تقرير خاص/ وكالة الصحافة اليمنية/
تحركات الرئيس المستقيل “هادي” مؤخرا إلى محافظة المهرة شرقي اليمن، في زيارة المقايضة مع أبناء المهرة، بين الولاء للقوات السعودية، مقابل احياء المشروع الميت” الأقاليم” ومنح أبناء المحافظة وجزيرة سقطرى إقليم مستقل عن حضرموت.
أبناء المهرة الذين قادوا الانتفاضة الشعبية والمطالبة بخروج القوات الإماراتية والسعودية، يدركون ذلك جيدا، بعد أن عجزت قيادة السلطة المحلية الموالية للسعودية، من ايجاد أية حلول تحفظ بقاء تلك القوات، ليصل بها الحال إلى إرهاب المحتجين والتهديد باستخدام طيران الأباتشي التابع للتحالف في مطار الغيضة، الذي تم تحويله إلى قاعدة وثكنات عسكرية للقوات الإماراتية والسعودية.
زيارة هادي بصحبة السفير السعودي في عدن” محمد آل جابر” وطاقم وزاري من حكومته، لكسب ود مشائخ قبائل المهرة، التي وقفت إلى صف الاحتجاجات والمعتصمين، في محاولة منه بإقناعهم التخلي عن رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى” عبدالله بن عيسى آل عفرار”، في محاولة منه لشق الصف بين القبائل المهرية، عبر تشكيل تحالف قبلي جديد موالي للنظام السعودي، وايجاد تكتل قبلي قوي يضمن بقاء قواتها من أجل استمرار مصالحها العسكرية والاقتصادية في المهرة، لاسيما بعد إنشاء أنابيب النفط من منطقة الخراخير وصولا إلى ميناء نشطون، هروبا من التهديدات والمواجهة مع إيران بعد تهديدها بإغلاق مضيق هرمز.
من المتوقع أن يلعب “هادي” بورقة الأقاليم ويستثمرها من جديد، لاستمالة وجهاء ومشائخ قبائل المهرة، إلى صفه، وذر الرماد في وجوههم لمنحهم إقليم مستقل عن إقليم حضرموت الذي يضم المهرة وسقطرى، بحسب مشروع التقسيم مخرجات الحوار الوطني، الذي تم رفضه جملة وتفصيلا.
حتى أنفسهم أبناء المهرة يرفضون ذلك التقسيم، إلا بإقليم مستقل وخاص يحفظ للمهرة وسقطرى هويتها التاريخية والثقافية الاجتماعية، وفق حدود السلطنة المهرية في ستينات القرن الماضي، التي احتلت السعودية أجزاء واسعة من الأراضي اليمنية في المهرة، كانت ضمن أراض السلطنة المهرية بزعامة السلطان “بن عفرار”، والد الشيخ عبدالله عيسى بن عفرار رئيس المجلس العام لأبناء المهرة.
إلا أن تعزيز النظام السعودي بتجميع العناصر السلفية المتشددة إلى المهرة، وتجنيد عدد 1000 عنصرا منهم في الأجهزة الأمنية وتوزيعهم كنقاط حماية في مداخل مدينة “الغيضة” عاصمة المحافظة، وتعزيز سلطة حزب الاصلاح عبر قرارات التعيين لبعض قيادات الحزب والناشطين منهم في مختلف المديريات ينذر باتجاه المحافظة إلى منحنى خطير يهدد بتفكيك كيان قبائل المهرة المتماسك على مختلف العصور.
ما بات مؤكدا أن هادي يتجه إلى تفكيك المحافظات الجنوبية بدء من المناطق الشرقية، والذي سيبدأ من تفكيك قبائل المهرة وإدخالها في تناحر قبلي لا يحمد عقباه.
استكمال المرحلة الثالثة من مرحلة التفكيك، بعد تفكيك المحافظات الواقعة ضمن ما يسمى “أقليم عدن”، إلى سلخ وفصل محافظة حضرموت الساحل عن مديريات الوادي والذي عجز نظام “صالح عفاش” من تحقيق ذلك في تسعينات القرن الماضي، ليحققه “هادي” بما يضمن نفوذ حزب الإصلاح وبقاء قوات “علي محسن الأحمر”، في حماية شركات النفط التابعة له هناك.
تفكيك المجتمع الجنوبي، بعد أن عجز “هادي” عن تحقيق ذلك في صنعاء، صاحبه إطلاق تحذيرات من أبناء الجنوب من حماقات “هادي” التي تتجه إلى تقسيم وتفكيك المجتمع دون هوادة ضمانا لاستمرار الصراع في اليمن.