المصدر الأول لاخبار اليمن

المحويت.. إمرأة يمنية تنتصر على قوة السيل وتموت مع طفلها بهذه الطريقة

خاص/وكالة الصحافة اليمنية//

 

يُشكل الموت غرقًا بسيول الأمطار، قصصًا مأساوية يصعب دفنها بسهولة في قلوب المكلومين، يتضاعف الوجع مع تراكم سحبٍ سوداء منذرة بوابل من مطر قد تحمل قطراته فاجعة أخرى لأسرة لم تتوقع أن كرم السماء، قد يجري أدمعهم أيامًا حزنًا وحسرة.

ملحان مديرية في محافظة المحويت، من الله سبحانه وتعالى عليها بالمطر الغزير، فتفجرت السدود، لتتلاقى مع ما تجود به الجبال والوديان، فكانت العاقبة أن تُطمر الأجساد تحت الطين وركام المنازل، لتتحول المنطقة بين مطرة وضحاها إلى “نكبة” يفوح ترابها بالموت.

أم يمنية في المحويت تموت وطفلها في حضنها وسط السيول الجرارة

بين الأشلاء المدفونة، ثمة أم يمنية فاضت روحها، وهي تحتضن طفلها بقوة، لم يتمكن السيل الجارف من انتزاع فلذة كبدها منها، بل أن الكارثة التي انتزعت كل شيء، واقتلعت في طريقها الأشجار والأحجار، لم تقدر على تجريدها من حجابها، فظهرت في مشهدها الدنيوي الأخير محجبة شامخة، ذراعها تحيط بالطفل، ووجهها يلامس وجهه رغم محاولة حفن الطين أن تصنع فارقًا بين أنفاسها وطفلها.

أدركت الأم أن “الموت” يحيط بها قبل المدينة، فانتصر حنانها على “طبطبة” السيل وشدته، وصمد حضنها متفوقًا على سدود ملحان الهشة، فذهب الماء وبقي الجسد يشرح للأجيال الحاضرة والقادمة معنى قوله تعالى ” فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”.

من قلب الكارثة

 الأمين العام للمجلس المحلي لمحافظة المحويت، علي الزيكم، صرح مساء امس، إن “الأمطار والسيول التي تدفقت على مديرية ملحان بمحافظة المحويت خلال الساعات الماضية أدت إلى تدمير 28 منزلاً ووفاة 33 مواطناً تم العثور على جثثهم، إضافة إلى تصدع 200 منزل وجرف خمس سيارات”.

قد يعجبك ايضا