تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
تحاول الولايات المتحدة خداع الرأي العام الدولي، من خلال الترويج أن الاحتلال الإسرائيلي يمثل كيانا منفصلا مستقلا عن الولايات المتحدة.
بعد أيام من عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين أكتوبر العام الماضي، أبدت الإدارة الأمريكية تباكيا اتسم بعواطف مشبوبه حزنا على ما تعرض له الاحتلال الإسرائيلي، وصلت إلى درجة اعتبر فيها الرئيس الأمريكي بايدن أن “ما تعرضت له إسرائيل في عملية السابع من أكتوبر، يفوق ما تعرضت له الولايات المتحدة في هجمات 11 سبتمبر”. وهو تصريح كشف بحسب محللين سياسيين، مستوى استعداد الولايات المتحدة في حينه للانخراط المباشر في العمليات العسكرية الانتقامية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وبعد مضي 328 يوما من جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني سواء بالقصف أو التجويع والحصار وانتشار الأوبئة، ومقتل 40602 فلسطينيا إلى جانب إصابة 93855 معظمهم من النساء والأطفال، لا يبدو أن واشنطن ترغب في تغيير موقفها، والعودة إلى استيعاب ما يحدث بعقلانية بعيدا عن مواقف التعصب الداعمة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
حيث تحاول الولايات المتحدة استثمار أي فرصة لمساندة الاحتلال الإسرائيلي في جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك تحويل مفاوضات وقف إطلاق النار إلى وسيلة لكسب الوقت بغرض ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، وعدم السماح بفتح آفاق يمكن المراهنة عليها تجاه وقف جرائم الإبادة الصهيونية للشعب الفلسطيني في غزة، بل على العكس ذهبت الأمور إلى قيام الاحتلال الإسرائيلي بالتصعيد في الضفة الغربية.
بينما تعمل واشنطن على مناقضة نفسها من بث الدعايات عن مواقف إيجابية بخصوص مباحثات وقف إطلاق النار في غزة، وتعزيز التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، لحماية الاحتلال الإسرائيلي، من رد محتمل من قبل محور المقاومة، رغم أن وقف إطلاق النار في غزة، قد يؤدي بحسب مراقبين، إلى الحد من توجهات محور المقاومة للرد على جرائم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، واغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر. وبما يؤكد بحسب محللين أن الولايات المتحدة لا تحمل أي نوايا لوقف العدوان على غزة ومصرة على دعم ارتكاب المزيد من الجرائم الصهيونية بحق أبناء فلسطين.