المصدر الأول لاخبار اليمن

“هولوكوست” المواصي.. الوجه القبيح لجرائم الحرب الصهيونية بحق سكان غزة

كتبها/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

تحت ركام المنازل والمدارس وداخل المستشفيات ومراكز إيواء النازحين المدمرة، وفي أزقة الشوارع المليئة بالخرسانات والأتربة ومخلفات شتى أنواع أسلحة الموت الفتاكة، توجد محطاتٌ كثيرةٌ من الخوف والبؤس والمعاناة والشقاء والحرمان وقصص مرعبة، تروي تفاصيل “هولوكوست” حقيقة يعاني منها سكان قطاع غزة المنكوب بشكل يومي وعلى مدار 281 يوماً.

منذ اندلاع العدوان “الصهيوأمريكي” على قطاع غزة، لم تتوقف آلة الموت الناتجة عن جرائم قوات الاحتلال وداعميها الخارجة عن أعراف وأخلاقيات الحروب المنصوصة والمشرعة في الأديان السماوية والقوانين الدولية، والسلوك البشري والضمير الإنساني.

في مخيم المواصي جنوب القطاع المكتظ بمئات آلاف النازحين الهاربين لم يكونوا يعلمون أن هناك “هولوكوست” من النازية الصهيونية بعد أيام معدودات من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن إرسال إدارته للقنابل الأمريكية الثقيلة للكيان الصهيوني وكذا بعد أيام من دعوات حكومة النازية الصهيونية لسكان شمال وغرب القطاع المنكوب بالتوجه نحو المخيم زاعمه أن منطقة المواصي ستكون آمنة، حيث شهدت فجر اليوم السبت، جريمة حرب جديدة ضد الإنسانية، لتفضح من جديد أكذوبة المناطق الإنسانية، وتكشف أن كل شبر في القطاع المنكوب ليس إلا مجرد ساحة أعدام جماعي للأطفال والنساء والمسنين.

لم تشرق شمس صباح اليوم السبت، ومع ساعات الفجر الأولى سارعت طائرات الموت المحملة بالقنابل الأمريكية من طراز JDAM التي تزن 900 كيلوجرام (حسب صحيفة معاريف ومدير شركة أسغارد للتكنولوجيا العسكرية) بالتحليق فوق سماء المخيم الذي كان يمثل ملاذاً آمنا مزعوما للأبرياء من قطاع غزة.

دقائق معدودة هي المدة التي استغرقتها طائرات الموت لتحلِّق بعدها فوق سماء المخيم المحروق لتحوِّل كل شيء فيه إلى جثث متفحمة وأجسام متطايرة وأجشلاء اختلطت هذه بتلك.

قنابل الموت الأمريكية التي تزن آلاف الأطنان تنهمر فوق رؤوس سكان المخيم من كل حدب وصوب، ولا صوت يعلو داخل المخيم المحروق سوى أصوات الانفجارات العاتيات ونحيب أطفال يرثون جثث آبائهم وأمهاتهم وكذا أمهات أدمت قلوبهن بالأحزان على فلذات أكبادهن ممن رحلوا في عمر الورود وريعان الشباب.

هكذا قضت قنابل “JDAM ” الأمريكية على الحياة في مخيم المواضي.. الذي تحول إلى أشلاء متناثرة على جدران المخيم وعلى عتبات الخيم، منهم من استشهد، ومنهم من لا يزال يصارع الموت تحت الأنقاض، ومنهم 289 مصاباً ممن تمكنت فرق الإنقاذ من إنتشالهم يصارعون في مستشفى الكويت ومجمع ناصر الطبي أوجاع الصدمة أكثر من قسوة أوجاع جروح الأجساد.

حدقات عيون أكثر من 71 ضحية مفتوحة أنسكبت منها دمعة ملتهبة على خد جثث الأطفال والنساء والشيوخ ممن قُتلوا عبثاً في المخيم، لترسم صورًا مفجعة تعبَّر عن مدى فزع الضحية من هول وفداحة الجريمة التي تعرضوا لها، وبشاعة مرتكبيها، تاركةً رسالة تعجب وسؤال هام للعالم الغائب ضميره من الأعراب والذي تباهي لعقود من الزمن بأكذوبة حقوق الإنسان في الحياة مفادُها: إلى متى نقتل وأنتم تتفرجون ؟!.

لم يكن الحزن طاغيًا بعد الجريمة في مخيم المواصي بشكل خاص وفي قطاع غزة بشكل عام؛ بل العكس.. لكون تلك الجريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فما أكثر المجازر على مدى 9 شهور من العدوان النازي على قطاع غزة، وما أكثر حاجة الأحياء في القطاع لعزاءٍ كبيرٍ باسم ” لا حياة لمن تنادي ولا عزاء للصمت الدولي” ..! فقد استباحَ ذاك الصمتُ الدولي الرهيب قبل استباحة قنابل الموت الأمريكية عتمة الليل البهيم، وبالغ في حلكتِه، قلوب الأبرياء في القطاع المنكوب.

وبعد دقائق من تفنن الطيارين في جريمتهم البشعة والمنافية للشرائع والقوانين الدولية، انقلبوا على أعقابهم ضاحكين يحتسون مع سادتهم نخب القتل، ليعلن وقتئذ سادتهم زيفاً أن تلك الجريمة استهدفت القائد محمد الضيف

وهنا يطرح السؤال نفسه على مجرمي الحروب.. يا ترى هل كان الطيارون وسادتهم الصهاينة والأمريكان يدركون أيَّ حزنٍ تركوه في مخيم المواصي يعصف بقلب أمٍّ ثكلى وطفلٍ فقد أسرته وكهلٍ فقد من يرعاه، ناهيك عن فقدان من نجا من “هولوكوست” المواصي لأعضائهم وأطرافهم البشرية.. لتضاف هذه المجزرة إلى مئات المجازر التي أرتكبها العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر..
قال تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسۡـَٔلَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ ۝٩٢ عَمَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ۝٩٣﴾ الحجر

قد يعجبك ايضا