على عكس ما اشتهت سفن جيش الاحتلال الاسرائيلي تجري الرياح في جنوب لبنان الذي تحول الى مستنقع يغرق فيه جيش الاحتلال منذ ثلاثة أسابيع مضت دون احراز أي تقدم باستثناء اعلان الخسائر الكبيرة في صفوف جنوده والتي وصلت وفق اخر اعلان لوسائل الاعلام الاسرائيلية الى 5150 اصابة، وهي أرقام مشكوك في صحتها بسبب التكتم الشديد الذي يفرضه جيش الاحتلال على سير العمليات حيث تؤكد الكثير من التقارير ان حصيلة القتلى والجرحى من الجنود الاسرائيليين في جنوب لبنان تتجاوز هذا العدد بكثير.
لم يكن الهجوم البري الاسرائيلي محدودا كما أدعى متحدث جيش الاحتلال “دانييل هاغاري” في بيان، بدء الهجوم ،بل كان واسعا جدا حيث تشارك فيه خمس فرق تابعة لجيش الاحتلال وهي الفرق “36 ، 91، و98 ، و146 ، و210 ” والذي تتكون كل فرقة من لواءين أو أكثر يساندها سلاح الجو والبحرية ، ورغم ذلك عجزت هذه القوة الكبيرة عن تحقيق أي اختراق يذكر حيث مازالت الاشتباكات مع المقاومة الاسلامية في لبنان – حزب الله تدور على الشريط الحدودي رغم استدعاء جيش الاحتلال لخمسة الوية احتياط لتعزيز قواته التي تشارك في العملية ،وأخرها اللواء احتياط الذي تم استدعاه نهاية الاسبوع المنصرم.
وفي ظل الفشل الذريع لجيش الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان يدور الحديث في وسائل الاعلام الاسرائيلية عن قرب نهاية هذه العملية حيث نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية، امس قولهم إن العملية البرية في جنوب لبنان في مراحلها النهائية وانهم يتوقعون إنهاء هذه العملية خلال أسبوع أو أسبوعين “إذا لم تكن هناك تغييرات في اللحظة الأخيرة ووفقا للاعتبارات العملياتية والسياسية” حسب تعبيرهم .
وحسب ادعاءات هيئة البث الاسرائيلية فان جيش الاحتلال يرى انه “حقق انجازات كبيرة على خط التماس في جنوب لبنان”.
وقبلها صرح رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي “هرتسي هاليفي” بانه بات بالإمكان إنهاء الحرب على جبهة لبنان، لأنه تم القضاء على القيادة العليا لحزب الله وفق تعبيره.
ووفق تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو ” فأن هدف العملية البرية في لبنان هو اعادة المستوطنين الى الشمال ولم تكن اغتيال قادة حزب الله مثلما قال “هاليفي” الى جانب ان انجازات جيش الاحتلال التي تحدثت عنها هيئة البث الاسرائيلية في ما وصفته بخطوط التماس غير واقعية حيث تؤكد جميع المعطيات على الارض بأن قدرات حزب الله مازالت متماسكة وثابتة ومن هنا يبرز التساؤل حول الاسباب الحقيقة التي تقف وراء التصريحات الاسرائيلية بقرب انهاء العملية البرية في لبنان؟
من خلال القراءة الاولية لاحداث المعارك البرية بين جيش الاحتلال والمقاومة افسلامية في لبنان، فإن الخسائر الكبيرة في الجنود تؤكد ان جيش الاحتلال يخسر بالفعل المعركة مع حزب الله والتي تحولت الى حرب استنزاف كبيره له ، وقد يكون هذا السبب الرئيسي الذي يقف وراء التصريحات الاسرائيلية بقرب انتهاء العملية البرية في لبنان.
ووفق مراقبين فأن اعلان جيش الاحتلال الاسرائيلي انتهاء العملية البرية في لبنان فيما اذا صدر بشكل رسمي دون عودة المستوطنين الى الشمال فانه يعتبر اعلان هزيمة حتى وان ادعى انه حقق انجازات ،لان المعطيات على الارض تقول غير ذلك.