الخليج..وكالة الصحافة اليمنية..
قالت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها إن حملات اعتقال الناشطات السعوديات لا تخدم فرص التحديث في السعودية، مشيرة إلى بيانات الحكومة التي تحاول إخفاء الواقع، وتتحدث عن إنجازات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتشير الافتتاحية، إلى بيان أصدرته المملكة في 27 حزيران/ يونيو، قالت فيه إن ولي العهد يريد التقدم أكثر في رؤيته 2030، التي سيكون فيها “تعزيز دور المرأة العنصر الرئيسي”.
وتعلق الصحيفة قائلة إن “فحوى البيان تشي بأن لا نية للحكومة السماح للنساء بالتعبير بحرية عن صوتهن، أو ببساطة فإن ذلك ليس من الخطة، وبدلا من ذلك يقوم ولي العهد برميهن في السجون”.
وتلفت الافتتاحية إلى الحملة الأخيرة من الاعتقالات، التي شملت الناشطة في مجال حقوق الإنسان سمر البدوي ونسيمة السادة، اللتين اعتقلتا بسبب آرائهما الصريحة والناقدة، مشيرة إلى أن البدوي حصلت عام 2012 على الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة، التي تقدمها وزارة الخارجية، ووصفت بـ”الصوت القوي” المدافع عن حرية المرأة ضد نظام الولاية، الذي لا يسمح للمرأة بالزواج أو العمل والسفر دون موافقة ولي أمرها.
وتورد الصحيفة أن الخارجية ذكرت في مبررات منحها البدوي الجائزة، أنها في سابقة غير معروفة في السعودية، فإن البدوي كانت أول امرأة تشتكي على والدها أمام المحاكم، واتهمته بانتهاك قانون الولاية، ومنعها من الزواج من الرجل الذي اختارته شريكا لها في الحياة.
وتنوه الافتتاحية إلى أن البدوي كانت أول امرأة تقدم دعوى قضائية ضد الحكومة، تطالبها بالسماح للمرأة بالمشاركة في الانتخابات، مشيرة إلى أنها خاضت حملة على الإنترنت دعت فيها بقية النساء للتقدم بدعاوى قضائية مشابهة.
وتعلق الصحيفة قائلة إن جهود ناشطات، مثل البدوي، كانت وراء المرسوم الملكي الذي سمح للمرأة بالترشح في انتخابات البلديات، لافتة إلى أن شقيق البدوي، رائف، المدون الذي أنشأ موقعا أسماه “السعوديون الليبراليون الأحرار”، يقبع في السجن، بعد أن تحدى المؤسسة الدينية، ودعا لمنح المرأة حقوقها، وإقامة مجتمع أكثر تسامحا.
وتذكر الافتتاحية أن رائف اعتقل في أيار/ مايو 2014، وصدر حكم بسجنه مدة 10 أعوام، وألف جلدة، ومنعه من السفر لمدة 10 أعوام، ومنعه من المشاركة في الإعلام بعد الإفراج عنه، لافتة إلى أن البدوي جلد علنا في ساحة مسجد في جدة في كانون الثاني/ يناير.
وتقول الصحيفة إن “العقاب البربري هذا لم يستأنف عليه منذ تلك الفترة، ولا يزال في السجن رغم الشجب العالمي للطريقة القاسية التي تعامل فيها السعودية مدونا”.
وتعود الافتتاحية إلى آخر بيان للحكومة، الذي اعتبر السماح للمرأة بقيادة السيارة “واحدا من الأمثلة” عن “الأجندة التقدمية” لرؤية 2030، التي يقف خلفها ولي العهد، متسائلة: “هل من التقدم سجن الرموز التي دعت لحق المرأة في قيادة السيارة؟”.
وتشير الصحيفة إلى أن ولي العهد اعتقل في أيار/ مايو سبعة أشخاص، خمس نسوة ورجلين ممن دعوا إلى حق المرأة بقيادة السيارة، لافتة إلى أنه علاوة على هذا كله، فإن الأشهر الأخيرة شهدت موجة تلو الأخرى من الاعتقالات للكتاب والمثقفين، الذين تحدثوا علنا أو أظهروا نوعا من عدم الرضا عن سياسات العائلة الحاكمة.
وتقيد الافتتاحية بأن منظمة “هيومان رايتس ووتش” أصدرت تقريرا عن ارتفاع حاد في عدد الأشخاص المعتقلين، ولأكثر من ستة أشهر، دون تحويلهم إلى المحاكم.
وتختم “واشنطن بوست” افتتاحيتها بالقول: “يبدو أن ولي العهد يقامر على نجاحه بصفته مصلحا اقتصاديا ويفطم بلاده عن النفط، وفي الوقت ذاته يحافظ على الطرق القمعية عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان، وهذه رؤية مضللة؛ لأن التحديث يعني في النهاية حرية التفكير إضافة إلى حرية قيادة السيارة”.