ردود فعل اعلام العدو الصهيوني عن استهداف القوات المسلحة اليمنية لـ “يافا”
متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية //
في عملية نوعية مثيرة للإعجاب، تمكنت الطائرة المسيرة اليمنية “يافا” من عبور مسافة قدرها 2300 كم لتصل إلى قلب يافا المحتلة “تل أبيب”، متجاوزةً بذلك العديد من الأنظمة الدفاعية الجوية المتقدمة.
هذه العملية تكشف عن نجاح غير مسبوق في اختراق الدفاعات متعددة الطبقات، مما يعكس تطوراً كبيراً في القدرات الهجومية للجيش اليمني
يافا لم تعد آمنة
إعلان الجيش اليمني عن استهداف تل أبيب بشكل مستمر يعكس محاولة لفرض معادلة جديدة على الارض وهي المدنيون في تل أبيب مقابل المدنيين في غزة. هذه المعادلة تهدف إلى تحويل الضغط الذي يعاني منه المدنيون في غزة جراء الحصار والعدوان المستمر إلى الضغط نفسه الذي سيواجهه المدنيون في تل أبيب.
هذا التطور يحمل في طياته تداعيات استراتيجية واجتماعية كبيرة، من الناحية العسكرية، تهديد الجيش اليمني يعزز من حجم التحديات الأمنية التي ستواجهها إسرائيل فزيادة الهجمات المستمرة على تل أبيب تعني زيادة الضغط على أنظمة الدفاع الجوي مثل القبة الحديدية ونظام باتريوت، مما يكشف نقاط الضعف ويضعف ثقة الجمهور في هذه الأنظمة وبالتالي فإن تكرار الهجمات سيضع إجهادًا كبيرًا على الموارد المادية والبشرية ويستنزفها بمرور الوقت
واحتلّت العملية التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية، فجر اليوم، ضدّ هدف مهم في منطقة يافا المحتلة المسماة “إسرائيلياً” بـ”تل أبيب”، مركز اهتمام وسائل الإعلام الصهيونية، التي أعربت عن خشية كبيرة من العملية، ووجهت انتقادات لـ”الجيش” والحكومة الصهيونيين.
وأعربت وسائل إعلام العدو الصهيوني اليوم الجمعة، عن قلقها وغضبها عقب العملية التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية في “تل أبيب”.. منتقدةً أداء المؤسستين الأمنية والعسكرية، ومُهاجمةً الحكومة الصهيونية ورئيسها، بنيامين نتنياهو.
وتحدّث الإعلام الصهيوني عن فقدان “إسرائيل” للردع أمام اليمن.. مشدداً على أنّ “ما جرى في “تل أبيب” ليس أقل من الوهن”.
وأكدت منصة إعلامية صهيونية وجود “فشل عملياتي خطير لدى جيش الإحتلال”، إذ “لم يكن هناك إنذار أو رصد من أي راداراته على الأرض، في الجو، أو في البحر”.
ولفتت المنصة الإعلامية إلى فشل أي رادار لـ”جيش” الاحتلال في رصد المسيّرة التي نُفِّذت العملية عبرها، وتفعيل إنذار للمستوطنين، على نحو يتيح “منع إصابة هدف استراتيجي دولي”.. موضحةً أنّ الاستهداف تم على بعد عشرات الأمتار فقط من القنصلية الأمريكية في “تل أبيب”.
وأكدت المنصة أنّ “جيش” الاحتلال أُصيب بـ”عمى كامل في فترة كل المنظومات فيها مستنفرة على نحو مرتفع”.. محذّرةً من أنّ “الأمر لا يتعلق بمدرسة في إيلات أو منزل محاذٍ للحدود في المطلة”.”.
واعتبر الإعلام الصهيوني أنّ “انفجار الطائرة المُسيّرة هو فشل كبير.. لا يمكن لسلاح الجو بكل أنظمة دفاعه أن يستيقظ إلا بعد انفجارها”.. مشدداً على أنّ “أحداً في جيش الاحتلال لا يُقدّم تفسيراً منذ الساعة الـ5:30 فجراً”.. ومؤكداً أنه لا إجابات واضحة للمستوطنين.
وتساءل محلل الشؤون العسكرية في موقع “والاه” الصهيوني، أمير بو حبوط: “ماذا لو كانت الطائرة المسيّرة قد انفجرت في قلب وزارة الحرب في تل أبيب؟.. مضيفاً: “حادثة المسيّرة تثبت أن الردع انهار”.
وإلى جانب ما قاله الإعلام الصهيوني عن فقدان الردع أمام اليمنيين، أكد زعيم المعارضة الصهيونية، يائير لابيد، أنّ “من فقد الردع في الشمال والجنوب يفقده أيضاً في قلب تل أبيب”.. مشدداً على أنّ “انفجار المسيّرة دليل آخر على أنّ الحكومة لا تستطيع توفير الأمن”.
في السياق ذاته، قال عضو “الكنيست” ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان: إنّ “من لا يمنع الصواريخ على كريات شمونة وإيلات يجب ألا يتفاجأ بوصولها إلى تل أبيب”.
وأعلن جيش العدو الصهيوني، اليوم، عن اختصار زيارة قائد ما يسمى بسلاح الجو الصهيوني إلى بريطانيا بعد هجوم طائرة دون طيار على مدينة “تل أبيب”.
وأفادت هيئة البث الصهيونية، بأن الجنرال تومير بار، قائد سلاح الجو الصهيوني قد اختصر زمن زيارته إلى بريطانيا على خلفية إعلان جماعة “أنصار الله” هجومها على مدينة تل أبيب بطائرة دون طيار، ومقتل وإصابة تسعة صهاينة.
صحيفة “معاريف” الصهيونية أكدت أنّ مسيّرة “يافا”، التي كشفت عنها القوات المسلحة اليمنية واستهدفت بها “تل أبيب”، هي “طلقة البداية”.. مشددةً على أنّ اليمنيين كشفوا “سلاحاً كاسراً للتوازن”.
بدورها، رأت صحيفة “هآرتس” الصهيونية أنّ العملية اليمنية بواسطة المُسيّرة “تعكس مرحلةً جديدةً من الحرب الدائرة بين “إسرائيل” وأعدائها منذ السابع من أكتوبر 2023″.. موضحةً أنّ هذه الحرب “تتخذ على نحو متزايد شكل حرب إقليمية ومتعددة الجبهات”.
وعلى جانب العدو الصهيوني، لم تستطع التكنولوجيا التي يمتلكها العدو ومنظومات القباب الحديدية، كشف الطائرة المسيرة إلا بعد بلاغات من مستوطنين عن وقوع انفجار وسط عاصمة كيان العدو.
وأكد إعلام العدو أنه مع كل التكنولوجيا التي يتباهون بها هنا في “تل أبيب” لم يكتشفوا اختراق الطائرة المسيرة، وأضاف الإعلام ساخراً: إن ” كل البلد استيقظ من نومه تبقى فقط أن نتأكد ما إذا كان وزير الحرب يوآف غالانت قد استيقظ”.
وسادت حالة من الإرباك عقب الهجوم لدى سلطات العدو وسط تصريحات متناقضة في محاولة تبرير الهجوم اليمني وخسائره المادية والبشرية، وأعلنت شرطة العدو عن تلقيها بين 600 و700 بلاغ هاتفي عن الانفجار.. قائلة: إن الجسم المنفجر “غريب عنا” وقد يكون قادما من الخارج.
وعلى نقيض ما قالته شرطة العدو الصهيوني من أن الطائرة المسيرة انفجرت في الجو، اعترف الإعلام الصهيوني بمصرع مستوطن واصابة ثمانية آخرين على الأقل جراء ضرب الطائرة هدفا في “تل أبيب”.
وأقر مسؤول عسكري صهيوني لوكالة أنباء “رويترز” البريطانية أن الطائرة المسيرة التي أصابت “تل أبيب” كانت من نوع أكبر وأطول مدى ولا يزال التحقيق يجري بشأن مصدرها.
من جهته زعم مسؤول في البيت الأبيض الأمريكي لصحيفة “يديعوت احرنوت” الصهيونية، أن الولايات المتحدة على دراية بالحادث في “تل أبيب” وتتابع الأمر وتحقق فيه.
واعترفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية نقلا عن شهود عيان في “تل أبيب”، بأن الانفجار كان قويًا للغاية لدرجة أنه كان من الممكن سماعه على بعد أميال.
ووصف موقع “آكسيوس” الأمريكي الهجوم على “تل أبيب” فجر اليوم، بأنه أحد أخطر الهجمات منذ السابع من أكتوبر، فيما ذكرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية أن الهجوم من اليمن على “تل أبيب” أحد أكثر الهجمات تخريبًا لأمن “إسرائيل” منذ السابع من أكتوبر.
إلى ذلك تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد للدمار في منطقة الانفجار وسط يافا المحتلة “تل أبيب”.
واعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي في تحليل لمشهد المنطقة العسكري، استهداف القوات المسلحة اليمنية قلب مدينة يافا المحتلة (تل أبيب) بطائرة هجومية مسيرة، من أخطر العمليات التي يتعرض لها العدو الصهيوني منذ بدء الحرب على غزة.
ووصف اللواء الصمادي الهجوم بأنه “نوعي ويضع إسرائيل في مأزق”، ويحمل دلالات استخبارية وعملياتية، إضافة إلى تأثيره في الحرب النفسية، والذي بدا واضحا من خلال الرعب الذي عم المجتمع الصهيوني.
وأشار إلى أن دخول المسيّرة أجواء كيان الاحتلال ووصولها إلى قلب “تل أبيب” يعد حالة جديدة بعدما استهدفت الجماعة سابقا منطقتي إيلات وحيفا.. مؤكداً أن الهجوم يشير قصور أمني وعسكري صهيوني بالنظر إلى حالة الحرب التي يعيشها الكيان المحتل، “إذ يفترض أن تكون درجة الاستعداد لمنظومات الرادارات والدفاع الجوي في حالتها القصوى”.
وبشأن احتمالية رد جيش العدو الصهيوني على الهجوم النوعي، قال الصمادي: إنه “رغم توعد الجيش بالرد، إلا أنه ليس من مصلحته اتساع حالة الحرب في الإقليم في ظل عمليات الاستهداف من جبهات لبنان واليمن والعراق”.
الجدير ذكره وبحسب ما يراه المراقبون فإن استهداف “تل أبيب” أعطى صورة مصغرة عن مشهد الحرب في أي حرب إقليمية قادمة، خاصة مع حزب الله الذي لا يحتاج إلى مسيرات بـ2000 كلم للوصول إلى العمق الصهيوني، وهو رسالة لأذناب أمريكا والكيان الغاصب، بأن الخيارات بمجملها باتت موضوعة على الطاولة وأن التصعيد قد يشمل أشكالاً عدة، وصنعاء لا تفتقر إلى الجرأة اللازمة أو القدرات لفعل المزيد.
الفيديوعات الاكثر تداولاً في الاعلام الصهيوني ومنصة “اكس” والتي تظهر ردود الفعل