اردوغان سيحارب في فلسطين؛ من يصدق؟
تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
لاشك فيه ان الرئيس اردوغان بارع في المناورة والرقص على الحبال وقول الشيء ونقيضه وماهر في اقتناص الفرص ولو كان ميكيافلي حيا لتمنى ان يتتلمذ على يده.
يسجل للرجل مهارات في الاستثمار بالمعطيات والتطورات والصراعات وقد حقق ما صبا اليه في حزبه وفي تركيا ورئاستها وامن لنفسه سلطان دام ربع قرن.
عرف السياسة وترجمها فن وادارة وفهم للواقع والاستثمار فيه لخدمة مشاريعه.
اخر ابداعاته ومحاولاته لترميم ومعالجة انهيار شعبيته ومكانة حزبه في تركيا وبعد عشرة اشهر من مذبحة غزة ومحاولات نتنياهو وأد حركة حماس التي يتشارك معها في العلاقة مع حركة الاخوان المسلمين واثر الحملات التي طالت علاقة تركيا بإسرائيل ومسارعتها لفك الحصار اليمني عنها بتمويلها وتأمينها بالغذاء والمعدات والذخائر خرج بخطاب ناري اشار فيه لمشاركة تركيا عسكريا في الحرب الليبية وحرب كراه باخ واعلن بانها قد تشارك في فلسطين.
مفهوم انه يرقص على الحبال ويجيد تسويق نفسه اعلاميا وخطابيا وان يقول شيئا ويمارس اشياء مخالفه تماما وبانه يعد ولا يفي ويوقع ولا يلتزم والازمة السورية ومحطات استانا واعلاناتها شاهد حي.
الا ان مشاركة تركيا في حرب فلسطين خطوة واعلان مختلف.
هي ليست زلة لسان ولا مجرد كلام في الهواء بلا دوافع واسباب موجبه وبالتأكيد هي محاولة ركوب موجه فقد فعلها من قبل وحصد شعبية كاسحة عندما تصدى في دافوس لبيريز وارسل سفينة الحرية لفك الحصار عن غزة وسرعان ما لحس تصريحاته وانكفأ واستجاب للضغوط وعزز العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع اسرائيل وصرف مكاسب اللحظة في الاسهام بتدمير سورية وليبيا واشغالهما عن دعم فلسطين ومقاومتها.
لنصدق تصريحات اردوغان ونامل خيرا فتحول تركيا الى الضد وتحت عنوان فلسطين ان حصلت معجزتها مغيرة في احوال العرب والاقليم والعالم ولن يفعلها اردوغان قط.
فالانخراط بحرب فلسطين يقتضي سلسلة من الاجراءات التمهيدية اولا كمثل؛
– اعلان الانسحاب من سورية وتسليم المناطق التي احتلها الاتراك وتصفية مجاميع المسلحين الارهابين.
– الاتفاق مع سورية على ممر بري الى جبهة الجولان للاشتباك.
– اعلان سحب اعتراف تركيا بإسرائيل وطرد السفير وقطع كل العلاقات خاصة الامنية والعسكرية والاقتصادية.
– اعلان تصفية قاعدة انجرليك والقواعد الأمريكية والاطلسية ومنعها من تخديم إسرائيل.
– اعلان الانسحاب من الحلف الاطلسي.
– اعادة تكييف وهيكلة تركيا وجيشها وامنها وتحريره من النفوذ الامريكي الاسرائيلي والاطلسي.
هذه خطوات تأسيسية لابد منها حتى تتوفر لتركيا اردوغان قدرة وامكانية ان تشترك في حرب فلسطين.
بل وواحدة منها توازي بنتائجها مشاركة تركيا في خرب اسناد غزة.
هل بدا بتنفيذ اي منها؟
هل يجرؤ ويستطيع؟
بكل تأكيد وحزم لا يجرؤ ولا يستطيع وتاليا هو كالعادة ليس جادا ولن يلتزم تصريحاته وعنتريات لسانه وكل ما يصبوا اليه مرة ثانية بعد الالف المتاجرة بالدم وبالقضية الفلسطينية لتامين نفسه وحزبه.
اما القضية الفلسطينية وحرب اسناد غزة ووحدة الجبهات فقد دخلت طورا ومرحلة جديدة بعد استهداف الضاحية وطهران واغتيال القادة والرد المنتظر وقد اعلنها السيد حسن نصرالله مرحلة جديدة ومعركة طويلة ومفتوحة فتحرير فلسطين والاقصى لها رجالها ودولها ومنظماتها وقادتها وليس اردوغان وحزبه وتركيا في عهده من صنفهم او من صفوفهم.