تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
زادت محاولة اغتيال ترامب الفاشلة من حظوظه التي كانت شبه محسومة قبلها.
اكتسبت حملته زخما ووضوحا اكبر وتعاطف واسع معها بتسميته فانس نائبا له وهو عضو كونغرس عن ولاية اوهايو احدى الولايات المتأرجحة. والاهم ان فانس انجيلي والإنجيلين هم القاعدة الدينية الاجتماعية للصهيونية المسيحية الأشد تأييدا لإسرائيل ودعاة اقامتها “لتامين عودة المسيح وخلاص البشرية”.
فانس شخصية شابة وحيوية وقصة حياته ونجاحاته جاذبة ومتزوج من هندية لإظهار تعاطفه مع الأسيويين والمهمشين. وخطابه امريكي انجلو ساكسوني يطابق خطاب ترامب ويرفض تقديم الدعم لأوكرانيا ومعادي للصين ويدعو للانسحابية وتدمير العولمة كما له تاريخ وبرنامج اقتصادي يخاطب الطبقة العاملة البيضاء العجوز ويعادي المهاجرين.
اكتملت عدة ورؤية ترامب لقيادة أمريكا وفي جوهرها التخلص من هيمنة لوبي العولمة وصناعة الحروب الذي كبد امريكا الاكلاف الهائلة لتامين ارباح الشركات وبيروقراطية البنتاغون.
كل الوقائع والمعطيات تجزم بوصول ترامب الى البيت الأبيض اذا جرت الانتخابات ولم تسبقها انهيارات اقتصادية او اضطرابات او يلوذ لوبي العولمة بافتعال حرب لتعطيلها او انقلاب واضطرابات تتصاعد نذرها.
في بلادنا واعلامنا والاوساط السياسية حالة رهاب وترهيب من عودة ترامب وكانه سيغير حديا في توازنات القوى وسينصر اسرائيل ويعيد العجة بيضا طازجا ويمكنها من السيطرة والسطوة.
في حقيقة الامور والوقائع الملموسة لن يغير ترامب في الوقائع والتوازنات ولن يستطيع إعادة تعويم إسرائيل وصناعة عناصر قوة فقدتها.
فترامب نفسه وبجرأته اعطى إسرائيل ما يستطيع؛ نقل السفارة واهداها الجولان ومولها وسلحها وحاول تأمينها بصفقة صهره للقرن.
امريكا قدمت كل ما في جعبتها
والاهم ان بايدن اكمل طريقه وقاد ومول وسلح وذخر حربها على غزة وارسل ضباط الأركان وقوات المارينز والدلتا فورس ووزرائه ورؤساء الحكومات الغربية ووظف النظام الرسمي العربي والاسلامي وكل الادوات وزار إسرائيل وارسل افضل قطع بحريته الى المتوسط والبحر الاحمر وبحر العرب واستنفذ ما بقي في جعبة امريكا وقدراتها وانكشفت على العجز وفي مواجهة اليمن ولم تجرؤ امريكا على وضع تهديداتها للبنان وايران موضع التطبيق بل سحبت الاساطيل من المتوسط وطالب بايدن بلسانه نتنياهو وحذره من حرب في الشمال.
المعطيات الواقعية ايضا تفيد بان ترامب ممتعض جدا من نتنياهو وكان عشية سقوطه في الانتخابات وبخه وقطع كل صلة معه واتهمه بانه تامر مع اخصامه عندما اقر بصحة الانتخابات ولم يتبنى روايته وتهكم على لوبيات إسرائيل في امريكا واسنادها لبايدن.
واعاد تأكيد تصريحه بانه سيعمل فورا على وقف حرب غزة واكرانيا.
وقائع الميدان وتحولات عناصر القوة والتوازنات في الصراع العربي الصهيوني وفي الحروب التي اشتعلت مع امريكا والاطلسي منذ ٢٠٠٠ في جغرافية العرب والمسلمين ومعهم هزمت فيها امريكا من كابول الى الصومال مرورا بدمشق وبغداد وصنعاء وبيروت وهزمت في حرب البحار والممرات وسقطت مخططاتها واستنفذت كل ادواتها.
لماذا الرهاب ولماذا الترهيب ومن يقف خلف الحملة؟؟ وهل يجوز لمحور المقاومة ان يرتهب او يخاف؟
والارجح ان ترامب انسحابي من العالم وانسحابيته وحربه على لوبي العولمة سيصير وباء على إسرائيل وحلفائها من النظم والادوات.
اليس هو القائل للأسر والدول؛ ان لم تدفعوا فلن نحميكم ولن نكون شرطي العالم بالمجان.
من يستطيع ان يدفع لتلبية نهم ترامب للفلوس؟
انه زمن المقاومة والانتصارات وهذه حرب تحرير فلسطين جارية ولن يغير في مساراتها ويقلبها حدث مهما كان.
فكيف واوروبا باتت منشغلة بنفسها وازماتها. وامريكا مهددة باستقرارها واستمرارها تحت سيطرة لوبي العولمة والحروب.
انه زمن الشعوب واردتها فزمن الليبرالية والتوحش قد نفذ.
لا يصلح العطار ما افسده الدهر.
*كاتب و محلل سياسي لبناني