كيف اجتمعت اسباب نصر و تحرير فلسطين من مكان واحد.. الضفة معركة الحسم
الضفة تقاتل وعينها على النصر
في المقال التالي يستعرض الكاتب والمحلل السياسي د/ ميخائيل عوض جملة الظروف الموضوعية التي اصبحت متاحة لتحويل الضفة الغربية إلى ساحة معركة حسم مع الاحتلال الإسرائيلي على ضوء ما تمتلكه الضفة من مقومات ذاتية إضافة إلى المتغيرات التي أحدثتها معركة طوفان الاقصى بتعزيز اسباب التفوق على الإسرائيليين انطلاقا من الضفة الغربية، واهمية استغلال الفرص المتوافرة في خوض معركة الوجود مع الاحتلال
تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
الضفة جبهة حرب ومسرح الفصل والحسم.
والحرب مرتبة اعلى ومتقدمة على الانتفاضة فمن يتنظرون انتفاضة الضفة تقدمت.
نتنياهو وحكومته قررت ولن تعود عن قرارها هذه حرب تصفية القضية الفلسطينية واذا هزمت فيها فلا مكان لها في المنطقة.
الضفة هي قلب فلسطين ورئتها وهي بيت قصيد المتطرفين ودولتهم المنشودة.
الضفة مع فلسطين الـ ٤٨ قادرة على احتواء الحملة الاسرائيلية وقادرة على استنزاف اسرائيل بل قادرة على هزيمتها في قلب فلسطين. وهزيمة اسرائيل في الضفة هي حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر فالجليل والجولان اصبحتا بحكم الخارجة عن سيطرة اسرائيل بحسب خبرائها ولبيد رئيس المعارضة وتصريحات المستوطنين. وكما هو الواقع المعاش فقد حققت جبهة الاسناد تهجير المستوطنين من الجليل والجولان فاختل التوازن الديمغرافي لصالح الفلسطينيين. ودمرت المقاومة مقرات القيادة والسيطرة وبدائلها واعمت واصمت اسرائيل وتاليا اصبح الجليل والجولان مسرح تحت السيطرة الامنية والعملياتية للمقاومة. وغزة مازالت تقاتل وتستنزف وتنهك الجيش الاسرائيلي وتفرغ مستوطنات غلافها.
العملية العسكرية في الضفة هي بوضح قاطع حرب وليست عملية امنية محدودة او جزئية فقد اعدت اسرائيل كل عدة الحرب واعلنتها وبدأتها على جولات.
للضفة كل عناصر النصر الموضوعية:
– عدالة القضية والمظلومية والكفاحية العالية والتهديد الوجودي بغياب اي افق لحلول سوى القتال والصمود وغزة الاسطورة اصبحت حجه على اهل الضفة وال٤٨.
– خيار المقاومة والالتفاف الشعبي حوله اصبح الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني وخيارات التسوية والتفاوض وحل الدولتين والحلول التصفوية واصحابها ينحسرون بتسارع.
– وحدة الفصائل في الميدان وتفويض كتائب القسام بقيادة الحرب العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاعلامية تطور هام جدا وعنصر قوة جديد مكتسب.
– التوازن الديمغرافي بين الفلسطينيين والغزاة في الضفة وال٤٨ يميل لصالح اصحاب الارض والحق. وبينما إسرائيل وجيشها ومجتمعها بات منهكا وبنيتها متصارعة بعد ١١ شهر من الحرب والعجز عن تحقيق مكاسب تعطي الضفة عناصر الافضلية وشعبها وقواها تتحد حول خيار المقاومة.
– اما سلطة ابو مازن فباتت محاصرة ومرذوله وعاجزة والتمرد عليها جار في حركة فتح والتسرب من الاجهزة والقيام بعمليات بطولية.
– الجغرافية والطبوغرافيا تعمل لصالح الضفة ومقاومتها والمنطقي ان السلاح المناسب للاشتباك من مسافة صفر قد وصلها او في الطريق وخبرة تصنيع المتفجرات والانفاق والصواريخ وقذائف الياسين واخواتها توطنت او في الطريق. كما تقانة ومعدات تصنيع الانفاق ومن غير المستبعد انها باتت او في الطريق لتتصل بغزة وجبهات الاسناد بأنفاق فمن صنع ٥٠٠ كيلو متر من الانفاق في غزة قادر ان يصل غزة بالضفة و الجولان بالضفة وشهادة نفق الرضوان ٤ يعزز هذا ومن غير المستبعد ان المقاومة التي فاجأت العالم بطوفان الاقصى وبقدرتها على ادارة حرب غزة قد امنت الضفة او تسعى.
– الضفة المشتبكة بهذه العزيمة وفصائلها التي اتقنت القتال والكمائن والمتفجرات لاشك عارفة وقادرة على تامين مناطق تحت سيطرتها التامة بما في ذلك تصفية العملاء والمؤيدين لإسرائيل وأذنابها وبامتلاك مناطق شبه محررة ستؤمن للمقاومة منصات لتامين الحاجات.
– جبهات الاسناد والإشغال تعمل بكفاءة ولابد ان تزيد وتنوع من عملياتها واسلحتها وفي صلب مهمتها تامين الضفة ونصرتها فقد التزم السيد حسن نصرالله افشال خطة نتنياهو بتصفية القضية الفلسطينية بإخضاع وتدمير وتهجير الضفة بعد غزة واعلان القائد الحوثي عن مفاجآت في الحرب البرية وما اعده اليمن والجبهات لافته وتحمل وعدا يعزز قدرات الضفة على الصمود وانتزاع النصر.
– التطورات والتحولات الجارية في الاقليم والعالم وعودة الطلاب والشباب الى نصرة غزة في امريكا وأوروبا فواعل مهمة في تعزيز الصمود والايمان بالنصر.
– زمن الانتخابات الامريكية يتسارع واحتمالات تفاقم الازمات وارتباك الادارة الامريكية وتصاعد نذر الانهيارات الاقتصادية معطيات واحتمالات تعزز فرص الضفة.
– والاهم ان الضفة وفلسطين بعمومها وبساحاتها الاربع غزة والضفة وال٤٨ والشتات قد حلت مشكلة القيادة الراديكالية والمناضلة الاصيلة الموثوق بها وغير المساومة فتولية ومبايعة القائد الفذ السنوار سد الثغرة القاتلة التي طالما عانت منها الحركة الوطنية التحررية الفلسطينية والشواهد قاطعة تجسد بعضها في ارتقاء التنسيق بين الفصائل الى الوحدة القتالية والادارة العبقرية للتفاوض والقتال في غزة وفي الضفة وقد قطع الحية امس بان غزة والمقاومة بألف خير وفي موقع التحكم والادارة والتمكن من الحرب برفضه التنازلات عن المطالب واعادة التشديد عليها حسما لما قيل عن تعب او انهاك او استعداد للتنازلات في غزة.
– صمود الضفة وتحولها الى مسرح الحرب الحاسمة من شانه ان يغير في الحال العربية الشعبية وذلك قد يفاجئ وينعكس بتحولات في المواقف والاداء على المستوى الشعبي والرسمي ولاسيما في الاردن ومصر واي تحول يسرع في نصر الضفة وتغير الاتجاهات.
الضفة وفلسطين ال٤٨ وغزة مازالت تقاتل بثبات وكفاءة وابداع توفر فرصة للنصر والتحرير ولها ظروف موضوعية تفيض بمئة مرة عما تحقق للمقاومة في لبنان وقد انجزت تحريرا ونصرا اعجازيا وافضل بألف مرة مما تحقق لغزة ٢٠٠٥ وتحررت تحت النار وبلا تفاوض.
انها حرب الوجود والمصير ولن تنتهي قبل ان ينتزع النصر فلا امل او افق او ببيئة او احتمال لتحولات تمكن إسرائيل من حسمها لصالحها. وهكذا في الضفة ستتحقق نبوة غالانت فلن يكون لإسرائيل مكان في المنطقة وفلسطين كحق قومي لا يقبل القسمة. ففلسطين لنا او لنا ولا خيار ان تكون لهم بعد كل ما جرى من تحولات وانجازات ومراكمة الانتصارات.
مساندة الضفة ونصرتها اليوم اوجب المهام وخطوة نوعية على طريق القدس والزحف اليها والعبور الى النصر.