المصدر الأول لاخبار اليمن

ايران مطالبة وليست ملزمه.. اما مصلحتها فتلزمها والا دورها قادم

تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//

 

 

التشكيك بإيران ودورها وموقفها من الحرب التدميرية الجارية على جبهة غزة واليمن والعراق وسورية ولبنان ومطالبتها بالاشتباك والا اتهامها بتوريط حلفائها وتركهم لمصيرهم بينما هي تفاوض وتماطل وتبحث عن تحقيق مكاسب وظلمها في اعلى تجلياته والاتهامات من كل فج وعميق.

والسؤال الدارج على الالسن بما في ذلك عند قاعدة المقاومة؛ الى متى وماذا تنتظرون الم ينفذ الصبر الاستراتيجي؟ ومتى ينفذ؟.

ذريعة التملص من خطر استدراج نتنياهو لحرب اقليمية تدمر ايران وتستدرج مشاركة امريكية اسقطها الشهيد السعيد السيد حسن نصرالله وبددها بصدقيته ومعرفته عندما قال؛ عندما تكون امريكا جاهزة للحرب لا تحتاج الى ذرائع. وبالأصل هي حجة ساقطة بقول الامام علي وايران دولة الإمامة والولاية؛ اذا هبت شيئا فقع فيه.

ويشغل بال بيئة المحور لاسيما الفصائل التي تقاتل وتدمر بنيتها التحتية سؤال؛ اين الصواريخ الدقيقة والمدمرة فقد امن الناس بالشهيد السعيد وايقنوا من صدق وعوده وكان قال؛ المدني بالمدني والكهرباء بالكهرباء والمبنى بالمبنى وقد دمرت الضاحية والمدن والبلدات ومازالت الصواريخ تكتيكية وتضرب مواقع عسكرية ولم يكشف عن الدقيقة والفرط صوتية والبر بحر ويفتقد الناس لإطلالة الشهيد السعيد البهية؛ انظروا اليها تحترق؟؟

الانفلات من الخطوط الحمر

 

ونكته هذه الحرب الموصوفة والتي تخاض على انها مصيرية ووجودية مقولات الرد وانتظار الرد للرد..؟؟؟ وفي الحرب اي حرب تنفلت الامور ويتحرر كل طرف من اية قواعد او خطوط حمر ويستمر السؤال؛ عندما دمر نتنياهو القنصلية في دمشق كان مبادرا ولم يمارس الرد. وعندما اغتال الخبراء النوويين وخبراء الصواريخ لم يفعلها ردا وعندما اغتال هنية في بيت المرشد كان مبادرا ولم تكن ضرباته رد. ويستحضر قول الامام علي؛ ما غزي قوم في ديارهم الا ذلوا.
ابسط مبادى الحرب لكسبها؛ الهجوم افضل وسائل الدفاع فأي رد تنتظرون لتردوا بأقسى!؟

ومن الاسئلة المحبطة والتشكيكية؛ اين وبيد من مفاتيح وازرار الصواريخ الدقيقة التي يدمر لبنان من اجلها!. اهي بيد الايراني ام حزب الله؟ واذا لم تنهمر على الاهداف في اسرائيل الان فمتى وما الفائدة منها اذا سحقت الضاحية وسوت المدن والبلدات بالأرض؟

الايمان برجال الميدان راسخ لا يهتز وهم ابطال الزمن الجاري وادائهم في المسافة صفر مبهر وهذه تطمئن وواعدة فالحرب والنصر فيها يصنعها الميدان والمسافة صفر والمشاة وليس طائرات الف٣٥ وقذائفها الصناعة الامريكية التدميرية.

اسئلة كثيرة وحيرة ونفخ وحملات تهويل وتشكيك وادانة من اعداء ايران والمحور وهذه فرع من فروع الحرب.

ايران مطالبة من موقع الثقة

في الحرب ومعطياتها ومنطق الاحداث ومجرياتها نقول بجرأة وكنا كتبنا ونشرنا ابحاث بهذا الصدد وثقناها واكدنا ان ايران قدمت وليست ملزمة.  فايران مطالبة من موقع الثقة فيها وبقيادتها وبفعل التزاماتها التي طالما كررها قادتها واطلقوا الوعود بتحرير الاقصى وبتسوية اسرائيل بالأرض اذا مست الامن القومي الايراني وقد مست كرامة وشرف ايران كما قال الشهيد السعيد.

نقول بواقعية شديدة؛ ايران وان كانت مطالبة الا انها غير ملزمة وقد ادت قسطها للعلى منذ الثورة الاسلامية فقدمت واسهمت ومولت وسلحت وحوصرت وجاعت واعتدي عليها واشتبكت في البحار والمضايق وبحرب السفن والحرب السرية والسيبرانية وقدمت خيرة ضباطها ومستشاريها ولم تبخل وما زالت تعلن الالتزام بالدعم والاسناد.

وفي هذه الحرب حدد الشهيد السعيد السيد حسن نصرالله وظيفتها وسورية بدول الاسناد والدعم ولم يطالبهما بالاشتباك والانخراط.
ايران التزمت وعدها وقيمها بالإسناد والدعم وسددت اثمان هائلة ولو قبلت يوما التخلي لكانت فوضت بإدارة الاقليم برمته على ما كان ايام الشاه ولم تستنزف من دول واسر المنطقة والمفترض انها عربية واسلامية وسنية وقضية فلسطين والاقصى اولا عربية وسنية.

اصحاب القضية والمصلحة  اما لاهون او شياطين ساكتون او شركاء متآمرون ولم تلتهب الفضائيات والشبكات بإدانتهم ولا مطالباتهم بينما جام الغضب يصب على ايران برغم كل ما قدمت وتقدم وفعلت وتفعل.

اذن؛ والحق يقال ايران لم تقصر وقدمت اكثر مما يتوجب عليها ودفعت اثمان باهظة وان كانت مطالبة فليست ملزمة وليس من منطق او حق مطالبتها بان تخوض حروب الاخرين وبتوقيتهم او بتوقيت العدو وعلى خططه ومشاريعه فايران دولة كبيرة وامه عريقة راسخة تعرف ماذا تريد ومتى وكيف تحقق غايتها وهذا حقا مطلقا لها.

 

 

من يمتلك قرار استخدام الصواريخ الدقيقة

اما مفاتيح وازرار الصواريخ الدقيقة وقرار الزحف والعبور بيد وبأمرة من؟  فالحق يقال هذه من حق الذين يقاتلون ويقدمون قادتهم ويضحون بعمرانهم وعائلاتهم ويخوضون الحرب بثبات وكفاءة وصبر وبرؤية استراتيجية واداء تكتيكي رائع ومتقن.
ولهم كامل الحق بالى يفصحون عن صواريخهم ومفاتيحها وعن خططهم وتشكيلاتهم وعن زمن عبورهم وزحفهم فهم اسياد الحرب ورجال الميدان وحقهم بالا يعيروا الكلام والهوبرات اي اهتمام او اعتبار وقد حسم الامر الشهيد السعيد بقوله؛ الايام والليالي وما ترون لا ما تسمعون.

والقول حق؛ وما شأن المتفرجين على الحرب والمنظرين على الشاشات والمنصات والمراهنين على هزيمة المقاومة والمروجين للتهويل والتشكيك بمن يملك قرار ومفاتيح الصواريخ والقوة.

فالصواريخ والقوة بمأمن وبيد امينه تقودها وتقرر ساعة استخدامها عقول مجربة واستراتيجية وخاضت الحروب وانهتها في صالحها منذ ٤٥ عاما ولم تهزم بواحدة.

الحرب تحسب بالنتائج لا في المعارك التكتيكة والتدمير وعدد الشهداء والابنية

ما يهم؛ ان الحرب جارية وهي حرب وجودية وتحسب بنتائجها لا بكلفتها ومدتها وشدتها ومازالت يد المقاومين هي العليا والدليل انهم لم يضطروا بعد او لم يحن زمن استخدام الصواريخ الدقيقة وزمن العبور الموعود وفي ميزان القوى الكلي للحرب حقيقة ان امريكا وإسرائيل وعالمهم بذلوا واستخدموا كل واي من عناصر قوتهم اما المقاومة والجبهات فلم تستخدم اكثر من ٢٠ % مما تملك.
الحرب تحسب بالنتائج لا في المعارك التكتيكة والتدمير وعدد الشهداء والابنية.
حرب قد تطول وتعصف اكثر وكل يوم والزمن يعمل في غير صالح اسرائيل وحلفها.
النصر صبر ساعة. واحلك الليل اخره.
ايران غير ملزمه وان كانت مطالبة اما مصلحتها ومستقبلها ودورها ولأنها مستهدفة بالتدمير وقد كلف نتنياهو بالمهمة ولن يفوتها فسيلزمها بالانخراط النوعي والكثيف في الحرب.
دفاعيا وردا او هجوميا ومبادرة.
هذا ما سنعالجه في الاتي من الايام.

 

*كاتب و محلل سياسي لبناني

قد يعجبك ايضا