المصدر الأول لاخبار اليمن

الأنظمة العربية تجاهلت فلسطين وتستجدي “ترامب” إنقاذها من السقوط

وكالة الصحافة اليمنية//تقرير// خاص//

أنظمة الحكم في الساحة العربية وبعض الدول الاسلامية، تحركت (كلاميا) محذرة من تنفيذ القرار الامريكي بشأن المس بالقدس ومكانتها، مناشدات هذه الأنظمة للرئيس الامريكي، بعدم الاقدام على خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة واشنطن اليها، هو استغاثة بالرئيس الأمريكي ، حتى لا تسقط هذه الزعمات العميلة أمام ردود الفعل الشعبية، التي ستهب دفاعا عن المدينة المقدسة التي هي جزء من العقيدة الاسلامية.

فهذه الأنظمة تجاهلت عمدا القضية الفلسطينية وشطبتها عن جدول أولوياتها، وهذا منح واشنطن حافزا للحديث عن قرار المس بالقدس، التي هي جوهر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فالتحرك العربي، واتصالات الانظمة، ومواقف الجامعة الناطقة باللغة العربية، لا يعني حرصا على القدس والقضية الفلسطينية، بقدر ما هو استجداء خشية السقوط والانهيار، فالجموع الهادرة في أول رد فعل لها على قرار ترامب في حال أقدم على تنفيذه، سيكون الزحف باتجاه بوابات القصور العالية التي تمارس منها القيادات العربية، خياناتها وتواطؤها، والذي بات مكشوفا في السنوات الأخيرة، كما هو واضح في تحركات النظام السعودي الذي طرح مقترحات لم تحلم بها اسرائيل يوماً وتبنى المشروع الصهيوامريكي المسمى “صفقة القرن” والذي ترجمته باقتراح أن تكون ضاحية أبوديس عاصمة لدولة فلسطين بدلا عن القدس وهو ما أشارت إليه صحيفة نيويورك تايمز في تقرير نشرته في عددها الصادر الأحد الفائت قالت فيه إن المملكة العربية السعودية ومن خلال ولي العهد بن سلمان عرضت على الرئيس محمود عباس مبادرة سلام جديدة تتضمن اختيار ضاحية أبو ديس المجاورة لمدينة القدس المحتلة لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة بدلا من شرق القدس.

وأوردت الصحيفة في تقريرها أن مسؤولا حكوميا لبنانيا، تلقى مكالمة من الرئيس محمود عباس بعد مغادرته الرياض أبلغه فيها بأنه فوجئ بالاقتراح السعودي أن “أبو ديس إحدى ضواحي القدس الشرقية يمكن أن تكون عاصمة للفلسطينيين..

وأشارت في التقرير إلى أن المسؤول اللبناني علق على ما دار في المكالمة قائلا: “لا يمكن لأي عربي قبول هذا النوع من الألاعيب، ولا يمكن لأحد أن يقترح ذلك على فلسطيني”.

وفي الوقت الذي أبلغ فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز في اتصالات هاتفية نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

إلا أن الجامعة العربية المرتهنة خليجيا، لم تحرك ساكنا وتثبت من خلال مواقفها أنها لم تعد تمثل الشعوب العربية، وخاصة بعد استصدار قرارات شن الحروب الارهابية على ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وهي حروب تستهدف في النهاية تصفية القضية الفلسطينية وتضييع القدس وتهويد مقدساتها..

اليوم وقبل ساعات من خطاب ترامب الكارثي تحاول الأنظمة العربية إيهام الشعوب العربية برفضها قرار ترامب ووقوفها إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني ومساندة قضيته، لكن حراكها المفتعل لا يكشف عن مواقف حقيقية، بقدر ما يؤكد أنه حراك خوف يحيط بالأنظمة والقيادات المتخاذلة المتواطئة، التي تخشى من السقوط من قبل شعوبها بسبب تخاذلها الذي وصل حد التآمرين فلسطين وقضيتها، والذي يتجلى بالتنازل عن القدس جوهر الصراع المستمر منذ أكثر من مائة عام، وتخشى ردة الفعل الشعبية ونقمتها عليها، ولذلك فان هذه الأنظمة تتوسل لدى ترامب ومستشاريه بـ (تأجيل) القرارات العدائية المتعلقة بمدينة القدس، تحت شعار (الخوف من انهيار عملية السلام)!

وفي ذات السياق لم يستبعد مراقبون أن يقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، على إصدار قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، وهي الخطوة التي تراجع عنها العديد من رؤساء الولايات المتحدة على مدى أربعة عقود. وأكدوا أن صانعي القرار الأمريكيين يخشون من ردود أفعال الشعوب العربية، لكنهم يعولون على انشغالها بأزماتها الداخلية.

قد يعجبك ايضا