رصدها/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
يوماً بعد أخر تتوالى القصص المؤلمة عن ضحايا حرب الإبادة النازية “الصهيوأمريكية” بحق الأبرياء من المستضعفين في قطاع غزة المنكوب.
السطور التالية تحكي قصة جريمة جديدة ارتكبها جنود “الساديزم” قساة القلوب المتعجرفين، اللذين يتفننون في قتل المستضعفين ويتلذذون بآلامهم، والضحية هذه المرة طفل يعاني من “متلازمة داون” لا يستطع الحركة والأكل والشرب والكلام.
جريمة بحق ذوي الإعاقة
لعل أبشع قصص جرائم مأساة حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة ما يتعرض له المعاقين حركياً وذهنياً ومرضى السرطان من الأطفال الذي من المفترض بهم أن تكون لهم الأولوية في تلقي رعاية طبية خاصة أثناء السلم وأثناء الحروب حسب ما تنص عليه القوانين والشرائع الدولية.
لحظات مؤثرة وحزينة وثقتها الخميس الماضي، وسائل إعلام دولية وناشطين على منصات التواصل الاجتماعي من داخل حي الشجاعية شرق القطاع المنكوب الذي كان مسرحا لجريمة قامت خلالها قوات الاحتلال الاسرائيلي بإعدام شاب مريض وعاجز عن الحركة والكلام، بشكل وحشي بعد أن أطلقوا عليه كلب بوليسي نهش لحمه وهو حي وتركوه ينزف حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها.. هذه الجريمة هي واحدة من عشرات الجرائم التي يتعرض لها المعاقين والمرضى من الأطفال في غزة والتي من المفترض أن تنتقل إلى قاعات المحاكم الدولية.
الطفل المعاق “محمد صلاح بهار” يعاني من متلازمة داون، و معاق حركيا ولا يعرف شيء في الحياة غير كلمة “ماء” و”أكل” أدخلوا عليه كلب بوليسي كان ينهش لحمه والضحية بكل براءة يتحسس رأس الكلب قائلاً: “سيبني يا حبيبي خلص”.
تقول والدة الضحية محمد في شهادتها لقناة “T R T” العربية: تم محاصرتنا في البيت لمدة 7 أيام وفي اليوم السابع اقتحم جنود الاحتلال المنزل وكان محمد جالساً على الأريكة أخذوه من بيننا واحتجزوه داخل غرفة لمدة أسبوعين بعد أن أدخلوا كلباً بوليسياً إلى الغرفة التي وضعوه فيها.
وتضيف الأم المكلومة بحرقة وألم، قام الكلب بنهش كتف محمد الذي مسح رأس الكلب وهو يقول: “سيبني يا حبيبي خلص”، ثم تركوه بين دمائه ينزف وحيداً داخل الغرفة.
وأكدت الأم، أن محمد لا تكلم إلا بكلمة “ماء” أو “أكل” وأنها تتكفل برعايته منذ ولادته من خلال إطعامه وتغيير الحفاضات له واصطحابه إلى الحمام، بالإضافة إلى قيام أخوته باعطائه الماء.
وكشفت والدة الضحية أن قوات العدو قامت باعتقال 3 من أشقاء الضحية بعد أن قاموا بالاستغاثة لإنقاذ شقيقهم المغدور على منصات التواصل الاجتماعي.
وبدوره ناشد أشقاء محمد الجمعيات الدولية التدخل لإنقاذ حياة شقيقهم حيث رصدت وكالة الصحافة اليمنية مناشدة من قبل جبريل بهار نشرها على منصة “إكس” موجه إلى جمعية الصليب الأحمر الدولي للتدخل لإنقاذ حياة شقيقه المصاب بمتلازمة داون مؤكدا أن شقيقه ساقط في غرفة احتجاز مضجراً بدمائه لا يستطيع الاكل لوحده أو الشرب ولا يستطيع الذهاب للحمام لوحده يحتاج لرعاية خاصة لكن لا حياة لمن تنادي.
نهاية تقشعر لها الأبدان
جنود “الساديزم” قساة القلب المتعجرفين، الذين لا ترى قلوبهم الرحمة ويفرحون لحزن الآخرين ممن يتلذذ بألم الضحايا لم يقدموا له الإسعافات أو السماح لطواقم الإسعاف نقله للعلاج او حتى السماح لأسرته برؤيته بعد أن نهش كلبهم جسده الضعيف والعاجز عن الحركة.
محمد بهار كان يأمل وهو ينظر إلى أنياب الكلب المتوحش ويناشده بكلماته الأخيرة الحزينة “سيبني يا حبيبي خلص” أن يجد بين تلك الأنياب المفترسة والمخيفة الرحمة التي لم يراها في قلوب وحدقات عيون جنود “الساديزم” الصهاينة، إلا أن “السيف سبق العذل”، فكيف يجد الرحمة والشفقة في أنياب كلب ترعرع بين أحضان فاقدي الرحمة ذوي القلوب الغليضة.
استشهد الطفل المعاق محمد بهار صباح الخميس الماضي 11 يوليو بعد أن تركه وحوش النازية الصهيونية يصارع الموت داخل غرفة الاحتجاز لمدة أسبوع وجسده ينزف دماً، حيث تم دفنه في حوش المنزل بعد أن استحال على أسرته دفنه في المقابر بسبب تعنت قوات الاحتلال.
وفي مشهد مؤلم نشرته قناة فلسطين اليوم أظهرت الدماء والسوائل التي خرجت من جسد المعاق محمد تملئ الغرفة بشكل كبير الأمر الذي يوحي ببشاعة الجريمة التي تعرض لها المعاق.
استخدام الكلاب في القتل والتعذيب
جريمة نهش الكلاب البوليسية لجسد المعاق محمد ليست الأولى وليست الوحيدة التي هزت قلوب العالم فهناك الكثير من قصص نهش كلاب الاحتلال لأجساد الأبرياء في فلسطين العزيزة.. وطبعاً لن تكون الأخيرة فهناك قصص مروعة وبشعه في قطاع غزة المنكوب تمر علينا مرور الكرام بسبب الصمت الدولي البغيض الذي يعطي للمجرم ضوءاً أخضر لارتكاب المزيد من جرائم الحرب المؤلمة
وفي 25 يونيو الماضي نشر جنود الاحتلال مقطع فيديو لكلب بوليسي أطلقوه على المسنة الفلسطينية دولت عبد الله الطناني (67 عاما) التي عجزت عن النزوح من منزلها أثناء اقتحام قوات العدو لمخيم جباليا وهو ينهش لحمها، المر الذي آثار ضجة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي 14 فبراير الماضي كلب بوليسي تابع لقوات العدو الصهيوني ينهش يد الشاب الأعزل حمزة ارشيد أثناء اعتقاله من قرية صير قرب جنين.
كما تعرض الكثير من الأسرى الفلسطينيين لهجمات الكلاب الصهيونية داخل سجون قوات الاحتلال كشفت عنها هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أبرزها ما تعرض له الأسير القاصر قيس عرعراوي (18 عاماً) من مخيم جنين، والأسير مالك معلا (19 عام) لحظة اعتقاله في البيرة.
وفي “الايام القليلة الماضية وصف الصحفي الفلسطيني محمد صابر عرب مراسل التلفزيون العربي، 42 عاماً، من معتقلي غزة تفاصيل تجاربه المروعة لمحاميه خالد محاجنة، خلال زيارة قام بها مؤخراً إلى مركز الاحتجاز، وبحسب ما ورد فإن محاجنة هو أول محامٍ فلسطيني يُسمح له بالدخول إلى مركز الاستجواب منذ 7 أكتوبر، أن حالات متعددة من التعذيب وسوء المعاملة والاغتصاب تعرض لها هو ومعتقلون آخرون في معسكر الاعتقال الإسرائيلي “سدي تيمان” في صحراء النقب”، (حسب موقع صدى العرب).
وقال الأسير عرب، إن الكلاب البوليسية تحيط بالمعتقلين بشكل مستمر.
وفي 26 يونيو الماضي أكد الدكتور صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، أن قوات الاحتلال تستخدم الكلاب البوليسية في تعذيب المعتقلين الفلسطينيين.