تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //
في واقعة نادرة،اضطر رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، لمكاشفة المجتمع الصهيوني بحجم الوجع الذي أحدثته ضربات اليمن على الاحتلال الإسرائيلي.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي، مساء اليوم الأربعاء، أنه سيبقى قوات الاحتلال في محور فيلادلفيا “من اجل حماية ميناء إيلات”.
ويبدو أن نتنياهو لم يجد من مبررات لدغدغة مجتمع المستوطنين الصهاينة أكثر من مبرر “حماية ميناء إيلات” والذي أصبح مستوطنة للأشباح بفعل ضربات اليمن المتواصلة منذ فبراير الماضي على الميناء الإسرائيلي، الواقع على شمال البحر الأحمر.
ويمثل ميناء “إيلات” أم الرشراش، 40% من اجمالي حاجة الاحتلال الإسرائيلي للبضائع المستوردة، بحسب بيانات حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
استخدام الحقيقة بشكل مغرض
ورغم إصرار نتنياهو على اختلاق الاكاذيب للتهرب من أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، إلا أن نتنياهو، حاول استخدام حقيقة شلل ميناء إيلات، وتجاهل في الوقت نفسه الأسباب التي أدت إلى توقف الميناء، والتي كانت إحدى نتائج العدوان الصهيوني على غزة. معتقدا أن ذلك سيؤدي إلى حصوله على تأييد المستوطنين، الساخطين على رفض نتنياهو إتمام صفقة تبادل الأسرى، وإيقاف حالة المعاناة التي يعاني منها المستوطنون نتيجة ندرة السلع الضرورية والاستهلاكية وارتفاع الأسعار الناجم عن توقف وصول البضائع إلى ميناء ” إيلات”.
ومع أن مفاتيح وقف العدوان على غزة، وبالتالي وقف معاناة مجتمعات المستوطنين بيد نتنياهو، إلا أنه يفضل مواصلة استثمار معاناة المستوطنين، من خلال قلب الحقائق وتقديم العربة على الحصان، باختلاق معادلات وهمية، على غرار ” البقاء في محور فيلادلفيا لحماية ميناء إيلات” مع أن العكس هو الصحيح، الخروج من محور فيلادلفيا سيؤدي إلى عودة السفن إلى ميناء إيلات، باعتباره أحد شروط المقاومة الفلسطينية لوقف اطلاق النار، مع أن اليمن أعلنت في مناسبة متعددة، أن وقف عملياتها بمنع وصول السفن إلى موانئ فلسطين المحتلة، ووقف عمليات القصف على الأهداف الإسرائيلية، رهين بقرار يصدر عن المقاومة الفلسطينية.
من غزة إلى اليمن
نتنياهو قال أيضا إن: تواجد قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور فيلادلفيا يأتي أيضا بهدف “منع مقاتلي المقاومة الفلسطينية من الخروج عبر معابر رفح والذهاب إلى اليمن وإيران للحصول على السلاح وادخاله عبر محور فيلادلفيا”، وهو مجرد إدعاء أخر، بغرض تسويق الأكاذيب، حيث يعرف الجميع أن المقاومة الفلسطينية، لاتعتمد في توفير السلاح على الأساليب المعروفة، ومن السذاجة الاعتقاد بأن المقاومة قد تذهب إلى المعابر الخاضعة للرقابة الإسرائيلية المشددة من أجل ادخال السلاح، فرغم وجود قوات الاحتلال في محور فيلادلفيا ومعبر رفح منذ مطلع مايو الماضي، أي منذ قرابة ستة أشهر، إلا أن المقاومة الفلسطينية، تواصل عملياتها بوتيرة عالية دون تتمكن قوات الاحتلال من الادعاء انها تمكنت من احباط محاولة تهريب سلاح إلى غزة عبر محور فيلادلفيا. وبما يؤكد أن المقاومة الفلسطينية تمتلك من الأساليب الثورية التكتيكية ما يفوق توقعات العدو.