المصدر الأول لاخبار اليمن

ساحة الضفة تقرر لمن يكون النصر ومن يسود الحلقة (5)

الحرب الوجودية حطت رحالها في الضفة وتستمر ما دام نتنياهو رئيس حكومة اسرائيل وهو باق ولا قوة ولا حول لاحد في اسرائيل من اقالته واستبداله ولا شيء يردعه الا القوة والفعل. وما الاضراب العام الذي دعت له الهستدروت الا جولة في الصراع بين اسرائيل الاشكنازية واسرائيل يهودا والسامرة وينتصر نتنياهو وفريقه وقد تصير اخر الاشتباكات بين العلمانيين الاشكيناز والمتدينين ويعاد هيكلة اسرائيل بإضعاف واقصاء الاشكيناز فيها والاطباق على مفاصلها. فبعد قاض القضاة الجيش والاجهزة الامنية ومن يراهن على تفكك اسرائيل او انفجار صراعات قبائلها ويتذرع بالانتضارية فهو مشتبه.

تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//

فرصة المحور وزمن الزحف لتحرير القدس والا …حيث لا ينفع الندم

تكتيكات الحرب لإبادة الضفة وذبحها نفسها التي اعتمدت في غزة والحبل على الجرار.
الحرب الجارية هي اخر الحروب وفلسطين لم تعد تقبل القسمة او التعايش بين اصحاب الحق والغزاة المستوطنين وهذا قرار فصل للظروف الموضوعية ونتيجة منطقية لجل التحولات التي شهدتها القضية الفلسطينية على الضفاف الاسرائيلية والفلسطينية والعربية والاقليمية والعالمية واي كلام اخر يبدو تمنيات واحلام يقظة.
فالوقائع ومسارات الحرب وتعنت نتنياهو وسيره في خطته من الادلة القاطعة.
كيف تستطيع الضفة الصمود وانتزاع النصر والتشكل منصة ومفتاح تحرير فلسطين؟ وما هي موجبات المحور؟
1-  الضفة تقاتل وانفجرت جنوبا وشمالا وفصائلها توحدت وشبابها يقاتلون ببسالة وتضحية وبظروف قاسية وجلهم استشهاديون. الا انه في حرب تضع فيها إسرائيل وامريكا وحلفها كل قوتها قد لا تكفي الروح الاستشهادية والحماسة. والمنطقي بل الملزم انهم بحاجة تامين بالسلاح والمستلزمات ورفع وتائر الاسناد والاشغال.
2-  الضفة في جغرافيتها وموقعها وطبيعتها وكونها قلب فلسطين وحاضنة القدس والاقصى هي فلسطين وقضيتها وبناتج حربها سيتقرر مصير الصراع والعرب والمسلمين وابعد ففي الضفة تجري حرب تحرير فلسطين والاقصى او هزيمة المقاومة ومحورها وتدمير خيارها وفكرتها.
3-  اداء جبهات الاسناد في نصرة غزة والاشغال واعتماد تكتيكات واستراتيجيات الاشتباك بوتيرة منخفضة والسعي لعدم الوصول الى عصف الجبهات ادت دورها ووظائفها والتقاصف والعمليات الامنية وحرب المسيرات والصواريخ حققت غايتها وقدمت اعلى ما يمكنها ولم تردع نتنياهو ولا الزمته التفاوض والهدنة ولا فرضت عليه ان تكون الحرب جولة يرصد فيها المحور نقاط كما كانت حرب الجولات. وبرغم انجازاتها العبقرية والاستراتيجية فلم تمنع نتنياهو من نقلة نوعية في الشروع بذبح الضفة وتاليا تحولت الجبهات من فعل نوعي الى فعل تقليدي وقد نجح نتنياهو باحتواء مفاعليها واكمل خطته ما يوجب على جبهات الاسناد رفع الوتيرة واستحداث تكتيكات واستخدام اسلحة واعتماد خطط تتناسب مع جديد نتنياهو ونقلته النوعية.
4-  جبهة اليمن انجزت تحولات فرط استراتيجية فرضت حصارا على إسرائيل واحرجت مصر والاردن والسعودية وطردت البحرية الامريكية من الاحمر وبحر العرب والهندي ومعها الاطلسي. واعلان المرحلة الرابعة والخامسة لم تغير من المسارات ولا ادت لارتهاب نتنياهو ووقف الحرب. ولا يجب ان يحمل اليمن اكثر من قدراته ولا يجب الحط من انجازاته فللجغرافية في الحروب دور اساس ومهما بلغت قدرات اليمن الصاروخية والمسيرات لن يستطيع بز امريكا وعالمها وهي التي تخوض وتقود الحرب. واذا نجح اليمن في رده بضربة كاسرة للبنى التحتية والمرافئ ومجمعات البتروكيماويات يكون قد حقق مكانة ودور اعجازي.
5-  جبهة المقاومة العراقية بدأت فاعلة وسلطت نيرانها على الوجود الامريكي في سورية والعراق ووصفها السيد حسن نصرالله بالجبهة الاساسية وقال؛ هزيمة امريكا وطردها من سورية والعراق يسهل تحرير فلسطين. وكان قد اشار بيده ان الجنود الأمريكيين جاؤوا واقفين عاموديا وسيعودون بالتوابيت افقيا ولأمر ما تراجعت فاعليتها الحديا وتحولت الى قصف بالمسيرات لساحل حيفا بحسب اعلاناتها حتى الاعلانات عن وحدة العمل مع اليمن وتنسيق الضربات توقف!!؟؟.. والامل ان يكون ذلك  بهدف التضليل الاستراتيجي والتحضير لقفزة نوعية كاسرة فالضفة تستحق. ونصرتها ك غزة واجبه واكثر اهمية.
6-  جبهة الجنوب والجولان تراوح مكانها بعد ان حققت نتائج باهرة وذات طبيعة استراتيجية ووفرت مسرح عمليات هجومي استراتيجي. ورد المقاومة على اغتيال شكر واستهداف الضاحية كان متقنا ونوعيا الا انه لم يردع  فالاستهدافات الاسرائيلية طاولت البقاع وبعلبك والزبداني وطريق الشام ولم يرتهب نتنياهو ولا دفعته لقبول الهدنة في غزة. وبرغم الانجازات العبقرية للمقاومة في الجليل والجولان الا انها باتت تقليدية لم ولن تغير في الاحوال ولن توقف مذبحة غزة ولا مذبحة الضفة ففي الحروب لكل فعل يتوجب ردا اعلى وما كان نوعي يصبح غدا تقليديا… فكيف وقد بدا نتنياهو نقلة نوعية في الضفة!؟
7-  الذي يردع نتنياهو ويدفعه لوقف الحرب عمل نوعي يهدده بانهيار الجيش او يضع المجتمع الاسرائيلي امام خطر وجودي ويتحقق ذلك بأنماط من العمليات كمثل؛
–        العودة الى العمليات الاستشهادية وتكثيفها والضرب في عصب البنية الاسرائيلية الاقتصادية والبشرية بكثافة وتصاعد.
–        السيطرة على مستوطنه او موقع للجيش في الضفة او الجولان او الجليل وابتزاز نتنياهو بوقف الحرب وتبيض السجون او زيادة منسوب السيطرة على المستوطنات والمواقع  وفرض الاشتباك من مسافة صفر الامر الذي لا تستطيع غزة فعله وعندما استطاعت انجزت الطوفان العجائبية. وقد سبق للقيادة العامة ان فعلتها في الخالصة ١٩٧٤ وفي بيت هلل ١٩٨٦ بعملية نوعية قادها خالد اكر.
–         تنسيق محكم ومتكامل ومتصاعد للرد الايراني العراقي اليمني وتحقيق ضربات كاسرة ترفع من معنويات الضفة وتسهم بتسريع انهيار سلطة ابو مازن وتشعر نتنياهو بالخطر الماحق.
تبقى ملاحظة هامة من الضروري التدقيق فيها؛ فان ذهبت الى طهران سيقودك المرشد الى ساحة فلسطين ويريك الساعة الرملية المعلقة على جداريتها والتي تؤشر الى ٢٠٢٥ كموعد لتحرير فلسطين كلها وسيخبرك انها علقت منذ انتصار الثورة الاسلامية.
وربما نجد فيها تفسيرا لإشكالية ان السيد حسن نصرالله قالها بلسانه الفصيح؛ اسرائيل وامريكا عندما تكونان جاهزتان لحرب اقليمية عاصفة لا يحتاجان الى ذريعة وبرغم قوله هذا تسمع الكثير من التحليلات والتحذيرات والتبريرات التي تقول وتحذر وتبرر؛ ان ليس على ايران والمحور ان تعطي نتنياهو فرصة توريط امريكا في الحرب الاقليمية العاصفة وليس على ايران والمحور الاستدراج الى حرب تؤدي لتدميرها وخسارة ما تحقق من مكاسب – تذكروا ان سورية دمرت وخسرت كل ما حققته وانظروا الى غزة وابراجها. وربما تؤشر الى ان العقل الايراني وطريقة الذبح بالقطنة التي اصبحت طريقة كل المحور كما قال السيد حسن نصرالله تبطن تخطيط واستراتيجيات تنسجم مع توقيت الساعة الرملية في ساحة فلسطين بطهران والله اعلم.
والشيء بالشيء يذكر فهي المرة الاولى التي يزف بها الشهداء على طريق القدس.
والمرة الاولى منذ ١٩٨٢ التي تشارك منظمات فلسطينية ولبنانية في اعمال جبهة الجنوب.
اليست ذات مغزى وعلى صلة رحم بمناورة العبور في كسارة العروش ٢٠٢٢ووعد الزحف الى القدس التي تأسس عليها حزب الله ومن اجلها السلاح والصواريخ الدقيقة والهدهد وعماد٤ والشهداء وضبط السياسات.
الضفة تذبح بعد غزة والاتي لبنان والاخرون على الدور.
الضفة مسرح ومنصة لتحرير فلسطين ودورها مفتاحي ولا شيء يمنع ان تكون اتوسترادات التحرير الناجز بل يجب ان تصير والا على الدنيا السلام.
انتهى.

 

كاتب ومفكر ومحلل سياسي لبناني.

 

ساحة الضفة تقرر لمن يكون النصر ومن يسود.. الحلقة (4)

 

قد يعجبك ايضا