لا أحد يتذرع ويقول قد فوجئنا بشروع نتنياهو بذبح الضفة بعد ان ذبح غزة وحولها إلى مقبرة لبشر هائمون أحياء لقلة الموت.
فاستراتيجية نتنياهو مدركة ومعلنة ويمارسها بدم بارد ومنذ طوفان الاقصى العجائبية اعلنها حرب وجودية وقالها لا سلطة ستان ولا فتح ستان ولا غزة ستان وادار ظهره لكل الضغوط والتحذيرات والتهويل والمحاكم الدولية وقرارات مجلس الامن والمناشدات وضرب عرض الحائط بكل الجهود والوساطات ولم يرتدع.
يخوضها حرب وجود ويحاول الاستثمار بفرصتها للسيطرة على اسرائيل وتصفية المعارضين أو الناقدين وانجاز انقلابه القانوني ويقود إسرائيل منفردا طاغية ويطلق يد سيموتريتش وبن غفير وقطعان المستوطنين وقد انجزوا اعداد وتسليح مئات الالاف من المستوطنين وتم نقل صلاحيات الجيش في الضفة لوزارة بن غفير الذي تجرا على الاقصى وقرر بناء كنيست فيه وكأنه يتحدى بصلافة دور الافتاء والمراكز الدينية ويسقط بضربة قاتلة مقولات ان الاقصى خط احمر وان الاعتداء عليه سيحرك العرب والمسلمين فللأسف الشديد الكل يفرك يديه ويغسلها وهو ينظر للمذبحة التي تعرصت لها غزة.
إعلان كالانت باكتمال التحضيرات لمذبحة غزة اعلنت من أسابيع وكتبنا؛ بان مذبحة الضفة اتيه وللأسف الشديد بدأت ومازال الناس لاهون يتسلون ويمتعون النفس بالاستماع ومشاهدة التلفزة والمنصات ويستمرؤون اكاذيب وتهويمات وبطولات جنرالات الفضاء الافتراضي وعنترياتهم.
اي كانت المعطيات والاسباب والظروف التي تمنع الشارع من الانفجار والنظم والنخب من الاستيقاظ والحالمون بتحرير القدس والاقصى وينتظرون فقد نضجت الفرصة الذهبية ودنت ساعة التحرير والا فان لم يبدا الزحف غدا فلن يكون ابدا وليس ما يمنع ان تفوت الفرصة وتذهب الى زمن واجيال بعيدة.
الفرص نادرة وسريعة الانصراف ومقولة لينين تصلح في كل الأزمنة والأمكنة ومع مختلف القوى فقد قالها مرة؛ يتسمر الثوريون عند الشعارات ويتحدثون دهورا عن الثورة وتأتي وتذهب وهم ينتظرون.
بذكائه الفطري ووعيه الاستثنائي قالها قبل ثورة اكتوبر بأيام جازما؛ الثورة غدا او ابدا فالفرصة تاتي وتذهب واذا لم يدركها الثوريون تفوتهم ولأنه ادركها بتحليله الواقعي والعملي وقراءته للظروف انبا الحزب البلشفي اما غدا او ابدا. القضية الفلسطينية دخلت طورها الاخير ونتنياهو قرر ان الزمن حان لتصفيتها بذبح غزة ثم الضفة وياتي دور لبنان واذا تركت الضفة وذبحت فسيذبح لبنان حتما.
وبذات الدرجة فكما تدرك اسرائيل انها فرصتها الاخيرة واعلنتها حرب وجود واصرت بالقول وتكرار اذا خسرنا الحرب فلا مكان لإسرائيل في المنطقة. فهي ايضا فرصة المقاومة والمحور والامة والشعوب لتكسب النصر وتنتفي اسباب وظروف وفرص وجود اسرائيل.
الحقيقة التاريخية ان الزمن لا يرحم وحاجته لا تتساهل مع من يتجاهلها ولا الحاجات تنتظر وتتأجل لغاية عند احد.
فلسطين على عتبة التصفية لقضيتها او الانتصار وانهاء وجود اسرائيل ولا مكان لحروب الجولات وللانتظارية وللصبر الاستراتيجي فجميعها قد جربت واستنفذ زمنها وحققت غاياتها.
هل يخطا محور المقاومة وتفوت الفرصة؟
في المعطيات الجواب الارجح لن يخطئها وقد قال السيد حسن نصرالله بصوته واعلن؛ ان خطة نتنياهو بعد غزة الضفة وهدفه تصفية القضية الفلسطينية والتزم السيد وهو قائد المحور للحرب مهمتنا ان نفشل مخطط نتنياهو. اي ان السيد والمحور يعرفون المخطط ويدركون الجاري ويتعاملون معه من موقع الادارة الحكيمة والصلبة سعيا لانتزاع النصر.
انه زمن الحسم والحرب الوجودية والمصيرية ولن تنجلي الا بهزيمة لفريق وانتصار للأخر ومن يهزم سيغيب طويلا ومن ينتصر سيسود عصرا.
الزحف الى القدس غدا او ابدا لن يكون.
فهذه هي الحرب الجارية حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر وكل شروطها وظروفها موفورة ومن غير المنطقي ان يفوتها محور المقاومة…. والا تخبزوا بالفراح.