السيد نصرالله: تحرير الأقصى يبدأ بخطوة ازف موعدها
تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
بكثير من الحكمة وضبط النفس وكتم الغضب وبتقانته المعهودة اعلنها السيد حسن نصرالله في تشيع القائد الاستثنائي رفيق الدرب والأقرب إلى القلب فؤاد شكر؛ انها حرب تحرير فلسطين من البحر إلى النهر فقد تعبدت طريقها وفتحت أبوابها على المصراعين بأجساد وأرواح الشهداء والقادة والأطفال والنساء والشيوخ وقد ظفرت المقاومة ومحورها بما كانت تنتظره وأرتكب نتنياهو الاخطاء القاتلة.
أعلن السيد نصرالله بلسانه الواثق من رجاله وقدراتهم ومما اعد المحور ليوم الحساب الاتي.
سنرد حتما وإيران سترد فقد اعتدي على سيادتها ومس شرفها الأمر الذي لا يعرف الغرب وإسرائيل معناه وقيمته.
واعلنها، دخلنا مرحلة جديدة وبدانا بتنفيذ استراتيجية مختلفة فلم تعد وظيفة الجبهات الاسناد والاشغال فقط بل اصبحنا في معركة طويلة ومفتوحة. وختم كلمته؛ ما جمعهم الا بدد وايامهم الا عدد. وبدأها اضحكوا قليلا فستبكون كثيرا.
السيد نصرالله كان في اطلالاته الاخيرة قد وصف الجاري بحرب وجودية ومصيرية وهذا الوصف الدقيق والحصيف للحرب ما يعني ان المقاومة تعرف الجاري بواقعية وبأدق التفاصيل وتدرك انها اخر الحروب والجولات وتتعامل معها على ما قررها واعلنها نتنياهو وغالانت وما ساروا عليه في الاشهر العشرة التي انقضت عليها فأضاف على توصيفهم بالوجودية صفة المصيرية وحروب الوجود والمصير غير مسبوقة في تاريخ الحروب وهي من طابع جديد ونوعي مختلف.
في حرب الوجود والمصير يتقرر الوجود والمستقبل.
والحق ان كل الظروف والشروط والبيئات ونواتج انتصارات محور المقاومة على زمن النصف قرن المنصرم لابد ان تتوج بحرب وجود ومصير فلم يعد لإسرائيل من عناصر قوة او بيئات او ظروف او قوى عالمية او محلية قادرة على تامين مصيرها ووجودها.
الرد حتمي ويتناسب مع العدوان الذي استهدف الضاحية ومنطقة مدنية امنه مكتظة بالناس واستهدفت اغتيال قائد كبير. فنتنياهو تجاوز كل الخطوط الحمر.
فالرد يجب ان يتعامل مع القواعد الأربعة؛ استهداف بيروت والضاحية والمدنيين ومجاوزة الخطوط الحمر واستشهاد قائد كبير.
والمنطقي إلا يكون الرد محكوما بما يطالب به المزايدون والمتشككون والساعون الى توريط المقاومة. فالمعركة طويلة ومفتوحه ولا شيء يلزمها بالعمل بغير الحكمة وان يكون الرد مدوزنا ومتدرجا ومتصاعدا وان يعتمد فيه تكتيكات عسكرية وحربية مختلفة واسلحة ورجال وتشكيلات جديدة .
التدرج في الرد والتصعيد يخدم استراتيجية معركة طويلة ومفتوحة وبلا سقوف ولا خطوط حمر.
والجبهات تتساند ولن تخبر العدو أسيكون الرد عاصفا من كل الجبهات ودفعة واحدة وبتوقيت واحد او متدرج وهذه من الحكمة ودقة الرؤية والقدرات الابداعية لخوض هذه الحرب منذ ساعتها الاولى وطوال زمنها وقد امنت المقاومة مسرح عملياتها من الناقورة الى الحمة السورية ونسقت ضرباتها من الناقورة الى المحيط الهندي وبحر العرب والاحمر وبعمق ايران التي باتت طرفا محوريا شريكا فاعلا ومقررا في مسارات وجبهات واسلحة واستراتيجيات وتكتيكات محور المقاومة وساحاته وجبهاته لتامين الانتقال من استراتيجية جبهات الاشغال والاسناد الى المرحلة الجديدة وخوض المعركة الطويلة والمفتوحة.
دم الشهداء مدنين وعسكرين اطفال ونساء وشيوخ وقادة ومجاهدين ودم الشهيد شكر والقائد هنية تستوجب الانتقال الى مرحلة جديدة وخوضها كمعركة مفتوحة وطويلة وصولا لمؤداها الوحيد؛ ازالة الكيان والصلاة في الاقصى والقيامة وقد ازف موعدها وزمانها جاريا ولن يتوقف قبل تحقيق الهدف والشعار الذي تأسس عليه حزب الله ومقاومته الاستثنائية.
انه زمن الزخف الى القدس. وقد زف الشهداء على طريقها وعبدوها لمسيرة الجموع .