الإمارات تجهز لمعركة حاسمة في تعز
تقرير خاص // وكالة الصحافة اليمنية
هدوء حذر عاشته مدينة تعز الاسبوع الفائت يشبه هدوء ما قبل العواصف.. ففصائل مليشيات الارتزاق التي تدفع لها السعودية والامارات ، والتي تتقاتل فيما بينها داخل المدينة الحالمة ، تستعد لمعارك جديدة أكثر ضراوة من سابقاتها.
اشترك في قناتنا على التيليجرام : T.ME/YEMENPRESSAGENCY
في الـ25 من نوفمبر الفائت اندلعت مواجهات عنيفة طرفاها لواء الصعاليك المحسوب على حزب الاصلاح وكتائب “أبوالعباس” المدعومة لوجستيا وعسكرياً من دويلة الامارات .. تلك المعارك التي وصفت بأنها الأعنف من بين كل المعارك السابقة ، واستمرت 5 أيام – واستدعت استنجاد السكان بهادي وبن دغر دون جدوى – سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين ومن المدنيين أيضاً ، فضلاً عن دخول مدينة تعز في حالة شلل تام كون المواجهات دارت وسطها وقطعت أوصالها بمتارس ترابية واسمنتية.
خلفية الصراع التي شهدتها تعز – وماتزال – منذ عامين في الاساس من أجل السيطرة على المدينة وليس تحريرها واعادتها الى حضن ما يسمونها ” الشرعية ” حسب ما يزعم أمراء الحروب والارهاب في تلك المدينة التعيسة.
وبالرغم من جهود التسوية ونزع فتيل الاقتتال المتكرر بين المليشيات إلا أنها دائماً تفشل ، وكل ما تفعله هو التهدئة الى حين ليعود الاقتتال مجدداً أشد ضراوة.
تقف الامارات علناً خلف تأجيج النزاع المسلح ويبدو أنها تجهز لمعركة فاصلة مع تنظيم الاخوان المسلمين ممثلاً بحزب الاصلاح من خلال دعمها اللامحدود مالياً وعسكرياً وبشكل علني لكتائب ” أبوالعباس ” وتحت مسمى الحزام الأمني هادفة بذلك إلى تطويق مليشيات الاصلاح وفرض سيطرتها التامة على المدينة كما فعلت في محافظة عدن .
بالمقابل يدرك الاصلاحيون أنهم يواجهون معركة تستهدف وجودهم وتريد اقتلاعهم من المشهد السياسي الذي أرادوه حكراً عليهم وتآمروا في سبيل غايتهم الأنانية تلك على الوطن بكل ما فيه من بشر وسلم مجتمعي ومقدرات وبنى تحتية وصفّقَت لدمارها.
الاصلاح الذي طردته الإمارات من عدن – عبر أدواتها المحلية هناك – يحاول أن لا تتكرر ذات الفعلة في تعز التي يعتبرها اقطاعية خاصة به كون قوته الحقيقية تكمن في ما يزعم أنها حاضنته الشعبية الكبيرة فيها. وعليه فإنه يهيئ نفسه لمواجهة الامارات وأدواتها وعلى رأسهم ” أبوالعباس ” الذي جعله الدعم المالي والعسكري الاماراتي الأقوى في تعز على الاطلاق خاصة وأن كيانات كالحزب الناصري وتنظيمي القاعدة وداعش تصطفان الى جانبه.
انتهازية الاصلاح وارتهانه للعمالة جعلاه وحيداً في مواجهة مرتزقة لا يقلون عنه سوءً وجميعهم يصطفون في خانة الارهاب ، وقد خانوا الوطن وباعوه بثمن بخس ، وها هم يتهيأون لمعركة الخاسر الأول فيها تعز وناسها الذين باتوا يتمنون أن ينعموا بالأمان ويبدو أن ذلك لن يتحقق في ظل رئيس رخو كـ ” هادي ” وفي ظل حكومة هشة تعمل من فنادق الرياض عاصمة السعودية.
لن تنجو تعز من مشروع كارثي عمل في البدء على إخراجها من الهوية الوطنية الجامعة بصورة مناطقية فجة , ثم ه اهو يغرقها في دوامة دمار ورعب واقتتال هي الأعنف في تاريخ المدينة التي كانت وجهة للثقافة والمدنية.
وما بين الكراهية المطلقة التي يحملها أبو العباس ومليشياته والناصريين وبقية المليشيات للإصلاح وبين العداء الكبير الذي تكنه الامارات وحتى السعودية – قطبا العدوان على اليمن – للإخوان المسلمين حد عزمهم اجتثاثهم بشكل كامل من اليمن والمنطقة برمتها ..يبدو أن حرباً مستعرة ستسشتعل في الايام القليلة المقبلة.
ولأن لكل حرب ضحايا فإن سكان تعز في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الارتزاق والعمالة وتتناحر من أجل بسط نفوذ المحتل الخارجي عليها ، هم من سيعيشون جحيماً يرتفع منسوبه يوماً بعد آخر , وباتوا يوجهون أنظارهم وأمانيهم صوب ” الحوبان ” وبقية المناطق والمديريات التي يتواجد فيها الجيش واللجان الشعبية حيث الاستقرار والأمان عنوان دولة لا ترتهن للخارج ولن تترك الداخل اليمني عرضة لمشاريع خبيثة تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.