تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
التهويل والتطبيل والتزمير جار على قدم وساق.
المبصرون والمنجمون والضاربون بالرمل من كل فج وعميق.
الكلام والتهويل يلقى على عواهنه فالإعلام فلتان والشبكات والوسائط تهدر بسيول وطوفانات التنظيرات.
لابأس، انها حرب وجود ومصير.
ما يهمنا هو ليس زمن الرد ولا عصفه ولا ان كان من كل الجبهات او كان متدرجا ومتصاعدا.
المهم ان تدرس استراتيجيات العدو وان تعرف نقاط قوته وضعفه وان يجري التعامل معها بحكمة وان يكون الرد كاسرا لعناصر قوته الاستراتيجية والمنطقي ان تضرب في نقاط ضعفه.
إسرائيل في حروبها مع المقاومة خسرت كثيرا من عناصر قوتها التكتيكية والاستراتيجية الا انها غيرت من استراتيجياتها وتكتيكاتها تكيفا وفي محاولة لاستعادة بعض القوة والمبادرة.
سقطت استراتيجيات فرض الشروط بالاحتلال وخرجت من لبنان وغزة ورأسها بين فخاذها وخسرت في حروب غزة وحزيران ٢٠٠٦ أهم عناصر قوتها التي كانت عبر فرض شروطها بالقوة وبالذراع الطويلة والحرب السريعة وفي ارض الخصم وباستراتيجية الصدمة والترويع.
حاولت استعارة تكتيكات حروب المقاومة والعصابات الثورية فتكيفت وسعت عبر المعارك بين الحروب واخفقا.
حافظت وعززت استراتيجيات الحرب السرية والاغتيالات فلها حلفاء نافذين وقادرين ويمتدون من امريكا والاطلسي إلى نظم وأحزاب وجماعات عربية وإسلامية واختراقات في الدول والنخب الحاكمة وفي فصائل ودول محور المقاومة.
فحيث تكون أمريكا ومحبيها ومحبذي نموذجها تكون إسرائيل.
تصل يدها الغادرة في الحرب السرية وتغتال وقادرة ولم ترتدع ولم تلقى عقابا صارما فتستمر ومستمرة وقد تحاول وبعد هنية وشكر فلا سقف او خيمة على راس احد.
مازالت لإسرائيل عناصر قوة نوعية فذراعها طويلة وطائراتها وصواريخها قادرة على الضرب اينما قررت وببطش وقوة تدميرية وايضا ليس لأنها قوية بل لأنها تمول وتسلح وتحمى من امريكا وأحلافها والكل يقاتل معها وفي خدمتها.
السؤال؛ هل لدى المقاومة والمحور القدرة والامكانات لكسر ذراعها الطويلة ولتدفيعها ثمن يلجمها من الاستمرار في استراتيجية الاغتيالات والحرب السرية.
الجواب القاطع نعم بل والأمر ايسر مما يتوقعه الكثيرون.
فالردع لا يحتاج الى صواريخ فرط صوتية ولا إلى مقذوفات كهرو مغناطيسية ومسيرات وصواريخ دقيقة الاصابة وتدميرية وهذه تملكها المقاومة واعلنت عنها.
الأمر لا يحتاج إلى ان تعصف الحرب وتتحول الى حرب يوم القيامة والتدمير الواسع.
ببساطة كلية تحتاج المقاومة وخاصة من جبهة الشمال والشرق الى اعادة تفعيل تجربتها والاستفادة من دروسها.
هل تذكرون عملية بدر الكبرى ١٩٨٧ واخواتها.
وقد دشنت فتحا استراتيجيا في الصراع العربي الصهيوني وشكلت نقاط التحول التي ادت الى نصر الـ٢٠٠٠ الاعجازي.
هو التكتيك ذاته المطلوب والقادر على لجم نتنياهو وحرمان إسرائيل مما بقي لها من عنصري قوة الذراع الطويلة وحرب الاغتيالات.
الكل يتفاصح ويحدثنا عن ازمة الجيش الاسرائيلي الذي خسر نصف دباباته والذي يعاني من نقص القوة البشرية.
هذه هي مقتلة إسرائيل وجيشها ونتنياهو وحكومته المتطرفة وبهذه يخسر الحرب الوجودية فالسر غير المخفي هو الجغرافيا والبشر والاشتباك من مسافة صفر.
في المسافة صفر يتقرر مستقبل الكيان ويستعجل زمن انهياره وخسارته لوجوده.
في المسافة صفر ينتصر الحق على الباطل والمجاهد الساعي الى النصر او الشهادة على المرتزق والمستوطن والساعي الى الحياة الدنيا.
في المسافة صفر يهزم الجيش الاسرائيلي ويتكبد الخسائر الفادحة في غزة .
ومن ذات المساحة سيخسر كل شيء.
لماذا لم تلجأ المقاومة الى تكتيكات الاشتباك من مسافة صفر؟؟
ومتى تعود وتهتدي الى تجربتها هي ودروسها.
فماذا تفعل ال ف٣٥ عندما يجري الاشتباك من المسافة صفر.
وما الذي يفيد اسرائيل ذراعها السرية والاغتيالات.
وما الذي تنجزه الحشود البحرية الامريكية الاطلسية وقد اعلن السبد ان المقاومة اعدت لها المناسب.
عند أول اشتباك من مسافة صفر سيرتعب نتنياهو وتهتز حكومته وربما تسقط وسيبدأ جيشها المنهك والمأزوم بالتفكك والامتناع عن الخدمة وترك المواقع والهروب.
فإلى المسافة صفر حيث ينسج النصر وتكسب حرب الوجود والمصير.
اما التقاصف والحرب التقنية والصواريخ والمسيرات فمهما بلغت قدرات المقاومة ومحورها لن تجاري قدرات امريكا والاطلسي والنظام الانجلو ساكسوني حليف اسرائيل والمقاتل معها.
الجغرافية والاشتباك من مسافة صفر والاغارة وتحرير المواقع واسر وقتل من فيها ونسفها والانسحاب هو التكتيك والسلاح الفعال والرادع والاقل كلفة والاسرع نتيجة.
فالاشتباك المباشر ومن مسافة صفر ورجل لرجل والاستفادة من عاملي الجغرافية والثروة البشرية حل ناجع ومجرب وقد اثمر تحرير لبنان وتحرير غزة وهو الطريق الى القدس وقد زف عليه الشهداء.