الفلسطينية وانهت دور الاحزاب وقلصت مكانة الظاهرة القومية واليسارية.
حشدت أمريكا الاطلسي في بيروت بوظيفة ودور يجاوز مهامه وحاولت اقامة محمية امريكي اسرائيل وانشاء قاعدة قيادتها في الاقليم.
تولت سوريا ومولت ليبيا المقاومات من الاحزاب والفصائل الفلسطينية وبدأت سورية تضع استراتيجية حافظ الاسد بعد حرب تشرين وشراكة امريكا القتالية مع اسرائيل موضع التطبيق بالتوازن الاستراتيجي وباعتماد خيار المقاومة لاستنزاف قدرات اسرائيل وتعريتها.
شكل انتصار الثورة في ايران عامل انهاض واستحضار الكتلة الشيعية في عموم الامة وخاصة في لبنان لخاصياتها كبيئة وجغرافية تشكلت خط تماس المسألتين القومية والاجتماعية ولبنان في قلب حرب اهلية وفوضى مسلحة اشتبك فيها الكل مع الكل.
تبلور مشروع حزب الله والمقاومة الاسلامية بتوحيد مجموعات عاصرت المقاومة والاحزاب وحزب الدعوة وبيئة السيد محمد حسين فضل لله وحركة أمل والثقافة التي ارساها السيد موسى الصدر.
قاد التجربة شباب مفعمون بالأمل والايمان والحافزية والخبرة والتجربة.
لعب الحرس الثوري ومتطوعيه الى لبنان دورا في التأسيس والتدريب والاعداد بينما شكلت سورية الحاضنة والحامية.
أعلن عن تأسيس حزب الله المقاومة الاسلامية بعد ان اشتد عود التجربة واعلن مشروعه الاستراتيجي وفي اول استهدافاته؛ الزحف الى القدس.
جاوزت المقاومة ظروف صعبة ومعقدة وتخطت كارثة حرب امل والفلسطينيين وحرب شيعية شيعية وعداء حاد من الاحزاب والفصائل السابقة وتقدمت المقاومة الاسلامية وحققت تمايزا نوعيا في عملياتها ضد المحتل.
كشف نمطها بالعمليات وبالعلاقة مع الاحزاب والدولة والمجتمع والشعب والقاعدة الاجتماعية نوعا جديدا من الاحزاب والمقاومة استثنائي وغير مسبوق في العرب والمسلمين حاكت تجارب المقاومات وحروب العصابات الثورية التاريخية واختزنت تجاربها وتجارب الفصائل والاحزاب وتعرفت الى مثالبها وقررت عن سبق تصور مجاوزتها والبناء على الايجابي وفي ظروف لبنان والعرب والمسلمين.
لم تسلم من التشكيك والتامر وفرض الحروب معها وعليها فأدارتها باقتدار وضل شعارها الاساس تحرير القدس وقتال المحتل وادارت ظهرها للسلطة والحرب الأهلية ولعبة تقاسم المغانم والحصص.