بعد موجة التصعيد الاقتصادية الكبيرة التي تبنتها الحكومة التابعة للتحالف برعاية النظام السعودي وتنفيذا للتوجيهات الامريكية جاء اعلان المبعوث الاممي الى اليمن “هانس غرودنبرغ” عن اتفاق التراجع عن هذه الخطوات التصعيدية وفتح وجهات جديدة لمطار صنعاء الدولي وهو ما يمثل انتصارا لصنعاء ، وخسارة كبيرة لواشنطن التي أرادت استخدام هذه الملف للضغط على صنعاء لثنيها عن موقفها المساند لغزة .
انتصار صنعاء كان واضحا في بنود الاتفاق الذي جاء وفق شروطها ، فهو لم يتضمن فقط التراجع عن القرارات التي استهدفت البنوك ، وانما عدم العودة الى هذه القرارات مجددا .. إضافة الى فتح وجهات إضافية لمطار صنعاء الدولي وهي وجهات كثيرا ما طالبت بها صنعاء في السابق ورفضها التحالف .
الاتفاق تضمن أيضا بنداً هاما يخص مفاوضات السلام في اليمن والتي أرادت واشنطن ربطها بوقف عمليات صنعاء العسكرية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل حيث تحدث الاتفاق عن اجتماعات جديدة لمناقشة كافة القضايا الاقتصادية والانسانية بناء على خارطة الطريق وهو ما يعني ان محاولات واشنطن لربط السلام في اليمن بوقف عمليات صنعاء البحرية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل قد فشلت تماماً .
وبعد هذا الاتفاق يمكننا القول ان صنعاء انتصرت على واشنطن مرتين ، الاولى في الجانب العسكري من خلال افشالها عملية واشنطن البحرية الداعمة للكيان الاسرائيلي ، والثانية في الجانب الاقتصادي من خلال إفشال مخطط التصعيد الاقتصادي الذي أرادت واشنطن تنفيذه ضد صنعاء عن طريق أدواتها في الداخل وبرعاية سعودية