المصدر الأول لاخبار اليمن

‏واشنطن تزيح الستار عن تحضيراتها لمعركة قادمة في اليمن.. فشل في البحر أم أزمة قيادة..!!

تحليل/وكالة الصحافة اليمنية//

أزاحت الولايات المتحدة الأمريكية الستار عن تحضيراتها لمعركة قادمة في اليمن في محاولة لإثناء قوات صنعاء عن موقفها تجاه الأشقاء في غزة.

جاء ذلك على لسان المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ الذي ظهر، الأثنين الماضي، في مقابلة تلفزيونية مع قناة العربية الحدث متخبطا بين الترغيب والترهيب والوعيد، تكشف عن أزمة قيادة داخل البيت الأبيض.

حيث قال إن هجمات (الحوثيين) في البحر الأحمر لن تؤدي إلى اعتراف دولي بهم، في محاولة لتقديم إغراءات لحكومة صنعاء، ولكنه تجاهل موقف صنعاء الثابت والمحوري تجاه القضية الفلسطينية كعقيدة دينية وليست سياسية كحال الأنظمة العربية والإسلامية الأخرى.

المبعوث الأمريكي في اللقاء التلفزيوني فشل في لعبته السياسية الذي حاول أن يمررها عبر قناة العربية، فبعد الترغيب، لجأ إلى لغة التهديد غير المباشر، مشيرا إلى دعم الولايات المتحدة لمجلس التحالف الرئاسي، في إشارة إلى تصعيد الحرب في الداخل اليمني من قبل الأطراف المتحالفة مع واشنطن، والتي بدأت تلك الأطراف والفصائل على ما يبدو بفتح بوابة مباشرة مع الولايات المتحدة، متجاهلة السعودية التي تقود تحالف الحرب على اليمن منذ العام 2015 وحتى اليوم.

ثم ينتقل تيم ليندركينغ في حديثه إلى تحميل الحوثيين مسؤولية تعثر المفاوضات، مشيرا إلى أن استمرارهم في العمليات العسكرية في البحر الأحمر هو العقبة الرئيسية أمام أي تقدم وان التصعيد البحري من قبل الحوثيين يعطل مسار السلام ويمنع أي مفاوضات بناءة من الوصول إلى نتائج ملموسة ثم يقول اليمن بحاجه لدعم اقتصادي اليمن يجب ان يستقر وهذا تبرير يعكس رغبة الولايات المتحدة في تقديم الملف الاقتصادي كوسيلة ضغط على صنعاء، للإشارة إلى أن توقف الهجمات البحرية قد يفتح الباب أمام تحسين الوضع الاقتصادي. ولكنه أيضا يظهر رغبة أمريكية في ربط التهدئة العسكرية بتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، محاولا وضع هذه المعادلة أمام صنعاء: إما التوقف عن التصعيد البحري أو تحمل مسؤولية العواقب الاقتصادية المترتبة.

ولكن اللافت أن هذا المنطق يتجاهل الحقيقة الأوسع بأن ما يحدث في البحر الأحمر يتعلق بوقف الحرب في غزة .

يحاول تيم ليندركينغ في تصريحاته أيضا استخدام أسلوب الترهيب تجاه صنعاء، حيث يشير إلى أن ما تحقق من وقف الغارات السعودية يعتبر إنجازا كبيرا لا يجب التضحية به، وفي هذا الإطار، يحذر من أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر قد تؤدي إلى تصعيد جديد في الحرب، وكأنه يقول للحوثيين إنهم بمواصلة عملياتهم البحرية يهددون بإعادة إشعال فتيل الصراع الذي تمكنت الأطراف المعنية من تهدئته إلى حد ما.

هذا التحذير يحمل في طياته تلميح واضح إلى إمكانية عودة التصعيد العسكري إذا لم تتوقف العمليات البحرية.

يأتي هذا التلويح بالتصعيد ضمن استراتيجية أمريكية تهدف إلى الضغط على صنعاء لوقف هجماتهم في البحر الأحمر، مستخدما ما تحقق من تخفيف التوتر الجوي كورقة مساومة.

هذه التصريحات تفتح الباب أمام عدد من التساؤلات حول السياسة الأمريكية تجاه اليمن. فمن الواضح أن واشنطن تجد نفسها في موقف معقد في المعركة البحرية الجارية.

رغم تأكيد ليندركينغ على أن الولايات المتحدة لم تخسر هذه المعركة، إلا أن حديثه عن تأثر عدة دول مثل الصين، روسيا، الأردن، مصر، جيبوتي، إثيوبيا، والإمارات بما يجري في البحر الأحمر يظهر ضعفا ضمنيا.

فالرسالة التي أراد إيصالها هي أن أمريكا تعمل مع هذه الدول لإيجاد حلول لتهدئة الأوضاع، ولكن ما بين السطور يبدو أن الولايات المتحدة تعترف بأن قدراتها وحدها غير كافية لردع قوات صنعاء في البحر الأحمر.
ما يثير الدهشة في تصريحات ليندركينغ هو العودة إلى سردية أن إيران هي من تدعم الحوثيين، رغم أن مسؤولين أمريكيين قد أقروا في مرات سابقة أن ايران لا تستطيع التأثير على الحوثيين ثم يتناقض بقوله ان ايران لم تستطع ان تقنع الحوثيين وقد سعت لذلك واضاف لقد عملنا بكل السبل ووضعنا عنده مقترحات بالتواصل مع اطراف مختلفة لوقف هجمات الحوثيين وهو يقصد الوسطاء مثل سلطنة عمان والصين.

يبدو أن هذا التناقض يهدف إلى إيجاد مبررات لتصعيد عسكري اقتصادي، مع محاولة إقناع الرأي العام بأن الصين وروسيا بإمكانهما التأثير على الحوثيين أكثر من إيران.

وبين كل ذلك، تظهر الولايات المتحدة الأمريكية متخبطة في البحر بلا بوصلة واضحة بعد أن تورطت في عدوانها على اليمن، لتجد نفسها في موقف صعب لا تحسد عليه، حيث تلاشت قوتها وضعفت استراتيجياتها كطائر فقد ريشه ويتخبط في مستنقع وحل، بينما تزداد تعقيدات المعركة البحرية التي يبدع فيها اليمنيون بلا استثناء.

قد يعجبك ايضا